حديث- ما ضرب رسول الله قط شيئا بيده
عَنْ عائِشَةَ قَالَتْ:”مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ “.رواه مسلم
قال ابن تيمية رحمه الله:[الناس ثلاثة أقسام: قسم يغضبون لنفوسهم ولربهم، وقسم لا يغضبون لنفوسهم ولا لربهم، وقسم يغضب لربه لا لنفسه وهذا خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما من يغضب لنفسه لا لربه أو يأخذ لنفسه ولا يُعطي غيره فهم شر الخلق لا يصلح بهم دين ولا دنيا].
إن حكام السوء في هذا الزمان قد جعلوا أسباب الغضب كثيرة ودائمة، فمن الأسباب عدم الحكم بما أنزل الله، والتفريط بحرمات الله وانتهاكها، وإتباع السياسات المفضية إلى الفقر والذل والحرمان وإلحاق الهزائم بالأمة، وسهرهم على التضليل والجهل، ومحافظتهم على التخلف في كافة الميادين، ومنعهم من أداء العبادة كما أمر الله، وأسباب لا تنتهي ولا بد من الغضب، الغضب الدائم والمستمر، الغضب لله ولأجل الله ولدينه ورسوله صلى الله عليه وسلم. الغضب الذي يلازمه العمل لتغيير أسباب الغضب فمن لم يغضب لله وغضب لنفسه فقد استحق ما هو فيه، ومن غضب لغلاء الأسعار ولم يغضب لغياب حكم الله فقد استحق ما هو فيه، من غضب لشتم نفسه ولم يغضب لشتم نبيه فقد استحق ما هو فيه، فالصالحين هم الذين يقومون بالواجبات ويتركوا المحرمات ويغضبون لربهم إذا انتهكت محارمه، فهذه أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم في بذله ودفعه وهي أكمل الأمور فلا بد من الغضب لله والعمل لإيجاد الخلافة التي تُزيل أسبابه وتُبقي أسباب الرضا والسكينة.