خبر وتعليق إغراء طالبان بالمال
الخبر:
أكد كاي إيدي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان أن عرض الحوافز المالية على مسلحي حركة طالبان للتخلي عن السلاح لن تنجح دون فتح مفاوضات مع قادتهم. ودعا إيدي في مقابلة مع صحيفة “ديلي تليجراف” إلى فتح محادثات سلام مباشرة مع زعيم حركة طالبان الملا عمر لإيجاد تسوية سياسية للحرب الدائرة في البلاد منذ ثماني سنوات. وأضاف: “الصندوق الائتماني لإعادة الإدماج الذي أعلن عنه المشاركون في مؤتمر لندن بشأن أفغانستان الشهر الماضي سيفيد فقط في حال جرى تقديمه إلى جانب فتح محادثات مع القيادة السياسية لحركة طالبان”.
التعليق:
عنجهية الغرب تمنعه من إدراك الحقائق كما هي؛ لذا فهو يسيء تقدير القوة الكامنة في الأمة الإسلامية، ويسيء فهم الدافع لهذه الأمة إلى جهاده وقتاله، ولا يريد أن يفهم أن الأمة الإسلامية تريد الإسلام ولا تريد سواه من مبادئ استعمارية باطلة همّها نهب الثروات ومصّ دم الشعوب.
ويظنّ الغرب أن الأمة الإسلامية تخلو من الرجال المخلصين لدينهم وقضيتهم، لذلك يرى أن شراء ذممهم أمر سهل. وإمعانا في سوء التقدير هذا، يعتبر الغرب فشله في شراء ذمم الرجال المخلصين نتيجة لعدم تحقّق شرط المحادثات. وهو ما صرّح به كاي إيدي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة. وهذا التصريح من هذا المسؤول الأممي يدلّ من جهة على نزعة احتقار للأمة الإسلامية؛ إذ يتخيّلها أمة مادية نفعية غير مبدئية تنتظر من الغرب رشوة لتبيع دينها وقضيتها ولتسلّم في أرضها وثرواتها، ويدل من جهة أخرى على جهل الغرب بطبيعة الأمة الإسلامية بعامة والشعب الأفغاني منها بخاصة. فهذه الأمة فيها قلة باعت دينها بدنياها، واختارت أن تكون دمية في يد الغرب، ولكن فيها أيضا من يعلم أن سلعة الله غالية لا تشترى إلا بالتضحية بالغالي والنفيس؛ لذا فهو يهب نفسه وماله فداء لهذا الدين. وهؤلاء الرجال لا يقبلون المساومة، ولا تعنيهم أموال الدنيا بأكملها؛ لأنّ غايتهم نيل رضوان الله تعالى. وهو الأمر الذي لا يمكن لهذا المسؤول فهمه وإدراكه؛ لأنه يقيس الأمور بمقياس النفعية الغربي. قال الله سبحانه وتعالى:{إِنّ الّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمّ يُغْلَبُونَ وَالّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنّمَ يُحْشَرُونَ}.