رسالة لأختي المسلمة- تذكرةٌ بالصبر على الإبتلاء
أينَ أنتِ أينَ سيفُكِ القاطعُ ولسانُكِ الرَّائِع ، أينَ هوَ وقدْ نامَ فِي سُباتِ المطامِعِ ؟؟
فِي العيدِ يتبادلُ النَّاسُ التَّهاني ويتَزاورُون ، لكنْ أينَ أنتِ منْ عيدٍ لا نرى فيهِ إلا بضعَ ملامحَ له فلمْ يبقَ منهُ سوى التَّكبيراتِ وبعضِ الزِّياراتِ .
تلهينَ بشكليَّاتٍ وتفرَحينَ بزينةٍ وغيرُكِ يَمُوتُ جوعاً
تختالِينَ كبراً والأمَّةُ تبكِي دموعاً فأينَ أنتِ مِمَّن يبغينَ للإسلامِ رجوعاً ؟؟
هل أخافَكِ الإعلامُ والحكَّامُ يوماً بقطعِ الطَّعامِ أو منعِ الرَّاتبِ
هلْ جعلُوكِ تنظُرينَ للأمُورِ منْ زاويةِ المادَّةِ فسحبْ .. ألم يَقرعْ وعدُ ربِّكِ لنَا بعزِّ الإسلامِ مسامِعَكِ .. أمْ أنَّكِ تتغاضِينَ نائمةً لا تسمَعِينَ .. ووَضعُوا في آذانِكِ وقراً فلا تَعِين ؟؟؟
أختِي المسلِمةُ كمْ أتوقُ أنْ أقولَ لكِ كلُّ عامٍ وأنتِ بخير .. لكنِّي أريدُهُ عاماً ترفِلينَ بهِ فِي سَعادةِ الدُّنيَا والآخرةِ .. بعيداً عنْ أفكارِ الغربِ الفاجرَةِ ..
لا … لنْ تكُونِي مثلَهُنّ ، لنْ تكُونِي كمَا أرادَكِ الغربُ ، بلْ إنِّي أرَى فيكِ عقلاً وقلباً يسعدانِ بالإسلامِ ، فأنتِ لستِ كائناً آخرَ يختلفُ عنِ الصَّحابيَّاتِ ، هنَّ نساءٌ وأنتِ منَ النِّساءِ ، أمَّا الفرقُ بينكنّ أنَّ الفكرَ ليسَ نفسَ الفكرِ والعَقليَّةُ ليسَتْ ذاتُ العقليَّةِ ، وكلُّ ذلكَ لأنَّكِ قبلتِ أن تتخلِّي عنهنَّ كنموذجٍ تحتذِينَ خُطاهنّ ، وقبلتِ بثقافةٍ غريبةٍ عنكِ وعنْ دينِك ، ما زادتْكِ إلا بلاءً .. فلِمَ لا تَمُدِّينَ النَّظرَ وتُعملِينَ البَصيرةَ والبصرَ ، لتكُونِي مثلَهُنّ ، إسلاميَّةَ النَّفسية والفِكر ..
فكُلُّ عامٍ وأنت خديجةُ _ رضيَ الله عنهَا_
التي وقفَتْ معَ زوجِهَا “النَّبيُّ الجديدُ” حينَمَا أتاهَا خائِفاً بعدَ أوَّلِ نزولٍ للوحيِ ليقُولَ: زمِّلُونِي زمِّلونِي فتُزمِّلُه، ثُمَّ يقُولُ لقدْ خشيتُ علَى نفسِي ، فتُطمئِنُه بلْ وتُشجِّعُه وتُحفِّزُه إنَّ مثلَكَ لا يَنبغِي أنْ يخافَ، بلْ أنتَ لهَا وإنْ لم تَكُنْ أنتَ فمَنْ؟ “والله لا يُخزِيكَ الله أبدَاً ، إنَّكَ لتَصلُ الرَّحِمَ وتَحمِلُ الكلَّ وتُكسبُ المعدومَ ، وتُقرِي الضَّيفَ وتُعينُ علَى نوائِبِ الحقِّ”
كلُّ عامٍ وأنتِ فاطمةُ الزَّهراءُ
بنتُ رسولِ الله _صلَّى الله عليهِ و سلَّمَ_ ، التي لم يشفعْ لهَا كونُها خيرُ نساءِ العَالمينَ ، مِنْ أن ْينالَها بعضُ هَذَا النَّصَبِ، فلمَّا اشتَكتْ _رضِي الله عنهَا_ إلى أبِيهَا سُوءَ الحالِ مِنْ مُعانَاةِ الرَّحَى وجلبِ الماءِ حتَّى مَجِلَتِ اليَدُ، و أثَّرَ حبلُ القربةِ فِي النَّحرِ الشَّريفِ، و اغبرَّتِ الثِّيابُ مِنَ الكَنسِ، لم يُسعِفْهَا رَسولُ الله _صلَّى الله عليهِ و سلَّمَ_ بخادمٍ، و لا سِألِ عليّاً _رضِي الله عنهُ_ نفقَةَ خادمٍ، وهُوَ كَرَّمَ الله وجهَهُ كانَ مِنْ أفقرِ المهَاجِرينَ،إنَّمَا علَّمَهَا أنْ تُزيِّنَ عمَلَها و خِدمتَها _أي عِبادتَها- بالتَّسبيحِ والتَّكبيرِ.
وكلُّ عامٍ وأنتِ أسماءُ بنتُ أبِي بكرٍ
التي تقولُ: تزوَّجنِي الزُّبيرُ ، وما لَهُ فِي الأرضِ مِنْ مالٍ ولا مَمْلُوكٍ ، وَلا شيءَ غيرَ فرَسِه ،فكنتُ أعلِفُ فرسَه، و أكفِيهِ مؤُونتَه وأسوسُه ، وأدقُّ النَّوى لناضِحهِ فأعلِفُهُ وأستقِي الماءَ، وأخرِزُ غِربَهُ وأعجِنُ وَلم أكُنْ أُحسِنُ أَخبزُ ، فكانَتْ تَخبزُ لِي جاراتٌ مِنَ الأنصارِ وكُنَّ نُسوةُ صدقٍ ، وكنتُ أنقلُ النَّوَى منْ أرضِ الزُّبيرِ التي أقطعَهُ رسولُ اللهِ _صلَّى الله عليهِ و سلَّمَ_ علَى رأسِي وَهِيَ مِنِّي عَلى ثُلثَيّ فرسخٍ.
وكلُّ عامٍ وأنتِ أمُّ حارثةَ
التي جاءَتْ إلى النَّبيِّ _صلَّى الله عليهِ و سلَّمَ_ يومَ بدرٍ فقالَتْ: يا نبيَّ الله ألا تُحدِّثُني عَنْ حَارثةَ ؟
– وكانَ قُتِلَ يومَ بدرٍ أصابَهُ سهمُ غربٍ – فإنْ كانَ فِي الجنَّةِ صبَرْتُ وإنْ كانَ غيرَ ذلكَ اجتهدْتُ عليهِ فِي البُكاءِ . قالَ : يا أمَّ حَارثةَ إنَّهَا جنانٌ في الجنَّةِ ، وإنَّ ابنَكِ أصابَ الفِردَوسَ الأعلَى .
وكلُّ عامٍ وأنتِ لا تخَافِيَن في اللهِ لومَةَ لائِمٍ ، فحاملاتُ الدَّعوةِ خبرُ مثالٍ علَى ذلكَ ونِساءُ أوزبَكستانَ مثالٌ لهنّ ، يُضربْنَ ويُعذَّبْنَ لكنَّهنَّ مزَّقنَ صَممَ الحكَّامِ بصبرِهِنّ .
إذاً هنَّ لسنَ شيئاً عجيباً بلْ إنهنَّ نساءٌ مثلُكنّ لكنهنَّ سمِعنَ وعقِلنَ ولم ينَمْنَ ويغفلْنَ ، فكلُّ عامٍ وأنتِ مثلُهنّ ..
كلُّ عامٍ وأنتِ إمرأةٌ مسلمةٌ بفكرِكِ ونفسِك .. كلُّ عامٍ وأنتِ إلَى اللهِ أقرَبْ ..