رسالة إلى المسلمين في العالم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين، اللهم لك الحمد تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام، حمدا يليق بعظيم شأنك وجلالك، وصلى الله على سيدنا محمد الذي أدى الأمانة كما تحب وترضى يا ربنا
أخوة الإسلام لقد تعبدنا الله سبحانه وتعالى لشريعته وهذا أمر لا شك بحاجة إلى دراية وتعلم، فإن الأمر الشائع بين المسلمين أن العبادة من حيث دومها صلاة وصيام وحج هي المفروضة دون غيرها، والحق أن دين الله سبحانه سياسة واقتصاد وحياة اجتماعية وعبادات وكلها في ميزان الحق سواء، لا يجوز ترك هذه وأخذ تلك، أما الناحية العملية في الموضوع فإن المسلمين عبر العالم عندما يأخذون بالعبادات دون الأعمال، ويضبطون عباداتهم بالأحكام الشرعية دون سائر الأعمال فإن ذلك قد أورثهم الضنك والعيش الصعب في الحياة، نعم إن الكافر وأحكام الكفر الاقتصادية العلمانية ما تركت مجالا للمسلمين للالتزام بالأحكام العملية وإنما مرجوع ذلك لغياب نظامهم عن الحياة وبالتالي لقلة حيلتهم في الوقوف أمام الكفر ومنعه من تطبيق وتنفيذ هذه الأحكام عليهم إذن والحالة هذه كان لا بد من التذكير بل أكثر من التذكير لا بد من الإصرار في التثقيف والانتباه الشديد إلى أن ما يلزم الأمة هو أخذ الدين أخذاً كاملاً بإقامة الخلافة في الأرض وقبل الخلافة ماذا يكون العمل؟ كيف نطبق الأحكام؟ كيف نسير بشريعة الله؟ الأمر لا شك أنه صعب لأن دين الله الإسلام دين ومنهج دولة فلا تنفذ أحكام الشرع بعيدا عن نظام الحياة نظام الخلافة فشريعة الإسلام كل متكامل لذلك كان لا بد من أخذ أحكام الإسلام أخذا كاملاً وكان لا بد من العمل لإيجاد الإسلام في الحياة بشكل كلي وشامل فالإسلام لا يجزئ ولا يقسم ومن هنا كان واجباً على المسلمين أن يتثقفوا في دينهم وأن يركزوا أذهانهم وبالتالي أعمالهم لعبادة ربهم بإيجاد دينه في الحياة وهذا أمر من الناحية العملية وعند جميع الشعوب التي أصبحت دولا كبيرة بل ودولا مبدئية قد عملت مثل ذلك فهي ركزت أمرها وبنت مبدأها ودولها سواء كانت رأسمالية أو اشتراكية فهل نحن بدعا من الناس لا يستقيم لنا الأمر بل إنه سيستقيم فهو بشارة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» ثم إنه أمر الله سبحانه وتعالى: { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون } [آل عمران/104]
أيها الناس إن هذا أمر جلل عظيم لا بد من الانتباه إليه ولا بد من العمل من أجله فإنه مرضاة الله سبحانه وتعالى منجاة لنا في الدنيا والآخرة عز الدارين أسأل الله سبحانه وتعالى أن ننتبه له وأن نكون من العاملين له إرضاء لله سبحانه
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أبو عمر