Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق   شجب استنكار ادانة

   ليس غريبا أن يعلن رئيس وزراء كيان يهود نتنياهو ضم المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال إلى التراث اليهودي، فكيانه غاصب ويتوقع منه كل ما يؤكد إصراره على اغتصاب الأرض وتهويد المقدسات، قال تعالى: ” {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ …}المائدة82، وليس غريبا الموقف المتخاذل للأنظمة القائمة في العالم الإسلامي وبالأخص الدول المحيطة بكيان يهود، فهم لا يحركون إلا ألسنتهم شجبا واستنكارا أو إدانة، لإلباس الآمة ثوب الانهزام والانكسار والاستسلام وغرس اليأس في أعماق وجدان أفرادها، فقد كان هذا الموقف هو نفسه منذ اغتصبت فلسطين، فقد كان الشجب والاستنكار والإدانة عندما أحرقوا المسجد الأقصى وعند اقتحامه، وما زال هو الموقف من الحفريات تحت المسجد الأقصى وتهويد المدينة وهو نفسه في اجتياح جنين وهو نفسه من الدماء التي سالت والأرواح التي أزهقت في حرب غزة، وهو نفسه في كل ما يتعلق بفلسطين أرضاً وأناساً ومقدسات، بل إنهم قد كافئوا يهود على فعلتهم بأن أعطوا عباس وسلطته الضوء الأخضر في إجراء مفاوضات مع كيان يهود بدل أن يلغوا كل أشكال التفاوض ويعلنوا حالة الحرب مع هذا الكيان المسخ، فصدق فيهم قول الله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ }المائدة52.

إن ما قامت به الحركات والأحزاب (إسلامية وغير إسلامية) ونقابات مهنية وهيئات أهلية من اعتصامات عبروا فيها عن إدانتهم واستنكارهم لما قام به كيان يهود، فهو موقف يتماشى وينسجم تماما مع موقف الأنظمة المتخاذلة التي تحمي كيان يهود وتحرص على أمنه وتعترف بوجوده وتشجب وتستنكر وتدين بعض أفعاله، فعلى امتداد قضية فلسطين فإن الشجب والاستنكار والإدانة لم تسمن ولم تغني من جوع، فلم تتراجع يهود عن الحفريات تحت الأقصى ولم تتراجع عن ضمها للمسجد الإبراهيمي ولم توقف تهويد القدس.

فعلى الآمة بعد أن أدركت خيانة حكامها وتآمرهم مع يهود أن تتوجه بخطابها إلى قادة وضباط جيوشها ليتخذوا زمام المبادرة في إسقاط هذه الأنظمة وإعادة السلطان المغتصب للأمة، لتكون مهمة الجيوش نصرة الدين وحماية العباد والبلاد وتحيرها، لا أن تكون حماية الحكام وعروشهم.

 

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية الأردن