Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق-مراجعات الإسلاميين !!

  تتوالى أخبار الجهود المضنية التي يبذلها شيوخ الحكومات في عدد من بلاد المسلمين، مثل مصر وليبيا والمغرب والجزائر والسعودية وأخيرا موريتانيا لثني المئات من أبناء الأمة اللذين تمتلئ بهم سجون تلك الحكومات الظالمة، عن أرائهم وإقناعهم بوجوب طاعة أولي الأمر وعدم مشروعية الخروج عليهم والعمل على تغيير أنظمتهم٠

التعليق
يقول صلى الله عليه وسلم “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت”٠

لم ينفع أولئك المشايخ إيمانهم ودينُهم، ليأخذ بأيديهم فيكونوا من ورثة الأنبياء، جنودا للإسلام، رافعين للوائه، عاملين لإعلاء كلمته، وتطبيق شرعه بإعادة دولته، ولمِّ شَعْثِ أمته، وردّ صَوْلة عدوه، وحفظ دماء أبنائه والذود عن أعراض بناته

فلم يقولوا خيراً

ولم يأخذ أولئك المشايخ بالرخصة التي قد تليق بأمثالهم، فينقذوا أنفسهم من نار وقودها الناس والحجارة، ويريحوا العباد من شغبهم ولغوهم، ويرحموا الأجيال القادمة من خجلٍ جمٍّ سيشعرون به وهم يقرؤون سيرتهم.

فلم يصمتوا

قد يوسوس الشيطان لأولئك المشايخ ومن يبرر لهم سوء صنعهم، ويوهمهم أنهم يحسنون صنعاً إذ يعيدون شباباً مغالين ومتطرفين إلى جادة الصواب، وأنهم لأولئك الشباب لناصحين وبهم لرحيمين.

قد يكون لهذا القول وجه لو كان أولئك المشايخ منخرطين في مشروع وعمل ذاتي مخلص لإنقاذ الأمة وإعزاز الإسلام، يناقشون ويحاورون من خالفهم في فهمهم الشرعي أو في منهجهم في التغيير لكسبهم إلى صفهم فيتقوون بهم. ولكن حتى في هذه الحالة لن يدخل أولئك المشايخ على أولئك الشباب ليحاوروهم في الزنازين التي قضوا فيها زهرة شبابهم بعد أن أكلت سياط الظالمين ظهورهم وانتهكت حرماتهم.

إن الحقيقة الساطعة هي أن هؤلاء المشايخ ما هم إلا أداة من أدوات المحافظة على تلك الأنظمة، تأكل من صحنها وتضرب بعصاها.

وتعجب كل العجب عندما يلج أولئك المشايخ في ثنايا الفقه لإقامة الحجة على أولئك الشباب وإثبات انحرافهم عن الشرع وتعمى أعينهم عن قطعيات الدين التي يضرب بها الحكام عرض الحائط، ويزداد عجبك عندما يعلن أولئك المشايخ الحرب على من أراد الحق حتى لو أخطأ طريقه ولا يتوانون أن يكونوا عوناً لمن أراد الباطل فأصابه.

أيها المشايخ، لو كنتم حقاً حريصين على هؤلاء الشباب لعملتم على كسر قيودهم وقيود أمتهم وفتح أبواب سجونهم الصغيرة بعد أن تحطموا سجن أمتكم الكبير فيجتمع الشمل تحت راية الإسلام.

وصدق الله العظيم
“إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور”

أبو أنس – سيدني أستراليا