خبر وتعليق ما وراء حرب صعدة
منذ أكثر من خمس سنوات والحرب الدائرة في شمال اليمن مستعرة ولا تزال الأحداث الدامية تقتل المئات وتشرد الألوف، وتدمر الممتلكات، في ظل إصرار الأطراف المتقاتلة على عدم وقف الحرب، إن هذا الوضع يذكرنا بما هو حاصل في السودان منذ عشرات السنين، دون أن تصل الأطراف المتصارعة إلى حل لإنهاء هذه المشاكل، حتى تم وضع العديد من الاتفاقيات التي صاغتها دوائر المخابرات الغربية!!
إن قضية حرب صعدة ما هي إلا واحدة من أجندة الصراع البريطاني الأمريكي في اليمن، وهذا الصراع بين أعداء الأمة من الإنجليز والأمريكان قديمة، فمنذ الانقلاب علي الإمام أو ما يسمى بالثورة اليمنية سنة 1962م والتدخل الغربي في اليمن والصراع على أشده بين المخابرات البريطانية والأمريكية، وظلت الحروب بين شطري اليمن والانقلابات العسكرية والاغتيالات للرؤساء تنفذها دوائر المخابرات الغربية وعملاؤها الإقليميون، حتى تم توحيد اليمن في 1990م وظل الصراع بين الطرفين أيضا حتى حرب 1994م، وبعد الحرب وضعت النقاط على الحروف واستطاعت بريطانيا تنفيذ مخططاتها وتكبيل عملاء الأمريكان داخل اليمن وبمساعدة عملائها الإقليميين كالأردن والعراق في ذلك الحين، أما موقف السعودية التي كانت تعمل بشكل مستمر على الحيلولة دون قيام الوحدة بين شطري اليمن، لأن اليمن تقع في خاصرة السعودية ولا تريد أن تكون دولة أقوى منها في شبه الجزيرة العربية وتظل تحت رحمتها، فإنها عندما رأت خطر إيران وأدركت أنها ضحية المخطط الأمريكي للتقسيم أيضا كما اليمن ضحيته، وبأوامر بريطانية دعمت نظام صالح في البداية، وعندما رأت أن الجيش اليمني لم يحقق تقدما على الأرض دخلت في الحرب مباشرة، وتورطت في حربها على الحدود -التي صنعها الكافر المستعمر- مع جماعة الحوثي .
إلا أن الأمور لم تقف عند هذا الحد فقد بدأت أميركا القيام بأعمال سياسية واقتصادية واجتماعية ضد نظام صالح منذ قيام الوحدة، فتحركت سفارتها لاستقطاب العملاء وكان للمعهد الديمقراطي الأميركي دور كبير في إقامة الندوات والالتقاء بالفعاليات المؤثرة في المجتمع، وإرسال الخبراء لتدريب الجيش اليمني وخاصة القوات الخاصة، وحركت إيران للقيام بأعمال في اليمن، وضغطت على نظام صالح بالمنظمات الدولية كالبنك الدولي وبرنامج الإصلاحات الذي جعل الشعب اليمني في فقر مدقع، وظهرت العديد من المشاكل كالبطالة وغيرها.
فحرب صعدة هي قضية صراع بين بريطانيا وأميركا، وأحداث الجنوب كذلك فأميركا تدعم قادة الحراك في الخارج كالبيض والعطاس وعلي ناصر، ومن خلال التصريحات التي أدلى بها المسئولون البريطانيون بأنهم “مع وحدة واستقرار اليمن ودعم حكومة صالح سياسيا واقتصاديا وإذا لزم الأمر عسكريا”، وحتى قادة الاتحاد الأوروبي يصرحون بهذا، فيما تصريحات الأمريكيين “بوجوب وقف الحرب من أجل النازحين”!! ، فأين رحمة أميركا بالنازحين في أفغانستان والعراق وباكستان والصومال وغيرها، أي أن بريطانيا ومصالحها في الحفاظ على الوحدة ومنع أمريكا من التسلل إلى اليمن عن طريق إيران وشيعة اليمن، وعن طريق علي سالم البيض، فيما أميركا تسعى لإسقاط نظام صالح وتمزيق اليمن على أساس ما يحصل في السودان، فهل سيدرك أهل اليمن ما يخطط لهم وما يحاك ضدهم، ويقفوا وقفة رجل واحد لوقف المخططات الاستعمارية الغربية المجرمة سواء أكانت أمريكية أم بريطانية، وإلا فمصيرهم مصير الصومال وأفغانستان والسودان؟
رئيس المكتب الإعلامي للحزب في ولاية اليمن