حكامنا وحكامهم
عودنا سياسيو دولة يهود على الاهتمام بكل يهودي على وجه الأرض، وهم يلاحقون حتى الرفات لجلبها إلى الأرض المغتصبة لدفنها فيها ولو كان بعد عشرات السنين من فقدان أصحابها أو موتهم، فمنذ أكثر من عشرين عاما ً وهم يلاحقون ويسألون عن طيار لهم فقد فوق أرض لبنان على حسب زعمهم، وكم أفرجوا عن أسرى لقاء رفات جنود لهم ماتوا أو قتلوا في أرض المعارك.
وبالأمس القريب قام العدو الغاصب بالإفراج عن عشرات الأسرى من أبناء فلسطين، أتدرون لماذا؟
إنه ليس لقاء الإفراج عن أسرى أو إرجاع رفات لتدفن في أرض الوطن حسب رأيهم وإنما لقاء دقيقة تسجيل مصور على شريط فيديو يظهر فيها الأسير شاليط حيا ً يرزق وبصحة جيدة. هذه الدقيقة المسجلة على الفيديو للأسير تساوي في عرفهم الإفراج عن عشرات الأسرى من أبناء فلسطين.
وهكذا ترى مدى اهتمام الأعداء بأبناء شعبهم وأبناء جلدتهم ودينهم فهم يبذلون الغالي والرخيص للحفاظ على أبنائهم بل وحتى على رفاتهم والاطمئنان على صحتهم ووجودهم وأن أسراهم يعاملون معاملة طيبة في الأسر عند أعدائهم.
أما إن نظرنا حولنا في عالمنا العربي والإسلامي نرى غير ما ذكرنا من اهتمام الأعداء بشعوبهم وأفرادها أينما كانوا. إننا نرى أن حكامنا وساستنا لا يهتمون بأمر رعاياهم وأفرادها وإنما ينزلون بهم أشد أنواع العذاب إرضاء لسادتهم الكفار المستعمرين، فإذا ذهبنا إلى باكستان نرى أن حكامها العملاء المجرمين يقومون بتل أبناء الشعب المسلم إرضاء لأمريكا الصليبية، ويتبع ذلك هدم للبيوت والمساجد والمدارس وتشريد للملايين إلى العراء حيث يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويقفون صفوفا ً طويلة منتظرين حسنة من محسن يتفضل عليهم بحفنة من أرز أو طحين، نعم هذا ما يقوم به ساسة باكستان وجيشها الذي وظفه الساسة المجرمون لقتل إخوة لهم في العقيدة والدين والتابعية، كما وأن هؤلاء الساسة يصدرون أوامرهم بملاحقة أبناء الشعب في الجبال والسهول في البراري والقفار بحجة محاربة الإرهاب الذي ابتدعته ساسة أمريكا الصليبيون حجة لقتل المسلمين ومحاربة الإسلام الذي ترى فيه أمريكا العدو اللدود لها ولاستعمارها وصلفها وغرورها وجشعها الذي يدفعها لإعلان الحرب على الأبيض والأسود من الناس وحصوصا ً المسلمين منهم ذوي العزة الذين لا يقبلون الذل أو الركوع لغير الله – سبحانه وتعالى-. هؤلاء المسلمون الذين ترى أمريكا أنهم التهديد المباشر لها ولاستعمارها ولطريقة عيشها الفاسدة التي تخالف الفطرة ولا يقبل بها عقل عاقل.
أما ساسة أفغانستان فإنهم رضوا على أنفسهم أن يكونوا مطايا للجيوش الصليبية الغازية التي احتلت اليلاد وأعملت القتل في المجاهدين الذين أبوا أن يرضخوا لجيوش الاحتلال وأخذوا يقاومونهم وينزلون بهم أشد الخسائر حتى أصبح الهروب من أفغانستان هو المصيطر على أذهان المحتلين وقادتهم، ولقد قتل هؤلاء المحتلون الآلاف المؤلفة من الشعب البائس المسكين الذي باعه ساسته للأعداء الصليبيين بأرخص الأثمان كرسي من خشب يحرق كل من جلس عليه، وقد أخذ هؤلاء الساسة على أنفسهم العهد أن يحافظوا على هذا الكرسي بكل السبل المتاحة مشروعة كانت أم غير مشروعة محاطين ومحروسين ومحفوظين بحراب الجيوش الصليبية المحتلة.
أما أبناء الشعب فلا بأس أن قتلوا بالغارات الخاطئة أو بالقصف الخاطىء أو على أيدي الجنود الجبناء والذين من جبنهم أصبحوا لا يفرقون بين عدو وصديق، أو بين مقاتل ومدني مسالم، فيخبطون خبط عشواء يقتلون الصديق قبل العدو ويهدمون البيوت على رؤوس أصحابها، وحكام أفغانستان يتفرجون ولا يحركون ساكنا ً ما دامت الأحداث لا تهدد كراسيهم وتبقيهم للحفاظ على الفساد والإفساد.
أما دول الخليج فإن سجونهم ومعتقلاتهم مملوءة بالمخلصين من أبناء الشعب والذين يرون الفساد ولا يسكتون عليه، يرون الإفساد فيقاومونه، والكل يعلم كم من أبناء العشب قتل وكم مات تحت التعذيب، ولقد ابتلعت رمال الربع الخالي المتحركة الآلاف من المعارضين والأدهى من هذا وأمرّ أنهم فتحوا البلاد للجيوش الغازية لاستعمالها ضد إخوان لهم في العراق وغير العراق حتى أصبحت البلاد محتلة من قبل الأعداء الصليبيين، وفي آخر المطاف يسمون أنفسهم حكاما ً وتعزف الموسيقى السلام الوطني لهم، وما دروا أنهم عبيد وأدنى من عبيد عند السادة المحتلين الذين لا يقنعون بالقليل وإنما بتسخير البلاد والعباد والثروات لخدمتهم.
وفي العراق أقدم الخونة على جلب الجيش الأمريكي الكافر ليحتل البلاد ويقتل العباد حتى كان القتل بمئات الآلاف وتشريد الملايين، وكل ذلك حتى يتمكن الكافر المحتل من نهب ثروات العراق والاستئثار ببترول العراق الذي لا ينضب، ولقد تمت سرقة ملايين البراميل من البترول وآلاف الأطنان من خامات اليورانيوم وغيره من المعادن حيث كانت تنقله طائرات المحتل صباح مساء.
وفي بلاد الشام فالسجون والمعتقلات ملأى بالشرفاء ذوي العزة والإباء والعقيدة الصافية الواضحة حتى أن السجين في بعض البلاد لا يعرف مكانه إلا بعد سنوات طويلة، ويمكث السجين عشرات السنين دونما محاكمة أوسؤال، وكم من أبناء الشعب مات تحت التعذيب أو تحت الأنقاض دونما محاكمة أو سؤال؟ وكم من أبناء الشعب مات تحت التعذيب أو تحت الأنقاض التي نتجت عن تهديم المنازل والمساجد التي قصفت بالمدافع وكانت المساجد هي جبهة الجولان الهادئة التي لم تطلق فيها رصاصة واحدة منذ احتلالها من قبل العدو الغاصب أو على الأصح سلمت لأرذال الخلق يهود وغيرهم؛ سلم البلاد والعباد للعدو الغاصب فأصبح الجميع أسرى لدى العدو يسومهم سوء العذاب يقتلهم ويعتقل الآلاف منهم.
أما الشمال الأفريقي فأجهزة أمنهم جلاوزة لا يرقبون في مؤمن إلا ً ولا ذمة، معتقلاتهم أمكنة عذاب وموت وسجونهم مقابر وحراسهم غلاظ شداد ينفذون أمر الحاكم الخائن دونما تفكير لقاء دريهمات معدودات.
هذا هو واقع الحال عدو يهتم بمواطنيه ويفديهم بالغالي والرخيص، وحكام نصبهم الكافر على المسلمين يسومونهم سوء العذاب حتى وصل الأمر بالكثير منهم أن يرفض استقبال أبنائهم الذين وقعوا أسرى غوانتانامو الرهيب والذين لا ذنب لهم إلا مقاومة الكافر وعملائه، فحكامنا صدق فيهم قول الرسول – صلى الله عليه وسلم: ” ألا إنه سيؤمر عليكم أمراء إن أطعتموهم أذلوكم، وإن عصيتموهم قتلوكم”، فهؤلاء هم شرار الأمراء الذين نبغضهم ويبغضوننا ونلعنهم ويلعنوننا، فمتى سيمن علينا رب العزة بأئمة خيار نحبهم ويحبوننا ونصلي عليهم ويصلون علينا عسى أن يكون ذلك قريبا ً وما ذلك على الله بعزيز.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أبو محمد الأمين