بين الحقيقة والسراب
السلام عليكم … مستمعينا الكرام كل مرة أبدأ فيها بالترحيب بكم وكم يشرفني ذلك … وكل مرة أقف عند برامج سياسية أو دينية ضررها أكبر من نفعها ، أما اليوم فسأتحدث خارج سرب السياسة الظاهر ، لكني سأراقب وبمجهرٍ كبير مجموعةً تختص بأشياء أخرى سنقف عليها في حينها ، لأبين لكم كيف أن سياستهم الشريرة لا تغيب حتى عن قنوات الأفلام والأطفال ..
إم بي سي من أبرز القنوات الفضائية في أيامنا هذه وأكثرها تأثيراً في مجتمعاتنا العربية ، ولهذا الأخطبوط أذرعٌ كثيرة أولها إم بي سي1 والتي بدأت بثها بعد انتهاء حرب الخليج وانتصار القوات المشتركة بقيادة أمريكا عام 1991م، وثانيها إم بي سي2 المتخصصة في عالم السينما والأفلام الأجنبية وخصوصاً الأمريكية منها ، ثم الإم بي سي3 المختصة للَّعبِ بأدمغة الأطفال بما تحويه من برامجَ بأفكارٍ غربية ، وبعدها الإم بي سي4 حيث تختصُّ هذه القناة بأفلامِ ومسلسلاتِ التشويقِ والمغامرة الأجنبية ، وكذلك تضمُّ المجموعة قناة العربية الإخبارية و إم بي سي إف إم.
تُموَّلٌ مجموعة الإم بي سي من قِبلِ رجلِ الأعمال السعودي وليد الابراهيم كما تجد رعايةً من رجال الأعمال في الخليج ، وقد كان رأس مالها عند التأسيس 300 مليون دولار وميزانيتها السنوية قرابة الستين مليون دولار ، وكان هذا قبل خمسة عشر عاماً .
ومن خلال الدراسات التي أقيمت على مجموعة قنوات إم بي سي ، يتضح أن هذه القنوات أميريكية الصنع والمنشأ ، تعمل على تلميع المجتمعات الأمريكية ونشر قيمها الفاسدة بين المسلمين ،ففي سنةٍ واحدةٍ تكرر ذكر كلمة أميريكا أو أحد مدنها على الإم بي سي2 (14040 مرة)، وعلى الإم بي سي4 (39960مرة).
كما أن هذه القنوات تركز على الدعوة للحريات والتفلت من القيم والتخلي عن العقيدة ، انطلاقاً من تسليط الضوء على مجتمعٍ يغلب عليه الإنحلال الأخلاقيّ ، ففي سنةٍ واحدة نشاهد الخمر في صورٍ متعددة (44280 مرة) على الإم بي سي2 ، والمراقص الليلية (31320 مرة) على نفس القناة.
كما تقوم هذه المجموعة بضرب العقيدة بطريقةٍ تبشيرية ، ففي مشاهد مختلفة من أفلامٍ عدة نرى تقديس الصليب ، فمثلاً في أحد الأفلام هناك جنديّ عندما يكون في أحلك الظروف فإنه يُقبِّل الصليب فينجو من الموت ،وتظهر الملامح النصرانية في هذه المجموعة الإعلامية بشكلٍ واضحٍ وملموس، حيثُ تُظهر كنائسهم وتوديعهم لموتاهم ومقابرهم التي ينتشر فيها الصليب، ففي فيلم (سيتي هول) يظهر العمدة وهو يقبل تابوت الصغير الذي قتل أثناء تبادل النار بين الجندي وأحد المجرمين، ثم يفعل إشارة الصليب النصرانية (باسم الأب والابن وروح القدس)، فهذا يدلُّ على دعوةٍ خفية للنصرانية، كما أن هناك دعوةٌ للشعوذة والسحر من خلال فيلم (هاري بوتر) وقد لمحتُ تعلق العديد به كونه يقوم على الإثارة.
ونعود لمسألة أمركة المجتمع فكل الأفلام المعروضة على قنوات الإم بي سي أمريكيةٌ ، تظهر الأمريكي في حالةٍ من الشجاعة وأنه قادرٌ على تجاوز الأزامت أياً كانت ، مما يخلق هزيمةً نفسيةً في نفوس المسلمين،كما نلاحظ تكرار صور العلم الأمريكي وكلمة (سي آي إيه) والمباحث والشرطة الفيدرالية ، كل ذلك تعظيمٌ للمؤسسات الأمنية الأمريكية وتضخيم دورها.
وسأطرح هنا سؤالاً استنكارياً يميل إلى الإخبار أكثر منه إلى التساؤل، فلو كانت هناك قناةٌ تبثُّ المعارك الإسلامية، فماذا سيكون رد أمريكا؟؟؟ كانت بالتأكيد ستضمها إلى قائمة الإرهاب ومحور الشرّ.
أما الإم بي سي إف إم ، فكان لمذيعتها رنا القاسم سقطةٌ مدويةٌ أدهشت جميع المستمعين، ففي حين ذكر أحد المتصلين حديثاً للنبي _صلى الله عليه وسلم_ عن النساء، فما كان ردها (أن هذا الكلام سطحيّ وقد شبعنا منه)،
فكان كلامها صاعقةً في الوقت الذي نشرت فيه الرسوم المسيئة للرسول _صلى الله عليه وسلم_ في الدنمارك، فممن يكون الضرر أكبر من ذلك الكافر المجاهر أم هؤلاء الذين ينسبون أنفسهم لنا؟؟
ويزداد الأمر سوءاً مع الإم بي سي4 التي تناقش فيها مشاكل المجتمع الأمريكي وتطرح حلولاً لها على أساس العلمانية، مثل التشجيع على الرذيلة أو التشجيع على تبني الحيوانات وتركز في هذه البرامج على اللقاءات مع الفنانين والممثلات و الشخصيات السياسية (كملكة الأردن في أوبرا) وتوحي الحلقات أن السعادة المطلقة للفرد تأتي مع الحرية ومع أسلوب حياة الأمريكان- الحلم الذي يسعى كل الناس لجعله حقيقة.
وبالوقوف على برنامج كلام نواعم أو لنقل خواشن أو حتى كلام فواحش وهو الأنسب له طبعاً ، الذي يعرض على الإم بي سي1 ، وما تقوم مقدمات البرنامج به من إثارةٍ لقضايا بعيدةٍ عن الإسلام وتحلها كذلك بحلولٍ غربيةٍ بحتة ، إضافةً لما يتم عرضه على هذه القناة من مسلسلاتٍ تركيةٍ باتت كثيرة فكلما قلبتَ القنوات وجدتَ الإم بي سي تعرض مسلسلاً تركياً ، كلها تظهر تقبل الحمل غير الشرعيّ وأن الإجهاض حلٌّ مقبولٌ به، كما أن من تلك المسلسلات ما كان تحريضاً على الدولة العثمانية وبيان أن المجرم أتاتورك هو محرر الأتراك..
أتعلمون ؟؟ سأتوقف إلى هنا فقد ضقتُ ذرعاً بفواحش هذه المجموعة ورذائلها ، وأقول لكل المشايخ الذين تستضيفهم هذه المجموعة ، أن يتقوا الله ويبينوا للأمة عوار عائلة إم بي سي ، بدل أن يروجوا من خلالها ما يفسد شبابنا وينحدر بأمتنا إلى الحضيض ..
وأصح ما يقال في إعلامنا المجرم أنه ينشر الشر …. ويقلب الحقائق … ويزين المنكر ….يضلل ويكذب وينشر الفساد … يعتم على جرائم الحكام ويخفيها …..ويهاجم أفكار الاسلام ….ويقدم الغرب على أنه سبيل الخلاص..هذا هو نهج الإعلام العربي المؤمرك فاحذروه أيها المسلمون
وإلى حلقةٍ أخرى … في أمان الله