الجولة الإخبارية 30-12-2009م
العناوين:
- أميركا تضغط بشدة من أجل إخراج دويلة انفصالية (فعالة) في جنوب السودان العام القادم.
- الإدارة الأمريكية توافق على زيارة جون كيري لإيران.
التفاصيل:
تسعى الإدارة الأمريكية بشتى السبل وبكل جدٍ واجتهاد من أجل إخراج دويلة انفصالية في جنوب السودان في الموعد المضروب لها بُعيد إجراء الاستفتاء العام لسكان مناطق الجنوب في العام 2011 وفقاً لاتفاقية نيفاشا المشؤومة.
وتعمل هذه الإدارة على منع الحكومة السودانية من العمل على عرقلة عملية الفصل وذلك من خلال إجبار الرئيس السوداني عمر البشير على إعادة تدوير قانون الاستفتاء بحيث يُسهِّل عملية الانفصال، ولا يعقدها، ولا يضع أية عراقيل أمامها.
وتضغط إدارة أوباما من خلال استخدام عدة أساليب: منها دعم الانفصاليين الجنوبيين بمئات الملايين من الدولارات كما اعترف بذلك ممثل الانفصاليين الجنوبيين في واشنطن ازيكيل غاتكوث بأن الحكومة الأمريكية تساعد حكومة جنوب السودان الانفصالية للاستعداد للاستقلال بعد استفتاء سنة 2011 المقرر إجراؤه للجنوبيين وقال بأن: “جزءاً كبيراً من المليار دولار التي تُقدمها الولايات المتحدة سنوياً إلى السودان سيذهب إلى الجنوب لبناء طرق ومدارس ومستشفيات وجيش منفصل”، وأضاف قائلاً لصحيفة واشنطن تايمز الأمريكية: “صار واحداً من أهداف الولايات المتحدة أن يكون جنوب السودان دولة فعالة بعد استفتاء عام 2011”.
وهدَّد غاتكوث حكومة البشير بالحرب إذا تم تزوير الاستفتاء فقال: “إذا أحس الجنوبيون أن الاستفتاء مزور ستعود الحرب”.
إن دعم أمريكا المتواصل وضغطها الشديد على السودان لفصل جنوبه عن شماله وانصياع البشير وحكام السودان وغالبية سياسييه للرغبات الأمريكية يؤكد على حقيقة ذلك الدور الأمريكي الاستعماري الغاشم الذي تمارسه في السودان وفي سائر البلدان العربية والإسلامية والذي ترمي من ورائه إلى تمزيق العالم الإسلامي وبسط سيطرتها عليه وإحكام قبضتها على دوله.
لقد كان من المفترض إزاء هذا الموقف العدائي الأمريكي للسودان وسائر البلدان الإسلامية أن يواجه برد صارم من قبل حكام المسلمين وذلك بأن يوقفوا التعاون مع أمريكا في مؤامراتها الانفصالية ضد البلدان الإسلامية، وأن يقوموا على الأقل بقطع علاقاتهم معها، ومنع ازدياد النفوذ الأمريكي في بلاد المسلمين من أجل منع تقطيع أوصال السودان ومنع تفتيت ديار الإسلام والحيلولة دون تمزيق دوله إلى مزق هزيلة جديدة.
———
كشفت صحيفة ((وول ستريت جورنال)) الأمريكية يوم الخميس الماضي أن السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي والمرشح السابق للرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي للعام 2004م يعتزم القيام بزيارة رسمية إلى إيران، وقالت الصحيفة إن هذه الزيارة قد حظيت بموافقة البيت الأبيض.
ومعلوم أن جون كيري شخصية سياسية أمريكية مرموقة ومعتمدة من قبل إدارة أوباما للقيام بمهام رسمية بالتنسيق مع الرئيس الأمريكي نفسه خدمة للأجندة السياسية الحكومية.
وإن تمت هذه الزيارة لإيران فهذا يعني أنها ستكون أرفع زيارة تقوم بها شخصية على هذا المستوى منذ العام 1986م عندما قام عضو المجلس القومي الأمريكي السابق الكولونيل أوليفر نورث بزيارة لطهران في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان لعقد صفقة إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين في حادثة السفارة الأمريكية.
وقد علَّق أحد الباحثين في معهد كارنبجي الدولي للسلام على هذه الزيارة بقوله: “يبدو أن الولايات المتحدة تحب الأنظمة الدكتاتورية”.
إن هذه الزيارة تفضح حقيقة العلاقات السرية الأمريكية الإيرانية وتكشف واقع التبعية الإيرانية لأمريكا في السياسة الخارجية.