Take a fresh look at your lifestyle.

أمريكا ترمي بكل ثقلها لاكمال مشروعها الذي بدأته في السودان

 

الخبر:

وصل الخرطوم يوم الاثنين الماضي الرئيس الأمريكي الأسبق على رأس وفد كبير من مركز كارتر في زيارة تمتد أربعة أيام، يقف خلالها على عملية الانتخابات. ويزور المشاريع التابعة للمركز بالسودان.
التعليق:

من المعلوم أن أمريكا هي التي صاغت اتفاقية السلام _ نيفاشا _ بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، والتي تم التوقيع عليها في مدينة نيفاشا الكينية، ودخلت حيز التنفيذ في عام 2005م، وحرصت أمريكا على إصباغ الشرعية الشعبية على هذه الاتفاقية، ولتحقيق هذا الهدف ضمّنت نصاً في الاتفاقية يقضي بإجراء انتخابات في السودان بعد أربعة سنوات من التوقيع على الاتفاقية.
قد بدأ التسجيل للانتخابات في نوفمبر الماضي وسيكون الاقتراع في أبريل القادم حسب ما هو معلن من قِبل المفوضية القومية للانتخابات.
إن القوى السياسية المعارضة للحكومة والموالية لأوروبا في السودان ما فتئت تشكك في العملية الانتخابية وأنها ستكون غير حرة ونزيهة، وأنها ستعلن انسحابها من هذه الانتخابات حال تيقنها من عدم نزاهتها.
إن أمريكا حريصة كل الحرص على مشاركة هذه القوى المعارضة في الانتخابات وذلك للسبب الذي ذكرناه آنفاً، لذلك كان لا بد أن ترسل لهذه القوى رسالة اطمئنان، وان كارتر هو انسب من يُوصل هذه الرسالة لأن مركزه ضمن آليات المراقبة الدولية المنوط بها مراقبة الانتخابات، حيث يشارك بـ 85 مراقباً. والقوى السياسية السودانية المعارضة تقول كثيراً على نزاهة الانتخابات وعلى المراقبة الدولية، لذلك قد اهتم كارتر اهتماماً بالغاً بلقاء هذه القوى المعارضة. فالتقى بالترابي والصادق المهدي ومحمد إبراهيم نقد ومحمد عثمان الميرغني ومبارك الفاضل، ومما قاله كارتر لهم انه حصل على ضمانات من الرئيس البشير بان قانون الأمن الوطني لن يقف حائلاً أمام حرية المرشحين في إدارة حملاتهم الانتخابية أو تنظيمهم للتجمعات، بل ان كارتر ذهب إلى أبعد من ذلك حين امتدح الدكتور الترابي وقال إن السودان محظوظ بأمثاله وقدّم له الدعوة لزيارة أمريكا.
وهكذا نستطيع أن نقول ان الغرض من زيارة كارتر في هذا الوقت بالذات إلى السودان هو لخلق المناخ الملائم لإنجاح الانتخابات التي هي الحلقة التي تسبق الحلقةَ الأخيرة في إكمال المشروع الأمريكي في السودان الرامي لفصل جنوبه وإقامة دولة ذات صبغة نصرانية فيه، ومن ثم تمزيقه؛ هذا المشروع المسمى زوراً وبهتاناً باتفاقية السلام الشامل. فمتى يفيق الغافلون؟!