المرأة في العالم قبل الإسلام وبعده
في بلاد الشرق ظهرت حضارة الصين والهند والفرس واليابان والأتراك والعرب (قبل الإسلام)، ونشأت في الغرب حضارات أهمها حضارة اليونان وحضارة الرومان، وتبعاً لاختلاف هذه الحضارات اختلفت نظرة أصحابها إلى المرأة، فتنوعت مكانتها عندهم، وتباينت معاملتهم لها من حضارة إلى حضارة، ومن مجتمع إلى مجتمع، إلا أنّها كانت في الإجمال لا تحظى بالرعاية اللائقة بها ولا تنال من الحقوق إلا النـزر اليسير، ينظر إليها أكثرهم نظرة دونية.
ففي الحضارة اليونانية كانت الفكرة السائدة عن المرأة في المجتمع اليوناني قائمة على الدونية وعلى انحطاط قواها العقلية، وسيطرة انفعالاتها وشهواتها عليها، وقد أطلق عليها أرسطو (العنصر اللاعقلي في النفس البشرية)، فكان يرى وجوب خضوع المرأة للرجل الذي يملك العنصر العقلي. وكانت المرأة تمثل الجانب السلبي في الحياة، وعليها السمع والطاعة للرجل، فهي في مرتبة وسط بين الرجل اليوناني الحُرّ، وبين العبد الرقيق. ولم يكن مسموحاً لها اختيار زوجها حال بلوغها سن الزواج، فأهلها يفرضون عليها الزواج ممن يشاؤون. وكانت تعيش معزولة عن ميدان السياسة والحكم، فما هي بالنسبة للرجل الأثيني إلا رئيسة للخدم وموضعاً للإنجاب، ووسيلةً لتحقيق متعة الرجل وإسعاده.
وفي الحضارة الرومانية كانت المرأة تعتبر ناقصة العقل، لا أهلية لها في التملك أو إمضاء العقد أو عمل الوصية أو أداء الشهادة أو شغل الوظيفة، وقد نصَّ القانون الروماني على ذلك. فالأنوثة عندهم تعني انعدام الأهلية، والوصاية عليها قانونياً في ظل هذه النظرة للأقرب فالأقرب من الأعصاب، ثم لأعضاء العشيرة. وللرجل وحده حق السيطرة والنفوذ والتصرف فيما عنده من نساء، وله أن يبيع النساء اللاتي في حوزته أو تعذيبهن أو قتلهن.
وفي الحضارة الصينية سُميت المرأة (بالمياه المؤلمة التي تغسل المجتمع وتكنسه من السعادة والمال) وقد اعتبرها الرجل شرّا يستبقيه على إرادته، ويتخلص منه بالطريقة التي يرتضيها.
وفي الحضارة الهندية كانت المرأة تعتبر لعنة ووباء فتاكاً، وهي أفظع من الجحيم وأنقع من السم وأشد خطراً من الأفاعي.. وكان للرجل الحق أن يخسر زوجته في القمار.
وكان للزوج أن يتزوج إذا ماتت زوجته، أما المرأة فلا يحق لها ذلك بل تبقى أرملة بقية حياتها، وتُمدح إن هي أُحرقت بالنار لتلحق بزوجها المتوفى إظهاراً للوفاءِ وفراراً من الشقاء، وظلت هذه العادة سائدة لعدة قرون إلى أن قضى عليها المسلمون ثم المستعمرون الإنكليز.
وفي الحضارة الفارسية كان الفرس يعتبرون المرأة مساعدة لأهريمان (أي الشيطان) وأنها تمثل الشر المجسم، وهي حقّ من حقوق الرجل، وله قتلها والحكم عليها بالموت إذا أراد ذلك. وهي عنده سلعة أيضا يتصرف فيها كيف يشاء كما يتصرف بسائر ممتلكاته، ولا يجوز لها أن تتعلم ولا تخرج من البيت، وإنما تحيا فيه وتحجب كباقي الأمتعة الخاصة بصاحب البيت.
وعند اليهود الذين حرَّفوا دينهم تجد في التوراة المُحرَّفة أحكاماً غريبة. ومن هذه الأحكام اعتبار المرأة الحائض نجسة، لا يلمسها الرجل ولا تنام في مضجعه، ولا تصلي ولا تدخل المعبد ولا يؤكل من طعام تصنعه، وبسبب ذلك جار عليها الرجال اليهود، وعدّوها رجساً من عمل الشيطان، فظلموها وقهروها وجعلوها مغلوبة على أمرها، وحمَّلوها مسؤولية إغواء الرجل، كما قالوا إنَّ حواء مسؤولة عن إغواء آدم وإخراجه من الجنة بأكله من الشجرة المحرمة، ثم انتقلت مسؤولية الإغواء إلى النساء فيما بعد، وقد ورد في أحد مزاميرهم على لسان المرأة: «ها أنذا بالإثم صُوِّرت وبالخطيئة حُمِّلت من أُمِّي»
أما النصارى فقد قاموا بتحريف ديانتهم. وأخذوا كثيراً من تشريعاتهم من التوراة المحرَّفة، فهي في حقيقتها من وضع أحبار اليهود وقساوسة النصارى. ولذا فإن الإنجيل لا تجد فيه عن المرأة إلا الشيء القليل، وحتى هذا القليل فإنه خاضع لتفسيرات قساوستهم وقديسيهم. وقد جاء في موعظة للمسيح عليه السلام -حسب قولهم- «قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن، وأمّا أنا فأقول لكم إنّ كل من ينظر إلى المرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه، وقيل من طلق زوجته فليعطها كتاب الطلاق، وأمّا أنا فأقول لكم من طلق زوجته إلا لعلة الزنا يجعلها تزني، ومن تزوج مطلقة فإنّه يزني».
وقد تمادى بعض رجالات النصرانية بعد سيدنا عيسى عليه السلام في سوء ظنهم بالمرأة عندما شككوا في إنسانيتها، وتساءلوا حتى في مجامعهم الكنسية إذا ما كان لها روح كروح الرجل، وعما إذا كان يجب أن توضع بين الوحوش أم بين الكائنات المفكرة. وقد صرح بعض القساوسة الكبار في مجمع باكون «بأنّ المرأة لا تتعلق ولا ترتبط بالنوع البشري»، وكما ورد في مجمع عقد في روما سنة 582 م إذ قرر رجاله «بأنّ المرأة كائن لا نفس لها، وأنها لهذا السبب لن ترث الفردوس، ولن تدخل ملكوت السماوات، وأنها رجس من عمل الشيطان، وليس لها أن تتكلم، ولا تضحك، ولا أن تأكل اللحم، بل غاية وقتها أن تقضيه في خدمة الرجل سيدها وفي عبادة ربها».
وفي العصور الوسطى في ظلّ سلطان الكنيسة كانوا ينظرون إلى المرأة بأنها سلعة مملوكة للرجل، له أن يتصرف بها كيف شاء، يملكها أبوها ثم زوجها ثم بنوها، يتصرف بها كل واحد منهم كما يتصرف بحيوانه أو متاعه أو تجارته. وكانت التقاليد السائدة في أوروبا عنيفة متزمتة، تنظر إلى الجنس على أنه قذارة ودنس، لا يعتني به الرجل الطيب النظيف، وكانوا يحتقرون من يهتم به أو حتى من يتحدث عنه، لأنّ هذا لا يليق بمن يريد التطهر والارتفاع عن الدنية، وما المرأة إلا وعاء للأطفال تلدهم وتربيهم ليستمر النوع، وهي شيطانة بصورة إنسان، يتشككون في إنسانيتها ويتمارون في آدميتها، إذ قرر أحد المجامع الكنسية في روما «أنّ المرأة بلا روح لها ولا خلود، ولكن يتحتم عليها العبادة، وتُلزم بالخدمة ويُكَمُّ فمها كالبعير». كما أنه ساد سوء الظن بخُلقها، وقد عرفت في تلك العصور أَقفال العفة الحديدية، التي كانت تُركَّب في أحزمة تلبسها النساء حول خصورهن، ويحتفظ الأزواج بمفاتيحها.
وعند العرب في الجاهلية كانت المرأة أدنى مكانة من الرجل، وكانت النظرة إليها نظرة دونية، وكان الرجل من العرب على الرغم من أنه يركب الخيل ويحمي القبيلة ويحمي الأعراض والذمار إلا إنّ احتقاره للمرأة وصل به إلى أن يئد ابنته، أي يدفنها في التراب وهي حية، إما خوفاً من العار أو من الفقر أو خوفاً من السبي، وقد ندد القرآن الكريم بذلك قال تعالى: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾ [التكوير 8-9].
وكان العربي يشعر بالحزن والأسى والغضب إذا بشر بالأنثى كما بين ذلك القرآن الكريم بقوله تعالى: ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ م يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءُِسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [النحل 58-59].
ولم يكن للمرأة حق في الإرث سواء أكانت أماً أم أختاً أم زوجة أم بنتاً أو غير ذلك، كما أنّه لم يكن لها حقٌّ في الكسب أو التصرف بما تملك. فعن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال: «كنا في الجاهلية لا نَعُدُّ النساء شيئاً، فلما جاء الإسلام وذكرهنَّ الله، رأينا لهنَّ علينا حقّاً»، (رواه البخاري)، وعن ابن عباس قال: «كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحقّ بامرأته، إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاؤوا زوجوها، وإن شاؤوا لم يزوجوها، فهـم أحـقّ بهــا من أهـلـها، فنــزلت هـذه الآيــة: ﴿ ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ﴾﴾»، (رواه البخاري)
أما النكاح عند العرب يتم بأساليب مشهورة منها:
نكاح الاستبضاع: وفيه يقول الرجل لامرأته إذا طهرت من طمثها: أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه، ويعتزلها زوجها حتى يبين حملها، فإذا تبين أصابها إذا أحب، وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد.
وكانت المرأة في الجاهلية إذا مات عنها زوجها حبست نفسها سنة كاملة لا تلبس الجديد، ولا تغتسل، ولا تتطيب، ولا تعرض نفسها للزواج، ولا يتعرض لها الغير، كما كان ورثة الزوج لا يرون أنفسهم مكلفين بإسكانها وإطعامها مدة الحداد على زوجها.
وكان العرب في جاهليتهم يغالون في المهور وفي شروط الكفاءة، فلا تتزوج حرة من عبد، ولا امرأة رفيعة النسب بمن هو أقل منها نسباً، ما أدى إلى كثرة الأيامى والعوانس عند العرب.
ووردت روايات كثيرة وصحيحة تبين رفعة مكانة بعض النساء، وما خديجة بنت خويلد وبنات حاتم الطائي، وجليلة بنت مرة، وهند بنت عتبة، والخنساء إلا أمثلة على ذلك، ولكنها أمثلة قليلة جداً إذا قورنت بنساء العرب جميعاً.
وقد بقيت الحال هكذا إلى أن جاءت الرأسمالية وحل عصر الثورة الصناعية، فبدأ الرأسماليون يطالبون بحقوق المرأة.
المرأة في العصر الحديث
الحركات النسوية المعاصرة
إنقسمت الحركات النسوية المعاصرة إلي عدة أقسام منها الحركات النسوية الليبرالية وأخرى ذات الجذور الماركسية، وثالثة متعصبة للأنثى والأنوثة، معادية للذكور.نادت معظم هذه الحركات بضرورة إعطاء المرأة حريتها الشخصية مثلها مثل الرجل فكانت وراء خروج النساء الغربيات إلي العمل لكسب العيش وممارسة كل الأعمال, وبالتالي صارت رعاية البيت وتربية الأولاد ليست من مسؤولية المرأة, كما أصبح لها مطلق الحرية في معاشرة من تريد من الرجال او النساء بزواج أو دون زواج ولها أن تحمل ممن تريد وأن تجهض حملها إذا أرادت, وأن تنسب الاولاد لنفسها, وأن تلبس ما تشاء من الثياب, ولها أن تتملك ما تريد بأي طريقة و كيفما شاءت دون ضوابط, كل ذلك تحت مسمى الحريات. لكن في الحقيقة تخضع المرأة الغربية لقيود إقتصادية محكومة من مجتمع رأسمالي لكي تصبح مصدركسب وربح أخرللدخل الإجمالي للدولة.فوجدت المرأة أن حريتها تتصاحب مع حرية الملايين من رجال الاعمال الذين يروجون لشكل المرأة العصري الذي يجب أن تكون عليه, وحيث أن المجتمع الغربي يسيطر عليه الثقافة الجنسية, إستغل الرأسماليون جسد المرأة أبشع إستغلال.ففي أمريكا وحدها تنتج صناعة الصورالإباحية الداعرة 8 بلايين دولار سنويا, وفي بريطانيا تقدرمبيعات المجلات الداعرة وحدها بنسبة 5 ملايين دولارسنويا. وشركات الأزياء والتجميل التي تحدد للمرأة مظهرها حسب المواسم حقيقة أصبحت تقيد المرأة بمظهر تحدده هي بغرض الكسب فتراها تنفق الكثير من دخلها لمواكبة أخر موضة. في بريطانيا تكسب صناعة التجميل سنويا 8,9 بليون باوند وفي أمريكا تضاعف دخل هذه الصناعة 10% سنويا. مما سبب إنحرافات عديدة في المجتمعات ففي أمريكا تغتصب إمرأة كل دقيقتين وفي مصر تغتصب إمرأة كل ساعة.
وقد عمد النظام الرأسمالي في ظل العولمة أن ينشر أفكار تحرير المرأة والحصول علي حقوقها في كل العالم. متناسيا ما جلبته افكاره العقيمة من مشاكل عجزوا عن حلها بدلا عن حل مشاكلهم قالوا نفسد باقي العالم.ولعل ما يعنينا هنا العالم الإسلامي وبلاده الذي يراها الغرب متخلفة وظالمة وصراحة يرمي الإسلام بهذه التهمة.
إن حركة تحريرالمرأة نشأت في مصروإنتشرت من هناك إلي باقي البلاد الإسلامية تدعي الدعوة إلي إزالة الظلم و تحرير المرأة من التبعية للرجل والتعاسة والشقاء التي تعاني منهما،و . في الحقيقة هي دعوة للتخلي عن الاحكام الشرعية.أول مرحلة عندما دعا سعد زغلول النساء اللواتي يحضرن خطبه أن يزحن النقاب عن وجههن وهو الذي نزع الحجاب عن وجه هدي شعراوي مكونة الاتحاد النسائي المصري و في عام 1919م قادت هدي شعرواي مع زوجة سعد زغلول المظاهرة النسائية التي طافت فيها شوارع القاهرة هاتفة بالحرية «وتجمعت النساء وهتفن ضد الاحتلال… ثم بتدبير سابق, ودون مقدمات ظاهرة, خلعن الحجاب, وألقين به في الأرض, وسكبن عليه البترول, وأشعلن فيه النار… وتحررت المرأة!!!»1.
ومن أبرز النساء اللاتي قدن حركة السفور مع هدى شعراوي:
أمينة السعيد: وهي من تلميذات طه حسين، الأديب المصري الذي دعا إلى تغريب مصر.. ترأست مجلة حواء. وقد هاجمت الحجاب وسخرت مجلتها حواء للهجوم على الآداب الإسلامية.
د. نوال السعداوي: زعيمة الاتحاد المصري حالياً, والتي وجدت لها منبراً في العديد من الصحف والمحطات الفضائية تبث من خلاله هذرها الفارغ, وشذوذها الفكري, بصورة غريبة وشاذة, مما يشير إلى أن الإعلام في بلاد المسلمين يساهم في تنفيذ مخططات الكفر في ضرب الإسلام والمسلمين. فتظهر علينا هذه العجوز التي تنعت الزي الشرعي الذي بات غالبا وظاهرا في شوارع بلادنا الإسلامية، تنعته بحجاب الموضة أوإنه إنتشر بسبب الحركات السياسية أوهو مرض يعدي من إمراة لإمرأة! وتنفي تماما أن الله فرض على المؤمنات من النساء.
وأصبحت من تنادي بما تقوله الحركات النسوية عدوة لله ورسوله ،غير راضية بالأحكام الشرعية ،منها الزي الشرعي وحكم تعدد الزوجات، وأحكام الإرث في الإسلام، وتحريم الإسلام لتولي النساء الحكم،وتقف ضد الزواج المبكر،وتطالب بالسفور والإختلاط والحرية حتى فلت منها زمام الأمور.وأصبحت في حيرة لا تدري من تكون،أهى الأم والإبنة والزوجة المصونة أم هى التي ثلهث طوال الوقت وراء الظهور كإمرأة “عصرية” “غربية” تعيش الحياة بطولها وعرضها.
وحدِّث ولاحرج عن نتائج هذه الحرية المشبوهة نساء كاسيات عاريات ونساء عاريات لا كاسيات وأسرٌ مضطربة وبيوت كبيوت العنكبوت ةاشباه رجال واطفال غير شرعيين من امهات غير متزوجات أو من ثمار زواج عرفي والذين وصل عددهم في مصر حسبما ذكرت جريدة الاهرام الى 12 ألف طفل لايعرفون آباءهم وحضانات وخادمات كافرات وشكوك واضطرابات وطلاق تصل نسبته في بعض المجتمعات الاسلامية والعربية الى ما يتجاوز ال 70% من حالات الزواج ومسلسلات وأفلام ومجلات وفضائيات.
اين الإسلام من كل هذا؟
بعد الإطلاع على هذا التاريخ القاسي للمرأة في العالم كان من الطبيعي أن تصرخ مطالبة بحقوقها يوما ما. وهذا ما جعل المرأة الغربية تحسد المرأة المسلمة وتحقد عليها حقد شديد عندما رأت كيف يعامل الإسلام العظيم المرأة المسلمة وغير المسلمة، في ظل الدولة الإسلامية. جاء الإسلام فارتقى بالمرأة، وكرمّها بأحكامه الشرعية الحقّة، وانتشلها من المستنقع الآسن الذي كانت غارقةً فيه عبر العصور في معظم الحضارات، وجعل لها من الحقوق وعليها من الواجبات كالرجل من الناحية الإنسانية.
لم يكن ذلك بسبب دعوات أرضية أو ثورات ومطالب اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية، بل كان منشأ ذلك هو الإسلام الذي أنزله الله تعالى، خالق الذكر والأنثى. فالإسلام منح المرأة الحقوق الشرعية ابتداءً، دون طلب منها ودون جمعيات نسوية أو منظمات حقوق الإنسان، فالإسلام يستهدف تحقيق منهجه الكامل بكل حذافيره، لا لحساب الرجال ولا لحساب النساء، ولكن لحساب الإنسان والمجتمع المسلم، ولحساب العدل الذي أمر به الخالق.
فتكريم الأنثى تكريم للإنسانية، فلا تفاضل بين الناس إلا بالتقوى، ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات 13].
وشاءت إرادة الله أن يتشابه الذكر والأنثى في صفات كثيرة، وأن يختلفا في بعض الصفات، وجعل لكل منهما وظيفة حيوية خاصة به تناسب خَلقه وتكوينه، وطلب منهما أن يتعاونا في خلافة الأرض وعمارتها، يعملان ويتكاثران، فجعل الذكر يسكن إلى الأنثى، والأنثى تسكن إلى الذكر، ومَنَّ الله علينا بأن جعل لنا من أنفسنا أزواجاً، وجعل لنا من أزواجنا بنين وحفدة قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ﴾ [النحل 72].فالمساوة ليست هى الحل بل الحل أن نحتكم إلى الله سبحانه وتعالى الذي خلق الذكر والأنثى وحدد لكل منهما الدور المطلوب منه تأديته في هذه الحياة.فالإسلام أعطى المرأة والرجل حقوقهما الإنسانية منذ أكثر من 1400عام،ولكن أعداء الإسلام هم من يكيدون للمسلمين ويضربون الإسلام من خلال المرأة. وعندما هدمت دولة الإسلام ضاعت حقوق العباد،وإنقلبت الموازين ولم يعد الإسلام مطبقا في الحياة كعقيدة ونظام ولذلك إنتشر الظلم والفساد من جراء إقصاء الأحكام الشرعية عن حياة المسلمين والمسلمات، فالحل هو أن يعود الإسلام مطبقا على العالم كله وأن تسود الأحكام الشرعية ، وعندها فقط يطمئن الناس جميعأ.
أم أبوبكر