خبر و تعليق أردوغان يحصل على جائزة إشبيلية نودو
الخبر: حصل أردوغان رئيس وزراء تركيا على جائزة “إشبيلية نودو” الثقافية بتاريخ 23/2 2010/ بعد إختتام زيارة رسمية للعاصمة الإسبانية، وذلك تقديرا لمساعيه الرامية حسب ما ورد إلى “تلاحم الغرب والشرق ولإسهاماته في حل القضايا الدولية”. وفي كلمة له خلال حفل مَنحه جائزة نودو الذي نُظِمَ من قبل مجلس بلدية إشبيلية، أعرب أردوغان عن ثقته بأن نداءات تركيا وإسبانيا الداعية إلى السلام والحوار، ستلقى أصداء، وقال “أن تركيا ستواصل كفاحها في هذا السبيل”. وكانت إسبانيا وتركيا قد أطلقتا مشروع تحالف الحضارات الذي ترعاه الأمم المتحدة، بمبادرة من ثاباتيرو وإردوغان عام 2004.
التعليق: يقف أردوغان على مرمى حجر من قرطبة التي خضعت يوماً لسلطان المسلمين في الأندلس ليستلم جائزة لمساعيه الرامية إلى إبقاء بلاد المسلمين خاضعةً لنفوذ دول الغرب. فهاهي تركيا التي كانت تنطلق منها جيوش المسلمين بغية رضوان الله والفتح، تضع جيشها في خدمة المحتل الغاشم في أفغانستان، فقد وضع حزب أردوغان وحدات عسكرية تركية تحت قيادة القوات الدولية في أفغانستان. وتخضع تركيا في ظل حزب أردوغان لقرارت المحكمة الأوروبية ومنها القرار الصادر في 2/2 2010/الذي يفرض على تركيا إلغاء خانة الدين من الهوية، لأنها تعتبر مخالفة لمبدأ العلمانية! وقد جاء في هذا القرار أن الدولة يجب أن تكون على الحياد في موضوع الدين وأنه ليس من وظيفة الدولة التدخل بدين الفرد أو معتقده! كما أُخضعت تركيا سابقاً في ظل حزب العدالة والتنمية لقرار من تلك المحكمة يؤيد حظر الحجاب في المدارس والجامعات التركية وفي والمؤسسات الحكومية بذريعة حماية النظام العلماني والمساواة! وبأوامر من حزب أردوغان تشن الأجهزة الأمنية في تركيا حملات اعتقالات واسعة وهمجية ضد حملة الدعوة العاملين لإقامة الخلافة الإسلامية…
لقد أثبت أردوغان وحزبه أن ما يسمى بالإسلام الليبرالي المعتدل، ليس إلا مشروعاً غربياً يهدف إلى تطويع الإسلام للمصالح الغربية. فبعدما أصبح الغرب يبحث عن بديل للنخب الحاكمة التي بان فسادها وظهر عوارها، سعت امريكا لإيجاد حركات ذات غلاف إسلامي تدعمها حتى تصبح مؤهلة للقيام بدور وكيل الغرب، فيتم تسليمها الدول القومية التي أقامها الاستعمار. وبغلافها الإسلامي، تضمن تلك الحركات كسب الشعبية التي تجعلها أكثر كفاءة في تمرير المشاريع الغربية والصد عن قيام الدولة الإسلامية.
ومع وصول حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم بدأ الغرب ترويج النموذج الأردوغاني الليبرالي على أنه النموذج الذي ينبغي الاقتداء به في كل دول العالم الإسلامي، حتى إن اليهودي المحافظ (بول وولفويتز) أعلن أن «الأتراك يقاتلون من أجل مجتمع حر وديمقراطي ومتسامح يمكن أن يصبح نموذجاً مفيداً لدول أخرى في العالم الإسلامي». وهاهي دول الغرب تكافئ أردوغان بجوائز ثقافية، ترويجاً لنموذجه، فيصدق فيه قوله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}
إن في نموذج أردوغان وحزبه المعتدل لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. فقد سيطر حزب العدالة والتنمية على الحكومة وهيمن على غالبية مقاعد مجلس النواب التركي جراء الدعم الامريكي لحزبه، ووصل عبد الله غل إلى قصر «شنقايا» الرئاسي، قلعة العلمانية التركية ومركز الثقل فيها… وبالرغم من كل ذلك فلا يزال الإسلام مبعداً عن الحكم، بل ومطارداً من قبل أجهزة الأمن! فبات واضحاً لكل من يريد إن يقتدي بنموذج حزب أردوغان الليبرالي أن تكلفة الوصول إلى سدة الحكم عبر دعم دول الغرب تكمن في التنازل عن تحكيم الإسلام!