Take a fresh look at your lifestyle.

خبر و تعليق  دعوة براون لمؤتمر لندن لدعم اليمن

 

مع إطلالة العام الميلادي الجديد 2010م أطلق رئيس وزراء بريطانيا يوم الجمعة 15 محرم 1431هـ 1 يناير 2010م دعوة لعقد مؤتمر بلندن في 28 يناير 2010م لدعم اليمن.

       يأتي هذا المؤتمر في عقب توجيه ضربات قيل إنها لعناصر من القاعدة في كل من أرحب بمحافظة صنعاء والمعجلة بالمحفد محافظة أبين والصعيد بمحافظة شبوة،ذهب ضحيتها كثير من الأبرياء ،يشتبه في أن طائرات أمريكية بدون طيار نفذتها رغم نفي الحكومة اليمنية،وقولها إن قواتها هي من قام بتلك العمليات ،وحصر الجانب الأمريكي على إعطاء المعلومات فحسب.

       تأتي هذه الدعوة البريطانية لعقد مؤتمر لندن في 28 يناير 2010م بعد أن رأت إن أمريكا قد باشرت أعمالها للإجهاز على النظام المتهالك في اليمن ،وانفرادها بالسيطرة والإجهاز عليه ،في محاولة أخيرة لإنقاذ النظام اليمني من سيطرة أمريكا ،التي هنأت علي عبد الله صالح بعد توجيه الضربة،وإعلانها عن تقديم مساعدات عسكرية أمريكية إضافية لليمن.

       فقد أعدت أمريكا حزمة من التقارير عن اليمن في الأعوام 2008-2009م تناولت فيها الأوضاع عن اليمن وذيلتها بتوصيات عنها.

       تحدثت التقارير عن وضع اليمن بعدم السيطرة البرية والبحرية على الحدود اليمنية،وعدم استقرار اليمن والخوف من انزلاقه في الفوضى ،وعن تدهور حاد في مالية الدولة العامة ونموها الحقيقي ،كما لم تغب في التقارير ألفاظ الدولة غير المستقرة ،وتوصية لإدارة أوباما بسرعة إنقاذ اليمن قبل أن تضطر أمريكا للتدخل عسكرياً في اليمن.

       فيما أبدى تقرير الاتحاد الأوربي قلقه على اليمن وتأييده لوحدته واستقراره.وبالجملة كانت التقارير الأمريكية عن اليمن تتحدث عن تصدعه وتقسيمه إلى دويلات .

       لقد استطاعت أمريكا أن تستغل حالة الحرب بين النظام  والحوثيين ،فحصلت في نوفمبر 2009م على اتفاقية أمنية وعسكرية مع اليمن.مكنتها فيما بعد من إقناع اليمن بالقيام بضربة أمريكية كالتي تحصل في أفغانستان وباكستان “وإعلان الأجهزة الأمنية في اليمن عن قيامها بتلك الضربات” إذ لم تنطلي الخدعة على الرأي العام في اليمن الذي لم يقبل،فخشيت بريطانيا من عدم مقدرة النظام على الصمود في وجه الانتقادات التي وجهت إليه ،كما إن حالة الاقتصاد اليمني قد وصلت حداً بلغ مرة نقص في العملة الصعبة منذ بداية العام 2009م ،ونقص في تصدير النفط “يصل إلى الثلث” وتراجع في تدفق ملايين الدول المانحة إلى اليمن نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية.

       لقد دعت بريطانيا لإنقاذ اليمن في وجه الهجوم الأمريكي المتتابع بدء ببرامج البنك الدولي الذي فرضته عليه أمريكا وانتهاءً بشن هجمات جوية على رعاياه في بلدهم.

       إلى الآن 27 دولة ستحضر مؤتمر لندن ،من بينها المضيفة بريطانيا وأمريكا والبقية الباقية دول لن تخرج عن دعم أجندة إحدى الدولتين .فمثلاً مصر وتركيا ستحضران وفق أجندة أمريكا، فيما السعودية والأردن فستكونان وفق أجندة بريطانيا.

       أجندة مؤتمر لندن لا زالت تقلق صنعاء التي تخشى أن تقوم لندن بدعوة أطراف يمنية “لا ترغب صنعاء بحضورها”،كما تجهل اليمن أجندة المؤتمر الذي سيحدده ساسة بريطانيا بحسب ما يحقق مصالحهم في اليمن مستبعداً المصالح الأمريكية.

       فيما تبحث صنعاء عن داعم لميزانيتها في العام الجديد 2010م بعد أن شهدت السنوات الأخيرة عجزاً متنامياً ضخماً يصل مئات المليارات من الريالات وتعثر الدولة في خطط التنمية التي اعتمدت على أموال الدول المانحة والقروض والحصول على السلاح للأيام المقبلة!ودعمها سياسياً فيما تقوم به من حرب في صعده وحرب على الحراك الجنوبي بإلباسه لباس الإرهاب.

بقلم المهندس / شفيق خميس

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في اليمن

 

9/1/2010م