Take a fresh look at your lifestyle.

بايدن لا مرحبا بك

ورد في صحيفة العرب اليوم، العدد 4637 الصادر في 13/3/2010م، أن نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، الذي زار الأردن مؤخرا، قد التقى يوم الجمعة الموافق 12/3/2010م ممثلي مؤسسات مجتمع مدني أردنية، وهي مؤسسات تتلقى تمويلا أجنبيا لبرامجها في الأردن. وقد ناقش بايدن مع ممثلي هذه المؤسسات استعدادات الأردن للانتخابات البرلمانية، وقدم لهم نصائح انتخابية، وأبدى دعمه للسياسات الرسمية (الإصلاحية) بشأن حقوق الإنسان وملف الديمقراطية في الأردن.
وحول هذا الموضوع نبين ما يلي:
إن أمريكا دولة استعمارية لها مطامع في بلاد المسلمين، وهي عدو حقيقي لهم، وتريد السيطرة على بلادهم، لنهب ثرواتهم وللحيلولة دون إعادة الإسلام إلى واقع الحياة. وأدواتها في ذلك كثيرة، منها: دعم كيان يهود المغتصب لفلسطين، المسمى (إسرائيل)، وعلاقتها بها أساسها، كما قال بايدن: “…الالتزام المطلق والتام والثابت بأمن إسرائيل”. ومنها: الاحتلال المباشر كما حصل في العراق وأفغانستان، والاحتلال غير المباشر، وهو الحكم بواسطة العملاء. ومن أدواتها أيضا التبشير بالديمقراطية، وهي الدين السياسي للغرب. والدليل على ذلك أن العالم كله تداعى لتأييد وتشجيع انتخابات العراق، وبخاصة أوروبا وأمريكا. وها هو بايدن يلتقي ممثلي مؤسسات مجتمع مدني أردنية، ليعطي توجيهاته ونصائحه للانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو مسرور بتفعيل الديمقراطية في الأردن.
إن الديمقراطية كفر، لأنها تعطي الإنسان حق إصدار الأحكام على الأفعال والأشياء، فتصبح تلك الأحكام دستورا وقانونا بواسطة المجالس التشريعية، المنتخبة وغير المنتخبة. وهذا أمر يحرمه الإسلام، لأن الحكم لله وليس للبشر، قال تعالى: ﴿إنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُِ﴾. (يوسف: 40). وغاية ما يتمناه بايدن وأعوانه أن يصبح النظام الوضعي، أي الديمقراطية، مطلبا لكل المسلمين.
إن لقاء بايدن ممثلي مؤسسات مجتمع مدني أردنية، وإعطاء توجيهات و(نصائح!!) انتخابية هو تدخل سافر ومرفوض في شؤون بلد إسلامي. وإن إخفاء ما دار من حديث في ذلك اللقاء والتكتم عليه يبين الدور المشبوه الذي تلعبه مؤسسات مجتمع مدني أردنية في خدمة البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ليس فقط لأمريكا، بل وللغرب كله. تلك البرامج التي لا يقصد منها إلا الحيلولة دون إعادة الإسلام إلى واقع الحياة.
وأخيرا نذكر تلك المؤسسات التي اجتمعت مع بايدن بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾. (المائدة: 51).