كلمة- لك الله يا أقصى
منذ أن قام الكافر المستعمر وبمعاونة وتنفيذ حكام الدول العربية دول إسرائيل كيانا ً غريبا ً وورما ً سرطانيا ً في فلسطين الأرض المباركة مسرى الرسول – صلى الله عليه وسلم- ومعراجه إلى السماء، واليهود يتطلعون بشوق كبير للحصول على القدس واحتلالها وضمها إلى دويلتهم المصطنعة، وقد عملوا على تحقيق ذلك جادين وكانوا مستعدين للتضحية بالغالي والرخيص وبآلاف الجنود لتحقيق هذا الحلم- حلم الاستحواذ على القدس بما فيها من مقدسات إلى أن تحقق لهم هذا الحلم وتم تسليم القدس ومن ورائها الضفة الغربية بدون قتال أو خسارة تذكر.
ومنذ أن دخل الجيش الإسرائيلي القدس ودخلتها بعده الإدارة المدنية وهم يعملون على تهويد القدس وطمس معالمها الإسلامية، وأصدروا قانونا ً أعلنوا بموجبه ضم القدس رسميا ً إلى دويلتهم التي تحميها جيوش الدول العربية المحيطة بها، وبذلك أصبحت القدس في عرفهم ليست أرضا ً محتلة وإنما هي أرض إسرائيلية حسب زعمهم.
وتمت مفاوضات عديدة حول القدس وقد تولى ملفها بعد أوسلو المدعو محمود عباس (أبو مازن) وأصدر مع بيلين وثيقة عرفت بوثيقة عباس – بيلين تنازل فيها محمود عباس عن القدس كاملة لليهود ورضي أن تستبدل بقرية أبي ديس شرقي القدس لتحل محل القدس ويصبح اسمها ” قُدس” وتبقى القدس ” أورشليم” وغير ذلك من الأسماء.
لقد قامت إسرائيل بأعمال كثيرة حول المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين، وتم حفر أنفاق كثيرة تحت المسجد الأقصى وفي ساحاته المحيطة به ولا تزال الحفريات قائمة على قدم وساق حتى يتم يهود مخططهم الذي ينفذون؟
أما العملاء حكام الدول العربية فلم يحركوا ساكنا ً ولم يردوا ردا ً رادعا ً على ما يقوم به اليهود، فكل الذي قاموا به هو أنهم أنشأوا لجنة اسمها لجنة الأقصى تولى رئاستها العميل العريق الحسن الثاني ملك المغرب.. أستغفر الله بل جزار المغرب.
لم تعمل هذه اللجنة شيئا ً للقدس ولا للأقصى وكان ولا يزال كل الذي يصدر عن هذه اللجنة هو الاستنكار والشجب ولفت نظر هيئات الأمم المتحدة لما يقوم به اليهود من أعمال تعسفية في ساحات المسجد الأقصى وباحاته وفي القدس عموما ً من تهويد لكل معالمها.
وبالأمس قام بعض ما يسمى بالمتطرفين اليهود بالدخول إلى باحات المسجد الأقصى محاولين الدخول إلى داخل المسجد والصلاة فيه توطئة لاقتسامه مع المسلمين كما حصل في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل حيث احتل اليهود أكثر من ثلاثة أرباعه وأعطوا للمسلمين الربع الباقي، كما أنهم سمحوا للمسلمين بالدخول من باب واحد من خمسة أبواب للمسجد الإبراهيمي، وقد اعترفت السلطة رسميا ً بذلك من خلال ما يسمى باتفاقية الخليل.
قلنا إن ما يسمى بالمتطرفين حاولوا الدخول إلى الأقصى المبارك المبارك، إلا إن الأبطال من أهل القدس المسلمين قاوموا ذلك وحالوا دون وصول قطيع المتطرفين إلى الأقصى، وأجمعوا على حماية الأقصى المبارك بدمائهم.
أما سلطتهم فلم تقم بأي عمل رادع لليهود، وكل الذي تكرمت به وقامت به هو أن قام رئيس وزرائها المسمى سلام فياض -الذي أتت به أمريكا لتنفيذ خططها في فلسطين- بدعوة السفراء والقناصل الأجانب للاجتماع معه ليطلعهم على الوضع الخطير في القدس، فبدل أن يستدعي الشباب وهم كثر ويوزع عليهم السلاح لقتال اليهود في القدس وفي فلسطين اكتفى بالاجتماع مع السفراء والقناصل الأجانب لشرح الموقف.
أما بالنسبة للآخرين وخصوصا ً بعض أعضاء طبقة الإكليروس عند المسلمين فقد وجدوها فرصة سانحة للظهور على شاشات التلفزيون لتوزيع الالتفاتات الباهتة يمنة ويسرة وهم يتكلمون عما يقوم به المتطرفون من اليهود، ولقد نسي أو تناسى هؤلاء جميعا ًَ أن اليهود كلهم متطرفون وكلهم أعداء للمسلمين ولا فرق بينهم على الإطلاق وكلهم مشتركون في العدوان، فمن لم يقم بالعدوان فإنه يمد المعتدين بالمال والسلاح.
أما الدول العربية فلم تحرك كتيبة واحدة باتجاه الحدود حتى ولو من باب التهديد المعنوي، وأكثر ما قام به بعضهم هو أن دعا القائم بالأعمال الإسرائيلي وسلمه رسالة احتجاج، وعندما حاول بعض رعيته القيام بمسيرة احتجاج تضامنا ً مع القدس قام جلاوزته بمنعهم من التحرك.
إننا ننظر إلى القدس على أنها جزء من فلسطين لا فرق بينها وبين يافا وحيفا وعكا وصفد وعسقلان رغم وجود المسجد الأقصى المبارك فيها، فالتحرك يجب أن يكون لفلسطين كلها من النهر إلى البحر.
أما محمود عباس فهو ينام على حرير الوعود الخادعة الكاذبة التي تقدمها أمريكا له، وكذلك ينام مهموما ً نتيجة الصفعات المتتالية التي يصفعها بها صديقه نتنياهو.
وفي الختام فإنه لا يسعنا إلا أن نقول: لك الله يا أقصى! ولك الله يا فلسطين.. نعم لكما الله – سبحانه- الذي نسأله ليل نهار أن يوفق العاملين لإقامة دولة الخلافة ومبايعة خليفة يقاتل من ورائه ليرفع راية الجهاد فوق هامات الجيش الزاحف الذي سيحرركما من احتلال نسل القردة والخنازير، ويطهر العالم الإسلامي جميعه من دنس المنافقين الذين باعوا أنفسهم وبلادهم وأمتهم لأعدائهم الكفار.. إنه سميع مجيب الدعاء وصلى الله على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين.