خبر وتعليق كيف يدسّون السم في العسل؟
قام مركز ويتمان في جامعة روتجرز الأميركية بإعداد دراسة حول الإسلام بعنوان: (هل يمكن للإسلام أن يتكيف مع الديمقراطية أو هل يمكن للديمقراطية أن تتكيف مع الإسلام) قال فيها مدير المركز البروفيسور بنيامين باربر أنه “من السخف الاعتقاد بأن الإسلام لا يمكنه التكيف مع الديمقراطية أو أن الديمقراطية لا يمكنها أن تتكيف مع الإسلام”. وأضاف “ليس الإسلام بحد ذاته الذي يبدي بعض التوتر مع العلمانية والديمقراطية”، موضحا “أن الإسلام مثله مثل المسيحية والديانات الأخرى؛ ديانة تمارس في كثير من الثقافات والمجتمعات”
وقال “إن الدين في أماكن عديدة يبدو متعصبا وليس الإسلام وحده” ناقضا بكلامه هذا فكر هانتنغتون في كتابه (صراع الحضارات) الذي يرى “أن الإسلام ليس فقط الإسلام المتعصب أو الوهابي أو السلفي، وإنما الإسلام في حد ذاته يعتبر ديانة معادية ليس للديمقراطية فحسب بل أيضا للحرية والتعددية والمجتمع المتفتح، وكذلك للحداثة بعينها كما عرفت من طرف القيم الليبرالية”. وتنتقد الدراسة سلوك بوش ورامسفيلد تجاه الدين الإسلامي معتبرة ” أن الدين بالتحديد أسس الأمم الديمقراطية وآلف بين الشعوب التي لو كانت بخلاف ذلك لتقسمت تقسيما هالكا، باختلافاتها الاقتصادية والاجتماعية وكذا خلافاتها السياسية”
التعليق
إنهم دائما يحومون حول مساواة الإسلام بغيره من الأديان الأخرى محاولين بذلك شرخ قداسة هذا الدين عند معتنقيه، ومن الخباثة في هذه المراكز الدراسية أنها تظهر الدراسات بأسلوب الدفاع عن الدين الإسلامي كدين، أما أفكار الجهاد أو الكفر بالديمقراطية أو التشدد في تطبيق الأحكام فهذه كلها أفهام عند بعض المتشددين وليست هي الإسلام، متناسين أن من كمال إيمان المسلم أن يكفر بالديمقراطية، ويؤمن إيمانا جازما بأن الله هو الحاكم وهو المشرع، قال تعالى: [إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين] (الأنعام57).
أما موضوع مساواة الإسلام بغيره من الأديان فهو باطل يراد به باطل، صحيح أن الديانة اليهودية والنصرانية ديانات سماوية كما أن الإسلام دين سماوي، إلا أن الإسلام جاء ليهيمن على غيره من الأديان وينسخها ويلغيها، قال تعالى: [وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق] (المائدة48). هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الإسلام وإن كان دينا سماويا إلا أنه نظام كامل للحياة صالح لكل زمان ومكان، وهذا بخلاف غيره من الأديان المؤقتة التي نزلت في زمن معين على أمة معينة، لذلك لا يصح بأي حال من الأحوال مقارنته بالمسيحية أو اليهودية، وما مقولة “الإسلام والمسيحية واليهودية كلهم ديانات سماوية”، أو “كلنا أبناء إبراهيم” أو “لا فرق بين نبي ونبي ولا بين دين ودين” كل هذه المقولات وإن صح شيء فيها إلا أنها عندما يطلقها الغرب اليوم فهو يريد منها نزع القداسة عن الإسلام وعن رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا ما لا يقبله المسلمون البتة.
بقلم: حسن الضاحي