أعداء الأمة
منذ أيام قليلة، أعلنت حكومة اليمن السعيد – أستغفر الله بل التعيس- بحكامه وأذنابهم وزبانيتهم، أعلنت الحكومة العميلة أنها قتلت في غارات أكثر من ثلاثين رجلا ً تتهمهم بالإرهاب، ولم تمض أيام إلا وحصلت غارة أخرى قتلت أكثر من العدد السابق، وكان الذي قام بالغارة وقتلت الرجال هي الطائرات الأمريكية، كما وأن الأخبار حملت إلينا أنباء تقول بأن أمريكا واليمن اتفقتا على القيام بأعمال مشتركة للقضاء على ما تسميه أمريكا بالإرهاب ويردده الرويبضات في بلاد المسلمين دونما وعي أو إدراك، ودونما حساب للعواقب.
لم يكتف هؤلاء الحكام بتجويع الناس وجعلهم يركضون خلف رغيف الخبز بأقصى سرعتهم ولا يدركون الرغيف. لقد صار الحصول على ربطة خبز آخر النهار الشغل الشاغل للناس في بلاد المسلمين علما ً أن بلاد المسلمين فيها من الثروات مما هو في باطن الأرض أو على ظهرها ما يعجز القلم عن إحصائه؛ فقد أكرمنا الله – صبحانه وتعالى- ببلاد من أغنى بلاد الأرض لكن الحكام الخونة يتنازلون عن هذه الثروات لأعدء الأمة من الصليبيين مقابل دراهم معدودة وبقاء على كراس ٍ مهزوزة لا تنفع صاحبها شرو نقير.
وكذلك لم يكتف هؤلاء الحكام بأن جعلوا أمتهم تابعة ذليلة لأعدائها الذين لم يكونوا يحلمون بالنيل منها ولو في منامهم قبل أن يجلسوا على كراسيهم التي صنعها لهم الكافر المستعمر وأجلسهم عليها ليحرسوا مصالحه في إبعاد أمتهم عن إسلامها والعمل الدؤوب ليل نهار لمنع هذه الأمة من الانعتاق من التبعية الذليلة لأعدائها الكفار والرجوع إلى دينها ونظام خلافتها الذي يحفظ لها كيانها وهيبتها ويجعلها سيدة الأمم كما أراد الله – سبحانه وتعالى- لها، وكذلك ليحرسوا مصالحه في نهب ثروات هذه الأمة الظاهرة والباطنة.
هؤلاء الحكام الذين أشبعوا السياط من ظهور أبناء هذه الأمة حتى صار الرجل يقول للآخر: ” الذي سلبه منها هؤلاء الحكام الخونة إرضاء لأسيادهم وإشباعا ً لغرورهم وحبهم للحكم والسلطان، ولوأنهم أمعنوا التفكير مليا ً لوجدوا أنفسهم ليسوا حكاما ً وإنما هم عبيد أذلاء حتى نكاد نقول بأن العبيد أحسن حالا ً منهم لأنهم في آخر الأمر يباعون ويشرون أي أنهم ذووا أثمان، أما هؤلاء الحكام فإنهم لا أثمان لهم واقرب مثل على ذلك شاه إيران الذي سمى نفسه ملك الملوك وتاه في السلطة والسلطان فإذا به يقذف به أسياده كالفأر الميت خارج إيران، وفي النهاية لا يجد له مكانا ً يأوي إليه.
وهذا السادات لم يكن ثمنه أكثر من بضع رصاصات اخترقت جسده بعد أن كاد أن يعلن نفسه فرعون مصر في العصر الحديث.
نعم أيها السادة، لم يكتف هؤلاء الرويبضات بكل ما سيق، بل إنهم جندوا جيوشهم ورجال أمنهم المرتزقة لقتل أبناء هذه الأمة، والأدهى والأمر أن القتل قد طال النساء والأطفال الذين لا ذنب لهم إلا أنهم من ضمن رعية هؤلاء الخونة.
وما أن حصل القتل إلا وحاكم رأس الصليبية الحاقدة يبعث مهنئا ً علي عبدالله صالح حاكم اليمن على المهمة الناجحة التي قام بها إرضاءً لأسياده، وكأن أوباما يقول لعلي عبد الله صالح: ” أحسنت صنعا فأنت ولد طيب وجيد” وبلغته ” Good boy” ! فهل رأيتم أيها السادة عبيدا ً أكثر عبودية من هذا؟! هذا العبد الذليل الذي يقتل أبناء شعبه إرضاء للأمريكان وطمعا ً أن يبقى على كرسيه الذي يشبه الخازوق الذي يتحدثون عنه أنه استعمل لقتل بعض الناس، ولكن هذا لا يقتل؟
إن هؤلاء لم يتعظوا وكأني بهم لم يقرأوا التاريخ القديم والحديث، وكيف أن من يخون أمته ويقتل أبناءها لا لذنب إلا أنهم يريدون علو سلامهم ورفعته.
فأين شاور الوزير الفاطمي الذي تآمر مع الصليبيين ضد أهله وناسه في مصر؟ وأين أنور السادات الذي باع البلاد والعباد لقاء عصا يحملها تسمى عصا المارشالية والنجوم والنياشين التي كانت تزين كتفيه وصدره؟ وأين فلان وفلان إلى آخر قائمة الخونة والخيانة؟
إننا إذ نكبت هذا ندعو أمتنا الكريمة أن تثور على هؤلاء الخونة وتضع لهم ولخيانتهم حدا ً وتطلقها صرخة مدوية تملأ الخافقين: كفى! كفى خيانة، كفى ركوعا ً، كفى ذلا ً أمام الأعداء فقد آن الأوان أن نتسلم أمورنا ونولي عليها خيارنا وندوس على شرارنا.
وفي الختام أسأل الله – تعالى- أن يوفق العاملين لإنهاض هذه الأمة وأن يهيء لهم على الحق أعوانا ً وأنصارا ً حتى يقيموا دولة الخلافة التي تخلص هذه الأمة الكريمة من هؤلاء الحكام الرويبضات الخونة وتبايع خليفة راشدا ً يقاتل من ورائه ويتقى به إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم، أبو محمد الأمين