الجولة الإخبارية 24-03-2010م
العناوين:
- الأسرة الحاكمة في السعودية منشغلة بالجنادرية وبسباق الهجن
- استمرار وجود علاقات دبلوماسية بين موريتانيا ودولة يهود بالرغم من الإعلان عن قطع العلاقات بينهما
- فرنسا تدعو بريطانيا لتشكيل رادع نووي أوروبي مستقل
التفاصيل:
تطغى على الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز وأمراء البلاط الملكي ما يُسمى بثقافة الجنادرية التي تُركز على مفاهيم حوار الحضارات والأديان وما تفرزه من أفكار مهادِنة لثقافة الغرب ومتوافقة مع حضارته وقيمه النابعة من قاعدة فصل الدين عن الحياة.
ففي الافتتاح الرسمي لمهرجان الجنادرية في عامه الخامس والعشرين تسابق المستوزرون والأمراء وما يُسمون بالمفكرين والخبراء في الإدلاء بآرائهم المؤيدة لرؤية الملك عبد الله المتعلقة (بالحوار والسلام وقبول الآخر). فقال نائب الحرس الوطني ونائب رئيس اللجنة العليا للحوار الشيخ عبد المحسن التويجري: “إن هاجس الحوار في نفس خادم الحرمين الشريفين أشغله وأيقظ في نفسه أهمية كل حوار يجمع كل المفاهيم والقيم الصحيحة ويؤلف بينها بلا مزايدات تعيق وتفرق، فقد أيقظ تلك المفاهيم من رقادها إلى صبح لا مكان فيه لكسول خارت قواه، فتقل خادم الحرمين حوارنا الوطني إلى حوار أشمل وأوسع في حوار للأديان والحضارات”.
وركز التويجري بشكل خاص هذه المرة على الحوار مع الثقافة الفرنسية فوصف الحوار بأنه: “لا يضيق به نفس ولا يجمد فيه عقل ثقافة إسلامية وعربية، فهما اليوم في حوار مع تراث وثقافة فرنسية بتاريخها وبتجربتها الإنسانية”.
ولو ربطنا هذا التوجه الفكري للجنادرية مع تصريح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لصحيفة (النيويورك تايمز) الأسبوع الماضي حول التوجه السعودي نحو الليبرالية يتأكد لنا أن القيادة السعودية الحالية وضعت إستراتيجية بعيدة المدى لنقل الدولة السعودية نحو التحرر من الأفكار الإسلامية السلفية بشكل تدريجي.
وقد استبعد عن المهرجان الخوض في القضايا المصيرية للأمة الإسلامية تماماً كما استبعد الحديث عن قضية فلسطين وتم إبراز النواحي الفنية وجوقات المغنين والراقصين المدّاحين للملك الذي كان يشاركهم الرقص والغناء وظهر في الصورة من خلفهم تمثال ضخم لنسر كبير يمثل شعار المهرجان، وهو يخالف تماماً ما عليه أي مذهب إسلامي في حكمه على التماثيل والتصاوير.
وسبق الافتتاح الرسمي لمهرجان الجنادرية استقبال الملك وولي العهد وعشرة من أمرائه ومجموعة من وزرائه ومجموعة أخرى من حاشيته للأمير تركي بن محمد بن فهد في مزرعة الملك بالجنادرية وتهنئته على فوز بكرته المسماة (بسم الله عليك) لحصولها على المركز الأول ونيلها للكأس في المهرجان الختامي السنوي للهجن العربية الأصيلة الذي أقيم في دبي برعاية الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم.
هذه هي اهتمامات الملك والأمراء السعوديين والتي يظهر على رأس أولوياتها سباق الإبل، وتلك هي ثقافتهم الجديدة المسماة بثقافة الجنادرية والتي أصبحت تعلو على الثقافة الإسلامية، بل ويحاولون جعلها الثقافة الوطنية السعودية ومحورها حوار الأديان والحضارات والاستسلام للغرب والخنوع لدولة يهود.
——
عندما أعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين موريتانيا ودولة يهود وتم إقفال السفارة اليهودية في العاصمة الموريتانية نواكشوط العام الماضي تشكك الكثير من المراقبين في هذه الخطوة (الجريئة) فيما امتدحت العامة القيام بها.
ولكن ما أحاط بهذه المسألة من غموض هو عدم قيام الخارجية (الإسرائيلية) بالتعليق عليها وكأن الأمر لا يعنيها.
وبذلك دخلت العلاقات الدبلوماسية بين موريتانيا وكيان يهود في دائرة من السرية والكتمان أثارت لغطاً بين السياسيين والمراقبين فمنهم من يثبت ومنهم من ينفي.
وما أكَّد هذه الحالة الضبابية للعلاقات الموريتانية (الإسرائيلية) تصريح رئيس البرلمان الموريتاني مسعود بلخير في مؤتمر صحفي قبل عدة أيام قال فيه: “إن العلاقات الموريتانية الإسرائيلية ما زالت قائمة، وإن إعلان السلطات العام الماضي عن تجميدها هو مجرد خدعة إعلامية”، ودعا بلخير الدولة الموريتانية إلى قطع تلك العلاقات أو إثبات أنها قطعت بالفعل.
إن ولد عبد العزيز من الحكام الذين يصلون للحكم على ظهور الدبابات غالباً ما يُدعمون من الدول الاستعمارية، وهم بسبب ذلك أعجز من أن يقوموا بعمل حقيقي واحد لصالح شعوبهم ولو كان على مستوى قطع العلاقات مع دولة العدو اليهودي.
——–
نقلت صحيفة (الجارديان) البريطانية عن مسؤولين فرنسيين أنهم ناقشوا مع نظرائهم البريطانيين (فكرة تقاسم استمرارية الردع النووي في البحر كجزء من مناقشة أوسع حول تقاسم الأعباء الدفاعية) بينهما.
وقالت الصحيفة بأن: “الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ناقش الفكرة مع رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون حين زار لندن عام 2008”، وأشارت الصحيفة إلى: “أنهما أعلنا في بيان مشترك أن البلدين سيعززان الحوار الثنائي بينهما حول الردع النووي”، وتدعي الصحيفة “أن بريطانيا تعارض الفكرة حتى الآن على أساس أن مثل هذه المشاركة في السيادة سيكون غير مقبول سياسياً”.
وأكَّدت الصحيفة أن الزعيمان “ناقشا الفكرة مرة ثانية لدى زيارة ساركوزي الأسبوع الماضي للندن”، غير أن جوردن براون لم يجرؤ على الإفصاح عن ذلك الحوار بسبب معارضة أمريكا لها التي تعتبر أن هذه الفكرة تشكل تهديداً خطيراً لحلف شمال الأطلسي.
وبالرغم من عدم موافقة بريطانيا صراحة على الفكرة إلا أن التنسيق بين الدولتين حول الردع النووي لا شك بأنه موجود منذ فترة بعيدة حيث أشارت الجارديان إلى أن: “لندن وباريس تحافظان على وجود مستمر في البحر للرادع النووي الذي ينطوي على تشغيل واحدة على الأقل من الغواصات النووية التي لا يمكن الكشف عنها”.