كلمة- إلى الذين يلهثون وراء تقرير جولدستون
يقول الله عز وجل: { كان الناس امه واحده فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم } “البقرة 213”
والكتاب هنا يراد الجنس والقرآن بتنزيله نسخ جميع الكتب السابقة وهيمن عليها، فما بالكم تلوون عنه وتذهبون لتحكيم قوانين وضعية يتلاعب بها أصحاب الأهواء، معرضين عن ذكر الله، إن غولدستون وغيره من الكفار لن تنالوا منهم إلا شوك القتاد فإنكم تعلمون كم وكم صدر من قرارات من أمثال هذا الرجل ومن مؤسسات ومن دول وممن يسمى بالأمم المتحدة منذ أن سقطت دولة الخلافة على يد المجرم عدو الله مصطفى كمال بسبب عدم وعي المسلمين على الإسلام وعلى واقعهم السياسي وبسبب بعض المتخاذلين مع الكفار ولم يتحقق من هذه القرارات إلا الخزي والذل لهذه الأمة وإلا ما هو مصلحة لليهود وأنصارهم.
أيها الناس، يا من يهمكم أمر فلسطين إن الحق لا يؤخذ بالوقوف على أعتاب بيوت الأعداء للاستجداء، ولا يؤخذ بقيام كيانات هزيلة لا حول لها ولا قوة ولا يؤخذ بإقامة كيانات من قبل الكفار وضعوا عليها نواطير يحرسون مصالحهم إن طريق الحق وطريقة أخذه قد بينها الله سبحانه وتعالى وأمرنا أن نلتزم بها ولا نحيد عنها إذ قال سبحانه: { قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيره انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين } “يوسف108”
والرسول صلى الله عليه وسلم قد بين لنا عملياً كيف يؤخذ الحق، فعندما أخرجه كفار مكة من بلده وكان يعمل على إيجاد واقع يطبق به الإسلام فأقام الدولة في المدينة وأوجد جيشاً وجهزه ونظمه وأمره بالجهاد لفتح البلد التي أخرج منها ودخل مكة على رأس جيش ينفذ أوامر الله فاتحاً وليس مستجدياً، فبهذا تعاد الحقوق وتحرر البلاد والعباد، وأما ما تفعلونه من استجداء راكعين خانعين بل تاركين أسلافكم آخذين ديمقراطيتهم حتى يرضوا عنكم فإن الله لا يرضى عن مثل هذا العمل ولن تحققوا سوى الذل والهوان.
أيها الناس إنكم جربتم كثيراً من مثل هذه الأمور، فما بالكم كيف تحكمون، يقول الله تعالى: { الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا } “النساء 60”
فيا من نصبتم أنفسكم حكاماً على المسلمين إن التحاكم للأهواء تارة وادعاءكم بتطبيق الإسلام تارة أخرى لا يزيدكم وإلا بعدا عن ما يصبوا إليه المسلمون فاتقوا الله وأفيقوا من غفوتكم فإن حساب الله شديد وإن الأمة لن تغفر لكم خطيئاتكم وإن الطريق واضح وضوح الشمس في رائعة النهار فاعملوا على تحقيق أمر الله جادين، واهجروا هذه العروش الورقية فإنها والله أوهن من بيت العنكبوت واتركوا المسلمين وشأنهم فيحلوا قضاياهم مستمدينها من شريعتهم لعل الله يغفر لكم من ذنوبكم ويخف غضب الشعب عنكم وإلا فالإسلام قادم بدولته، دولة الخلافة الراشدة، وحينئذ لا فوت ولآت حين مناص فإن غضب الأمة وصل إلى درجة الحقد وإن عذاب الله أشد.
والسلام على من اتبع الهدى
ورضي بالإسلام واقتدى
الأستاذ أبي عادل