ما وراء قضية الإرهاب
مضت مدة طويلة من الزمن ولم تبرز قضية الإرهاب ، ولكنها ظهرت فجأة حين أُطلق الرصاصُ على أحد بشبهة الإرهاب في (10/3/2010م) أرداه قتيلا
والسؤال، ما الذي حدث حقيقة ؟
هناك أمور لابد من معاينتها : أولا، حين قامت الشرطة الإندونيسية بالتفتيش ، صرح الرئيس سوسيلو بامبانغ يودو يونو ، أثناء زيارته لأستراليا ، وذلك في كلمته أمام البرلمان الأسترالي (11/3/2010م)، أن الرجل المقتول هو المشتبه به بتهمة الإرهاب دولماتين ، الذي كان مطاردا منذ زمن طويل . وبهذا يعلن الرئيس نجاحه أمام العالم في مكافحة الإرهاب ، لينال الحمد والترحيب .
وفي جلسته الأمنية السابقة في (5/3/2010م) مع الوزراء ، ذكّرهم أن الأعمال لمكافحة الإرهاب ما زالت في قائمة أعمالهم المهمة . وبهذا يدلل على إرادته القوية، واستغلال المناسبة أثناء زيارته إلى أستراليا لإشهار هذه الإرادة عالميا.
ثانيا، من الأمور التي ستكون على طاولة البحث بين الرئيس سوسيلو والرئيس أوباما هي قضية الإرهاب. فقد صرح الناطق الرسمي للبيت الأبيض روبرت غيتس في موقع أمريكا الرسمي (مwww.whitehouse.gov (12/3/2010 وقال : (نزور إندونيسيا ، بلاد المسلمين ذات أكبر عدد من السكان ، وبلاد الديمقراطية الناشئة . وسيلقي الرئيس خطابه من هناك كما ألقاه من القاهرة سابقا ، خاصة في محاولتنا لمكافحة الإرهاب) ، فمن الطبيعي أن تظهر قضية الإرهاب من جديد قبيل هذه الزيارة. وهذا يدل على أن قضية الإرهاب هي حقيقة مشروع عالمي لمصلحة أمريكا ، وهذا المشروع استغلته أمريكا لفرض نفوذها واستعمارها لبلاد المسلمين ، بما فيه إندونيسيا ، وقد امتدت قضية الإرهاب لزمن طويل بعد انفجار برجي مركز التجارة العالمي (9/11/2001م). وهذا المشروع هو لمصلحة أمريكا والرأسمالية العالمية ، يخدمها فيه عملائها المخلصون من حكام المسلمين الذين خانوا الله ورسوله والمؤمنين. متجاهلين تحذير الله لهم بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ). [الممتحنة 60/1].
ثالثا، اتخذت الحكومة المحلية ذريعة الرهاب لزيادة متانة التعاون العسكري مع أمريكا. وقد صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية ، هيلاري كلينتون في (25/2/2010م) ، أن أمريكا ترغب بتعاون أكثر دقة في المجال العسكري ومكافحة الإرهاب مع إندونيسيا. بينما عبر أحد قواد الجيش الإندونيسيين في (13/3/2010م) عن أمله بأن تثمر زيارة أوباما بالنفع وتصعيد التعاون العسكري.
إذن فقضية الإرهاب أصبحت مصطنعة لتكريس التعاون العسكري بين إندونيسيا وأمريكا، وذلك إذ رأتها أمريكا أنها جدية في مكافحة الإرهاب. فكيف يكون هذا الارتماء في حضن أمريكا والله تعالى يقول: (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) [النساء: 4/139].
أيها المسلمون:
إن قضية الإرهاب قضية اصطنعتها أمريكا وظلت محافظة عليها ومسعرة لها ، وكانت رائدة الدول المستعمر في هذه القضية لتتمكن من إحكام القبضة على المسلمين. وليظل المسلمون مستهدفين من قبل الكفار المستعمرين من خلال قضية الإرهاب ، مستغلين بذلك غياب الحارس الحقيقي للأمة . وهذا الحارس ليس حكامهم الخونة ، وعبيد الدول المستعمرة المخلصون ، وإنما هو الخليفة التقي النقي ، كما كان طيلة تاريخ المسلمين العريق ، واعلموا أن نصب هذا الخليفة ليس واجبا شرعا فحسب ، بل ضرورة حتمية للخلاص من واقعنا الحالي السيء ، ولهذا ندعوكم للعمل معنا في حزب التحرير.
محمد رحمة كورنيا
رئيس اللجنة الفعالية
لـحزب التحرير- إندونيسيا