نفائس الثمرات – أقسامُ الزّهد
الزهد أقسام : زهد في الحرام وهو فرض عين . وزهد في الشبهات وهو بحسب مراتب الشبهة ، فإن التحقن بالواجب وإن ضعفت كان مستحبا. وزهد في الفضول. وزهد فيما لا يعني من الكلام والنظر والسؤال واللقاء وغيره. وزهد في الناس . وزهد في النفس بحيث تهون عليه نفسه في الله . وزهد جامع لذلك كله وهو الزهد فيما سوى الله وفي كل ما شغلك عنه .
وأفضل الزهد إخفاء الزهد ، وأصعبه الزهد في الحظوظ . والفرق بينه وبين الورع أن الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة ، والورع ترك ما يخشى ضرره في الآخرة . والقلب المعلق بالشهوات لا يصح له زهد ولا ورع.
قال يحيى بن معاذ : عجبت من ثلاث : رجل يرائي في عمله مخلوقا مثله ويترك أن يعمله لله ، ورجل يبخل بماله وربه يستقرضه منه ولا يقرضه منه شيئا ، ورجل يرغب في صحبة المخلوقين ومودتهم ، والله يدعوه إلى صحبته ومودته .
كتاب الفوائد لابن القيم