Take a fresh look at your lifestyle.

  بين الحقيقة والسراب – قناة الرسالة

    السلام عليكم والرحمة تلفكم ، وبمبايعة الخليفة قريباً بإذن الله أهنئكم ..

وقفتي لهذا اليوم ستكون مع قناة الرسالة ، ويبدو أن الوقوف عند القنوات الدينية يطول ، لكني أسأل الله أن يتحول هذا الإعلام لما يرضي الله وعلى طريقة الرسول ، وربما يقول أحدهم : بوجود إعلامٍ سليم ستفقدين مادةً غنية لحلقات البرنامج ، فأقول : ولم لا ، فإني وإن خسرت مادة القدح ، فسأكون مرتاحةً بإعلامٍ إسلاميٍّ يستحق المدح .

الرسالة قناةٌ فضائية يديرها طارق السويدان و المملوكة للأمير الوليد بن طلال ، وتقول قناة الرسالة في تعريفها عن نفسها :”أنها تعمل على تدعيم القيم الإسلامية وجمع الأسرة العربية على شاشتها ، بتقديم ثروة فكرية مرئية من البرامج التربوية الهادفة والمتنوعة ،خاصةً الجوانب الاجتماعية والتنموية والشرعية ، التي تحتاج لها الأسرة العربية بأسلوبٍ هادئٍ وطرحٍ متَّزن لا يعمل على التحريض ويلتزم المبادئ المهنية في إطار عملٍ إعلاميٍ مؤسسيٍ متناغمٍ متكامل” ، وتقول عن نفسها أيضاً :” أنها تعتمد في أساليبها على التنوع في طرح البرامج بعيداً عن القولبة ، التي تبعث على الملل وذلك حتى تستطيع الوصول لأكبر شريحة ممكنة من المشاهدين ، في جميع أنحاء وطننا العربيّ”

ومن خلال التعريف نرى أنها تركز على العروبة والوطن العربيّ ، ملقيةً وراء ظهرها أي ملمحٍ للفكر الإسلاميّ غير الذي تحاول الظهور به أمام مشاهديها ، وبهذه الطريقة تجعل بعض من يتمسك بالدين يتعصب للقومية العربية ، حين يرى شيوخاً يتشدقون بها .

كما نرى من خلال التعريف أيضاً ، أنها لا تعمل على التحريض بمعنى أنها تعمد لإعلامٍ يتلبس بزي الإسلام ينفذ لأوامر الحكام ، ويسير على نهج أسيادهم الأمريكان .

ولنحكم بشكلٍ أوضح على القناة نلقي نظرة على برنامج الوسطية الذي يبث عبرها ويقدمه طارق السويدان ، حيث يقوم مقدم البرنامج في كل مرة بطرقه الملتوية ، بإقناع المتلقي بأفكار غربية ، وحتى يزيد من إقناعه بها يفهمه أنها تجاري الواقع وأنها أفكارٌ إسلامية حضارية ، وفي نفس البرنامج تحدث في إحدى حلقاته عن الكفر والتكفير ، فأوصل الحاضرين لنقطةٍ أقنعهم فيها بأنه يجوز للمسلم ترك دينه ، وقد طُرِح خلال الحلقة سؤالٍ مضلل للمشاهدين فحواه :

أفضل طريقة للتعامل مع المرتد هي:
1-الحوار
2-القتل
3- القضاء

فلم يلتفت السويدان لمن عليه أن ينفذ الحكم وهو الدولة ، بل خلص في نهاية البرنامج إلى أن الإسلام أعطى حرية العقيدة وأنها أصلٌ من أصول الإسلام ، وأن المرتد لا يعاقب إلا إن أشهر سيفه في وجه الدولة .

والمشكلة أن طارق سويدان يجمع كثيراً من الناس ، وكأنهم في محاضرة ، ويجلس الشباب إلى جانب الفتيات ، وهناك المحجبات والكاسيات العاريات ، ويبدأ طارق سويدان بطرح موضوع ، ويتجاذب الحديث مع هذه وتلك ، ويمزح وكأنه يتكلم مع محارمه ،ترى هل لا يعلم أنه يحرم عليه أن يتكلم مع تلك النساء بهذه الطريقة ؟ أو لا يعلم أنه لا يجوز للمسلم أن يتكلم مع المرأة إلا في مواطن أباحها الإسلام وبكلامِ أباحه الإسلام ؟ لا لتبادل المزاح  والضحك والكلام في مواضيع تافهة لا تعني الأمة في شيء بل هي لتشتيت جهود الأمة .

وبمجرد قبول السويدان أن يكون مديراً لقناةٍ مالكها الأمير الوليد بن طلال ، فهنا وقفة وإشارة حمراء طويلة، ترى هل لو كان السويدان فعلاً أميناً على هذا الدين ، فهل يقبله الوليد بن طلال لهذه المهمة ؟؟ هذه نقطة .

ونقطة أخرى فالواضح أن مثل هذه القناة لا تعمل إلا للكسب المادي إضافةً لهدم النفوس وتمييع الشخصية الإسلامية ، فمالك القناة هو نفسه مالك مجموعة روتانا الناشرة للفاحشة والفجور ، ومن هنا يمكن التأكد من سوء نوايا قناة الرسالة ، خاصةً أنها تكون أخطر فخبثها ونشرها لما يعادي الإسلام يكون خفياً مبطناً .

ولن أتعمق كثيراً في برامجها فهي لا تستحق حتى الوقوف عليها ، لكن الحرقة المؤلمة من تعلق الناس بها تجعلنا نريد أن نبين لهم فساد هذه القناة ومثيلاتها ، وكملخصٍ لما يقدم على هذه القناة فإنها جاءت بإسلامٍ عصريٍ (مودرن) يرضي أمريكا وأذنابها ،وبرامجها إنما تسعى إلى وأد المفاهيم الإسلامية وقتلها وتحريفها بالأسلوب التخديري وأسلوب الجرعات ، فمرة بعد مرة يصلون إلى ما يرمون إليه إن لم يكن المتلقي واعياً لما ينصب له من فخاخ .

فلتدع قناة الرسالة التلبيس على الناس ، فالإسلام ليس بحاجةٍ لروحهم العصرية التحريفية الباطلة، قال  تعالى في وصف المنافقين وادعائهم إصلاح الأرض وهم على العكس من ذلك :”وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ”.

 

خنســاء