رسالة إلى المسلمين في العالم
الحمد لله رب العالمين،
الحمد لله حمد الشاكرين، ولا عدوان إلا على الظالمين،
الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام فإذا ما ابتغينا بغيره عزنا أذلنا الله،
الحمد لله الذي أعز هذه الأمة بهذا الإسلام العظيم وعندما ابتغت بغيره عزا أذلها الله،
الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام وبدولة الإسلام، دولة الخلافة،
والحمد لله عندما ابتغينا بغير هذه الدولة عزا، ابتغينا بدول سايكس وبيكو عزا فأذلنا الله،
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه وبعد..
أيها الأمة الكريمة: يا أمة العز والمجد والسؤدد، يا من قال فيك رب العزة جل في علاه: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) وقال فيك أيضاً: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) والأمة الوسط هي صاحبة الخيرية على الأمم والمتصدرة لهذه الأمم.
ما بالك يا أمتي قد تنكبت هذا التنكب، ما بالك قد تركت شرع الله فتركت العمل من أجل دولة الإسلام وخلافة الإسلام،
أيها الأمة الكريمة: أيها الأخوة الأعزاء، أبدأ ندائي هذا موجها هذا النداء إلى ثلاثة أجزاء من الأمة: أما الأول فالأمة بجمعها فأقول لهذه الأمة التي تنكبت طريق محمد صلى الله عليه وسلم، والتي ارتضت أن تكون في ذيل هذه الأمم بعد أن كانت سيدة العالم، بعد أن كانت تحمل النور والهداية إلى أمم الأرض جميعا، أصبحت كما نرى وكما نسمع، وما ذاك إلا لأنها تنكبت عن إقامة دولتها، وإعادة هذه الخلافة إلى ما كانت عليه، وبذلك غاب شرع الله عن أرضه، وغاب عدل الإسلام، فكانت النتيجة الطبيعية أن يحدث ما حدث، فها هو سيدانا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقد ذهب يوما إلى الحج وهو أمير للمؤمنين، وفي أثناء تجاوله في الحج وإذا به يلتقي بامرأة كانت قد أعلنت صوما عن الكلام، فيسأل من معها ما بالها؟ فيقولون له: إنها قد أعلنت صوماً عن الكلام، فيقول: أأمروها بأن تتكلم فذاك أمر لا يجوز، وعندما تسمع ممن معها قول أبي بكر تأتينه وهي لا تعرفه فتقول من الرجل؟ فيقول أبو بكر (اللهم أرضى عنه وترضاه) فيقول أبو بكر: رجل من قريش، فتقول: قريش نعرفهم فمن أنت من قريش؟ فيقول: رجل من المهاجرين، فتقول: المهاجرين نعرفهم فمن أنت من المهاجرين، إلى أن يقول لها أنا أبو بكر الصديق، فتقول أمير المؤمنين فيقول: نعم فتقول له: يا أمير المؤمنين إني سائلك، فيقول لها اسألي ما بدا لك، فتبدأ وتسأل فتقول يا أمير المؤمنين كنا في جاهلية وكنا في كذا وكذا وكذا وتبدأ تعد مساوئ الجاهلية وما كان عليها ثم ابتعث الله فينا محمدا صلى الله عليه وسلم فأصبحنا كما ترى وتسمع يا أمير المؤمنين في عز ومجد وسؤدد فكيف يستقيم الأمر يا أمير المؤمنين؟ فيقول لها أبا بكر الصديق رضي الله عنه: ما استقام أمراؤهم.
أي أن هذا الأمر لا يستقيم إلا باستقام الأمراء وصدق صلى الله عليه وسلم حيث يقول: «صنفان من الناس إذا فسدا فسدت الناس الأمراء والعلماء».
فيا أمة محمد صلى الله عليه وسلم الطريق معروف والهدف مرسوم والأمور واضحة، وقد تركنا صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وهذه الأمة ومنذ أن أقام صلى الله عليه وسلم دولتها وإلى أن انهارت هذه الدولة وهي مجمعة جميعا على أن الخلافة واجب لا بد من أن تبقى ولا بد أن تستظل الأمة بظلها في الدنيا ولم تختلف، هذا بالنسبة للأمة.
أما بالنسبة لشباب الدعوة وشباب التكتل الأول فأقول لهم ابتداء: سلام الله عليكم فأنتم والله الأمل وبكم الأمل ومنكم الأمل فسيروا إلى ما أنتم سائرون إليه وشدوا من العزائم ووطدوا الخطى فإن النصر قريب قريب قريب بإذن الله تعالى، وها هي طريقكم واضحة المعالم، وها هم قادتكم على أعلى مستوى من الفهم والإطلاع والعمل الصالح، أي وإحسان العمل، وهنا أتذكر أخي وأخونا جميعاً أبو ياسين فأقول له: يا أخانا سلام الله عليك فإنا والله لك مشتاقون إنا والله لك مشتاقون ولكن شوق أن يجمعنا الله بك تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله تحت راية العقاب، نسأل الله أن يكون ذلك يا أبو ياسين وأن يكون ذلك قريباً.
أما الفئة الثالثة ولعلي أخرتها لقصد في نفسي، الفئة الثالثة هي من بيدهم القوة والسلطان، هؤلاء الذين لم يزالوا يقفوا حاجزاً بل هم الحاجز الأساسي ضد الإسلام وضد عودة الإسلام وهم العون الأول للكفر وللكافرين هم العون الأول لهذه الأنظمة التي لم تترك جريمة ولم تترك سيئة إلا وارتكبتها في حق هذه الأمة ألا وهم أصحاب القوة والمنعة، ألا وهم هذه الجيوش وقادتها، وإن كان في مناطق أخرى هنالك قادة للقبائل، ولكنهم جميعا كأصحاب قوة هم الأمر في رقابهم، وهم الذين لم يكتفوا بأن يعطلوا شرع الله بل حاولوا ولا زالوا هم والحكام في ركاب واحدة يمنعون شرع الله ويعذبون من يقوم على الدعوة لشرع الله بل يؤازرون الحكام ويؤازرون الأنظمة وحتى وإن جاء غاز يغزي من خارج البلاد الإسلامية وقفوا معه في خندق واحد، أقول لهؤلاء جميعا ليس لكم إلا خيارين إما جنة عرضها السماوات والأرض، وتكريم في الأرض يكرمه الناس لكم إلى يوم يبعثون، فها هو سعد بن معاذ لا زلنا إذا ذكر نترضى عليه، وقد قال فيه صلى الله عليه وسلم: «اليوم مات رجل اهتز له عرش الرحمن» فكتب اسمه بمداد من ذهب في هذا التاريخ، وأنتم أمام خيارين اما هذا الخيار الأول أن تكونوا مع الإسلام وأن تكونوا أنتم قوات النصرة لهذا الإسلام وأنتم من تأخذون بيد التكتل لإقامة شرع الله جل في علاه فتكونون في هذه المرتبة العظيمة جنة عرضها السماوات والأرض وذكر إلى يوم يبعثون فتكتب أسماؤكم بصحائف من ذهب إلى يوم يبعثون وتبقى الناس تذكركم فتترضى عليكم كما ترضت على أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فخزي في الدنيا وعذاب جهنم في الآخرة ولن ننسى لكم أبداً ما صنعتم، لن ننسى لكم أنكم وقفتم مع الكفر أيدتم الكفر، لن ننسى لكم قتلتك أبناءنا، لن ننسى لكم أنكم أنتم من مكن لهؤلاء الحكام بأن يبقوا على رقابنا فيطبقوا فينا شرائع الكفر كافة من شرق ومن غرب وأنتم الحامين لهذا الكفر بل وأنتم المساندين له ولم تنسى الأمة خائناً أبداً ما دمتم في مواقعكم هذه ما دمتم تؤيدون الكفر وتعينون هؤلاء الحكام على تطبيقة بل وتحولون بين الأمة وبين أن تنقض على هؤلاء المجرمين بل وزاد بكم الأمر أكثر من هذا فوقفتم في خندق واحد مع أمريكا ومع اليهود ومع غيرهم من شذاذ الأفاق في الدنيا ضد أمتكم، اعلموا أن فرج الله قريب وأن النصر قريب وسيخرج منكم بعض منكم سيقومون بهذه المهمة أما البعض الآخر فسيلقى عذاباً في الآخرة وسيلقى خزي في الدنيا واعلموا أن الأمة لا تغفر لخائن أبداً ولن يغفر لكم أبدا أبد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبو تقي