Take a fresh look at your lifestyle.

رسالة الى المسلمين في العالم

 

 

أمتنا الحبيبة،
هذا عام آخر هنئناك به بحلول شهر رمضان المبارك، وسنبقى نهنئك ونتمنى لك الخير كله، وها نحن نقول لك بكل إخلاص ومن قلب محب كل عام وأنت بخير.

أمتنا الحبيبة،
إنا دوما نتمنى أن تكون أوقاتك وأحوالك أفضل ما يكون، ولكنك رضيت بالشقاء بدلا من السعادة، وبالذل بدلا من العز والمجد بقعودك عن الحكم بما أنزل الله تعالى والتضحية في سبيل ذلك، فأصبحت في ذيل الأمم بدلا من أن تكوني رأس الأمم، حتى غدت أحط الأمم، وأنذل الشعوب تتحكم بك وبمقدراتك، فما بقي لك بين الأمم والشعوب من احترام أو مهابة، وأخذ الرويبضات من أشباه الرجال، ولا رجال، يسومون أبنائك سوء العذاب والتحقير، كيف ذلك؟ وأنت عندك ما يخولك لتكوني سيدة الكون، وليس أمة في العالم عندها ما عندك، وليس أمة في العالم على الحق كما أنت عليه، فأنت على الحق وصاحبة الحق، ومورثة الحق، والحق الذي عندك هو رسالة رب الخلق عز وجل، إنها رسالة الفلاح، والعز، والسؤدد، إنها رسالة الإسلام الخالدة.

أمتنا الحبيبة،

أما آن لك أن تعودي كما وصفك ربك عز وجل:”كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله”؟

إنه ولا شك قد آن.

فما يقعدك عن المجد وعز الدارين؟

أما تذكرين وصية الخليفة الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، لقائد جيشه خالد بن الوليد:”إحرص على الموت توهب لك الحياة”؟

أوليس أبو بكر من أبنائك؟

أوليس خالد من أبنائك؟

هما كذلك، وأنت تعرفين. فمالك تغاضيت عن سيرتهم العطرة، وأعمالهم العظام للبشرية، ورضيت أن ينسب لك اللقطاء من شذاذ الآفاق الذين لا يرقبون فيك ولا في أبنائك إلا ولا ذمة؟

أمتنا الحبيبة،

ها قد انتهى شهر رمضان المبارك، أعاهده الله عليك باليمن والبركات، وجاء العيد، وأي عيد يمكن أن يكون أجمل وأسعد وأبهى من عيد يأتينا وأنت على سدة عرش العالم، تحكمينه بما أنزل الله تعالى، وتحملين دعوة الله إلى العالمين، فتحيين سنة وسيرة رسول العالمين، عليه أفضل الصلاة والتسليم، وصحبه المكرمين، عليهم رضوان رب العالمين، وحينها تخر لك الجبابرة ساجدين، ويكون العيد سعدا وبركة على الكون بأسره، فينعم الناس جميعا، وتكوني قد حققت قول الله تعالى: ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله… ).

أمتنا الحبيبة،
ما عندنا شك أنك تحلمين بالرجوع لتتبوئي مكانك بين الأمم، فقد طال غيابك، ولكن ذلك لا يكون إلا بعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فهي السبيل لعزتك، والطريق لمجدك، والدرب الذي يقودك لتحقيق حلمك، فالخلافة أمر ربك عز وجل، وبشرى رسولك صلى الله عليه وسلم، فها أنت عرفت فالزمي، وكل عام وأنت بكل خير.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }الأنفال24

وكل عام وأنت بخير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو عبد الله التحريري