خبر وتعليق – المفاوضات مع اسرائيل
سيقوم المبعوث الامريكي للشرق الاوسط السيد جورج ميتشيل الاسبوع القادم بزيارة اخرى للمنطقة ليتابع مساعي الادارة الامريكية لحل قضية الشرق الاوسط، يبداها بفرنسا؛ وكانت وزيرة الخارجية الامريكية كلينتون دعت اثر اجتماعها مع وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ووزير الخارجية الاردني ناصر جودة الى استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية دون شروط مسبقة.
تاتي هذه الجولة الجديدة للمبعوث الامريكي مع حراك مكثف شمل لقاء الملك الاردني بالملك السعودي وزيارة سعود الفيصل للرئيس المصري مبارك في مصر، وزيارته للرئيس السوري الاسد في الشام فضلا عن جولة محمود عباس على عدد من العواصم العربية.
وقد صدرت عدة تصريحات عن البنود الجديدة التي يروج لها للمفاوضات القادمة ، بعد ان تنازل محمود عباس وفريقه من الخونة فيما يسمى بالسلطة الفلسطينية عن اشتراطهم وقف الاستيطان اليهودي قبل استئناف المفاوضات، كما كان عباس من قبل رفض لقاء رئيس الوزراء اليهودي نتنياهو ما لم يتم تجميد فوري للاستيطان ثم لعق تصريحاته وهرول ليلبي امر سيده في البيت الابيض لمقابلة النتن ياهو.
وفي التفاصيل التي تسربت الى الان يبدو ان السلطة الفلسطينية الخائنة قبلت فكرة تبادل اراض بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، ومع زعمهم ان الحل سيقوم على اساس خط 1967 الا انهم يمررون لخيانتهم بزعمهم ان اليهود سيعوضون عن الكتل الاستيطانية القائمة في الضفة باراض اخرى، والمعلوم ان هذه الكتل الاستيطانية الكبرى جعلت من مقولة “دولة قابلة للحياة” نكتة سمجة يابى العاقل ان يسمعها. ومع هذا كله فان السلطة الفلسطينية ماضية في غيها، بينما يسابق يهود الزمن لفرض امر واقع على الارض بحيث تفرض ما يناسبها ، هذا الواقع المفروض لا يمكن لا للسلطة الفلسطينية ولا لحكام العرب رفضه. من هنا نفهم اصرار يهود على المضي في فرض الوقائع التي يرونها مع تاجيل اي عقبة قد تحد من طموحاتهم سواء في مسالة اللاجئين او القدس و ما الحقوا بها من كتل استيطانية يريدون فرضها في تصورهم المزعوم للحل المستقبلي حين ياتي زمانه. اما الان فلا موعد السنتين بمقدس ولا سواه من مواعيد، فالمقدس الوحيد عند يهود هي مصالحهم كما يرونها.
وتاتي هذه التصريحات لتكشف لا عن مدى الغطرسة اليهودية المدعومة امريكيا بل عن مدى خيانة الانظمة العربية والاسلامية لله ولرسوله وللمؤمنين. هذه الانظمة التي تقف موقف المتفرج بينما يقوم النظام المصري باحكام طوق الخناق على اهل غزة تحت الارض وفوق الارض كما تقوم السلطة الفلسطينية المزعومة بتقديم عربون الطاعة والولاء لسيدها الجنرال الامريكي دايتون بالبطش بحملة الدعوة المخلصين، كل هذا بينما بقية الانظمة العربية والاسلامية تزعم زورا وبهتانا انها تناصر القضية الفلسطينية .
وللاسف فان هذا يجري في وضح النهار وبتواطوء من قبل الحركات والاحزاب التي يفترض بها الاخلاص ولكنها تصر على منح صكوك الشرعية لهذه الانظمة العميلة الخائنة تحت حجة “ليس بالامكان احسن مما كان” ,و “اننا لا نستطيع مواجهة كل الانظمة ” …. فان لم يستطيعوا مواجهة الانظمة كما يزعمون فلا ضير، ولكن اضعف الايمان الا يضفوا عليها الشرعية بقبول التعامل معها بله مدحها والثناء عليها ففي هذا ضلال واضلال وفتنة لعموم المسلمين ولانصارهذه الحركات خاصة.
باختصار فاننا نقول ان التعامل مع قضايا الامة ( في فلسطين او لبنان او السودان او اليمن وافغانستان والصومال والعراق وغيرها) بحسب مرجعية سايكس بيكو وما بني عليها من اوضاع باطلة وتقسيم لوحدة الامة وعصبيات جاهلية تقوم على اساس الكيانات الاستعمارية التي ولدت من رحم سايكس بيكو ، فان هذا كله ضغث على ابالة والحل الوحيد الصحيح للامة هو جمع كلمتها تحت راية امام واحد يقودها لاعلاء كلمة الله و هدم سايكس بيكو وكل عقبة تقف في طريق ذلك لوضع حد نهائي للهيمنة الاستعمارية ولنشر نور الاسلام في العالمين.
بيروت 10-1-2010