مواقف وعبر- نبل امرأة
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على محمد خاتم الأنبياء والمرسلين.
أما بعد:
مستمعينا الكرام:
نرحب بكم من ستوديو البث المباشر وأولى حلقاتنا لفقرتنا الجديدة معكم وهي مواقف وعبر.
وقد اخترت لكم موقفاً علنا نعتبر منه جميعنا نساءً ورجالاً، ويتحدث هذا الموقف عن نبل امرأة كانت حسناء وزوجها قبيحاً، ولكم هذا الموقف راجيةً من الجميع حسن الاستماع.
فمن طريف ما يُحكى عن نبل المرأة ما ذكره العتبي: أنه كان ماشياً في شوارع البصرة، فإذا امرأة من أجمل النساء، وأظرفهن تلاعب شيخاً سمجاً قبيحاً، وكلما كلمته تضحك في وجهه، فدنوت منها، وقلت لها: من يكون هذا منك؟ فقالت: هو زوجي، فقلت لها: كيف تصبرين على سماجته وقبحه مع حسنك وجمالك؟ إن هذا من العجب؟
فقالت: يا هذا لعله رُزقَ مثلي فشكر، وأنا رزقت مثله فصبرت، والصبور الشكور من أهل الجنة، أفلا أرضى بما قسمه الله لي؟
فأعجزني جوابها فمضيت وتركتها!
مستمعينا الكرام:
هذه المرأة التي تحدثنا عنها كانت من أجمل النساء، وزوجها رجلاً قبيحاً.
ورأت بأن هذا الزوج التي رزقت به من أجل أن تصبر عليه راجية أن تكون من أهل الجنة وهو كذلك رزق له، ليشكر الله على هذه النعمة وهي أن رزقه الله بامرأة من أجمل النساء.
مستمعينا:
حث الإسلام على الزواج، فقد قال صلى الله عليه وسلم:
“تُنكح المرأة لأربع: لمالِها، وحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك”
متفق عليه.
فتلك المرأة لم تغتر بجمالها لكي تختار صاحباً لها في حياتها يكون جميلاً، لم تختار ذلك لأنه لا كفاءة في الإسلام بين الزوجين، ولا أصل له أيضاً، والدليل على ذلك قوله سبحانه وتعالى:
” إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم”
وقال عليه السلام: “لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى”
أخرجه أحمد
في الختام:
أرجو أن نكون كحملة دعوة بشكل خاص، وكمسلمين بشكل عام، قد استفدنا من نُبل هذه المرأة، وصبرها وشكرها لله تعالى على زوجها الذي رزقت به، حتى تكون من أهل الجنة. وأهيب بكم أخوتي حسن الاختيار للزوجة الصالحة كما قال عليه السلام، وعدم النظر للكفاءة الزوجية لأنه لا أصل لها في الشرع.
وإلى أن نلقاكم،أحييكم من ستوديو البث المباشر وعبرة أخرى، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.