خبر وتعليق لهيب النظام الرأسمالي يشتعل في اليونان فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ
الخبر:
تعيش اليونان هذه الأيام أزمة اقتصادية طاحنة، الشيء الذي دعا رئيس وزراء اليونان (باباندريو) مقارنة هذه الأزمة (بحالة حرب) مشيراً إلى أن على أثينا تفادي كابوس الإفلاس. وقد أعلنت الحكومة اليونانية عن حزمة من الإجراءات للخروج من أزمتها هذه من بينها، رفع الضرائب وخفض رواتب موظفي القطاع الخاص وإلغاء العلاوة السنوية التي يتقاضاها الموظفون، ورفع ضريبة القيمة المضافة وزيادة الرسوم المفروضة على الكحول والتبغ والمنتوجات الفاخرة بنسبة 20%.
التعليق:
إن هذه الأزمة التي تعاني منها اليونان هي أمر طبيعي طالما ان النظام الرأسمالي هو المسيطر على العالم، فإن هذا النظام يحمل بذرة الفساد والأزمات بين طيّاته نتيجة لخطأ الأسس التي يقوم عليها مثل تشخيص المشكلة بأنها الانتاج وليس التوزيع، ومثل إطلاق الملكيات بدون تحديد لها من ملكية دولة وملكية أفراد وملكية عامة، مما يجعل قلة قليلة من الأفراد تستولي على أموال العالم عن طريق النصب والاحتيال ومن ثم التلاعب بمصيره. ومثل الربا الذي يمثل حجر الزاوية في المعاملات المالية في النظام الرأسمالي بالإضافة إلى إلغاء قاعدة الذهب واستبدالها بالدولار الذي ليس له قيمة ذاتية.
فنظام يستند على مثل هذه الأسس وغيرها من الأسس الفاسدة فإنه طبيعي أن يولد الأزمات التي تقضي على الأخضر واليابس.
وأما الإجراءات التي اتخذتها اليونان لعلاج أزمتها الاقتصادية وإخماد هذا اللهيب المشتعل، فإنها تكون مثل (من يغطي النار بالعويش) كما جاء في المثل، ومعناه محاولة إخماد النار بالعشب اليابس، والنتيجة معروفة.
لذلك فإننا نناشد العقلاء في بلاد الغرب بأن يقفوا مع أنفسهم وقفة صادقة يأخذوا من خلالها العبرة والعظة من هذه الأزمات المتلاحقة هنا وهناك، ويدركوا أن العلة في أسس النظام، وفي نفس الوقت عليهم ان يدرسوا الإسلام بتجرد كامل فيدركوا حينها أنه النظام الوحيد الصحيح القادر على إنقاذ العالم وإيقاف هذا الحريق المستعر. وعليهم أن لا يقتروا بالبنية التحتية الضخمة التي يتمتع بها الاقتصاد عندهم، فالحضارات لا تشاد بالبنيات الضخمة حتى لو كانت ناطحات سحاب ولو كانت نافعة لكانت قد نفعت أسلافهم من بني النضير الذين قال فيهم الله عز وجل: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}.
كتبه للإذاعة: الشيخ/ عوض خليل (أبو الفاتح) – السودان