قل كلمتك وامش- الفضل ما شهد به الأعداء – ج2
تكلمنا في حديث سابق عن الخلافة ودولة الخلافة وكيف ينظر إليها المفكرون والسياسيون الغربيون، وكيف أن الغرب الكافر يحسب للخلافة ودولة الخلافة ألف حساب، كما أننا لمسنا تداعي سياسي الغرب لوضع الخطط للوقوف في وجه الخلافة ودولتها.
وفي هذا الحديث سنعرض بكثير من الإجمال لموقف دول الغرب من حزب التحرير، وكيف ينظر ساسة الغرب ومفكروهم ومراكز الدراسات إلى حزب التحرير، هذا الحزب الذي دعا ويدعو ويعمل ليل نهار لإيجاد دولة الخلافة التي تطبق الإسلام وأحكامه في الداخل وتحمله بالجهاد رسالة نور وإنقاذ للعالم مما يلاقيه على أيدي الرأسماليين الجشعين وأدعياء الاشتراكية الذين فشلوا ولا يزالون يفشلون.
إن حزب التحرير هو الحزب لوحيد والحركة الوحيدة ولا فخر التي دعت إلى الخلافة من أول يوم نشأ فيه الحزب الوحيد وفيما يلي بعض ما نريد عرضه:
أولا ً: قلنا في حديث سابق إن أول ما أحس بخطر حزب التحرير ودعوته لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الدولة اللإسلامية هو جون كلوب قائد الجيش العربي في ذلك الوقت وكيف أنه أوعز إلى الدوائر المختصّة في عمّان لأن يعملوا على سن قانون الوعظ والإرشاد الذي أصدروه عام 1954م، وهو قانون يمنع أي إنسان من التدريس والخطابة في المسجد إلا بإذن مسبق من الدائرة المختصة وبهذا توقف خطباء حزب التحريرعن الخطابة في المساجد، ومما يذكر في هذا المجال أيضا ً أن السفارة الأمريكية في عمّان/ الأردن عينت مترجما ً خاصا ً لا عمل له إلا ترجمة ما يصدره حزب التحرير من منشورات أو كتب.
الجنرال كلوب باشا ثانيا ً: عقد مركز نيكسون للأبحاث في مؤتمر في استانبول سنة 2004م تحت عنوان ” تحديات حزب التحرير- فهم ومحاربة الإيديولوجية الإسلامية المتطرفة” وشارك في هذا المؤتمر وزير العدل التركي آنذاك، وقد خلص المؤتمر إلى نتائج منها:
أ. حزب التحرير حركة عالمية إسلامية متطرفة سياسية تهدف إلى قلب الحكومات الغربية والإسلامية و إعادة الخلافة.
ب. حزب التحرير لا ينخرط في أعمال إرهابية إلا أن أعضاءه قد يشاركون في الجهاد المسلح كأفراد وليس كممثلين للحزب.
جـ. أعظم خطر يمثله حزب التحرير هو أثر إيديولوجيته في هيكلة المجتمع المسلم الدولي وعقيدة حزب التحرير القطعية والمليئة بالحقد تتضمن عداء للسامية ومناهضة الديمقراطية الرأسمالية بقوة.
د. نما حزب التحرير ليصبح حركة دولية فعلا ً.
هـ. خطر حزب التحرير الرئيسي في الغرب هو رسالة ” عدم الاندماج”.
ويوصي المؤتمر في النهاية بأن حزب التحرير في طريقه ليصبح ظاهرة دولية وبالتالي بات مطلوبا ًمن الولايات المتحدة وأوروبا إعداد استراتيجية شاملة للتعامل مع خطره ومحاربته على المستوى الإيديولوجي.
ثالثا ً: كتبت زينو باران مديرة قسم الأمن الدولي في مركز نيكسون عدة حلقات دراسية عن أهداف حزب التحرير ومما جاء في هذه الحلقات:
” هذا الحزب ليس تنظيما ً دينيا ً، إنه حزب سياسي يستخدم الدين كأداة”، وقد قدمت شهادتها إلى إحدى لجان الكونغرس فقالت: ” إن حزب التحرير يشكل مجموعة من التهديدات للمصالح الأمريكية، وهو يساهم في خلق تمايز وانفصال بين الغرب والمسلمين ويسهم في بث روح العداء لأمريكا والسامية”، وأضافت محذرة الكونغرس: ” إن حزب التحرير هو الحزب الوحيد الذي يتحدث عن الخلافة بمفهوم جامع لكل الأمة وليس في الدولة أو الدول التي يدعو فيها مثل الجماعات الأخرى”، وقالت في تقريرها: ” يجب على الدول الغربية أن تتفق على منع الحزب عن العمل وتوصي بأن أفضل الحلفاء للغرب في هذا الصراع هم المسلمون المعتدلون، ويجب إعطاؤهم مساحة سياسية كي لا يبقى الإسلام أسيرا ً في أيدي المتطرفين”.
رابعا ً: نشرت مجلة التمبو التركية في 21/5/2005م مقالا ً تحت عنوان” حزب التحرير سلامه المنشورات وغايته الرسائل وهدفه الشريعة والإسلام المتجذر الذي يخيف آسيا”.
خامسا ً: نشرت صحيفة التايمز البريطانية في 5/4/2006م مقالا ً كتبه دين جونسون عن حزب التحرير بعنوان ” هنالك جماعة إسلامية متطرفة يجب حظرها.. لكن ليس بالأمر الهين في بريطانيا”. ومما جاء في هذا المقال ما يلي:
” يؤمن هذا الحزب بضرورة قيام تضارب حضارات بين الغرب والإسلام، كما ويكره الديمقراطية وجميع الأنظمة والقوانين الموضوعة من قبل غير المؤمنين. إن تاريخهم عن هذه الدولة يدعو بريطانيا ” سيدة الاستعمار”! إنه يؤمن بضرورة الإطاحة بالحكومات عبر العالم الإسلامي لأنها غير إسلامية بشكل كاف ٍ ويودون استبدالها بالخلافة التي لا تعرف الحدود. لقد قام حزب التحرير بزراعة البذور التي ستحصد في المستقبل البعيد”.
سادسا ً: نشرت مؤسسة مرصد العلوم المسيحي/ قسم العالم في مقال بتاريخ 15/10/2006م بقلم مراسلها جيمس براندون بعنوان ” الخلافة هاجس العالم: الصديق والعدو”؛ يقول في مقاله: ” يقول حزب التحرير بأنه يترتب على المسلمين القضاء على الحدود القومية داخل العالم الإسلامي والعودة إلى دولة إسلامية واحدة تعرف بـ ” الخلافة” والتي ستمتد من إندونيسيا وحتى المغرب، وتضم شعوب أكثر من مليار مسلم ونصف المليار مسلم”، ويقول الكاتب: ” إنها فكرة بسيطة ومثيرة، ويعتقد المحللون أن هذه الجماعة سوف تنافس الحركات الإسلامية الموجودة وتتمكن من القضاء على حكاك الشرق الأوسط، وتقلل من شأن هؤلاء الذين يسعون إلى مصالحة الديمقراطية مع الإسلام، والذين يسعون لبناء جسور بين الشرق والغرب”. وينتقل الكاتب عن الخبيرة في شؤون حزب التحرير زينو باران قولها: ” قبل سنوات كان الناس يسخرون منهم عندما ينادون بالخلافة! أما الآن فقد اننشرت الدعوة إلى الخلافة.
إن ما تقدم قليل من كثير مما كتب عن حزب التحرير وعن الخلافة ودعوة حزب التحرير لإعادتها والعودة إلى الينابيع الصافية، نقدم كل ما سبق إلى الإخوة المعلقين على برنامج حزب التحرير الذي بثته الجزيرة داعين الله – سبحانه وتعالى- ألا يجعل في قلوبنا غلا ً للذين آمنوا وأن يلهمهم الصواب وأن يثوبوا إلى رشدهم ويتوبوا إلى ربهم وأن يجعلوا قوله تعالى: ” ولا يجرمنكم شنئان قوم ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى”؛ أن يجعلوا هذه الآية الكريمة نبراسا ً يهديهم ونورا ً بين أيديهم يحثهم ويحفزهم على قول الحق.
وفي الختام نسأل الله – تعالى- أن يمن علينا بدولة الخلافة وبخليفة راشد نبايعه على العمل بكتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم- حتى نلقى الله – سبحانه وتعالى- وفي عنقنا بيعة لإمام إنه نعم المولى ونعم النصير وعلى ما يشاء قدير،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم، أبو محمد الأمين