دراسة حول الاحتباس الحراري-ح2
في يناير ( كانون الثاني ) 2006 ، يعود الرئيس الأمريكي بوش الابن ويكرر نفس الفكرة والمضمون ولكن بكلمات أخرى وتحت مسميات جديدة .
فقد أعلن بوش في خطاب حالت الاتحاد عن “مبادرة الطاقة المتقدمة” بهدف تقليل اعتماد الولايات المتحدة على النفط من الخارج ولضمان أمن طاقة الولايات المتحدة الأمريكية .
وأمران لا يختلف عليهما المواطن الأمريكي : السيارة الكبيرة والتجوال عبر الولايات والمدن من خلال الطرق السريعة والطويلة في بلد تبلغ مساحته أكثر من تسعة ملايين كيلو متر مربع وكثافة سكانية تزيد على 298 مليون نسمة بسحب إحصائيات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية للعام 2006 ، وأطوال طرق تبلغ 6,407,637 مليون كيلو متر منها 74,950 ألف طرق سريعة و4,164,964 مليون كيلو متر من الطرق غير المعبدة بحسب إحصائيات عام 2004 لنفس المصدر .
وتسجل قضايا الطاقة نسبة حضور كبيرة في وسائل الإعلام المختلفة في الولايات المتحدة لمساسها بالحاجات الأساسية للمواطن الأمريكي وكنتيجة أيضا لذلك مساسها بمسائل التصويت في الانتخابات سواء النصفية المتعلقة بمجلس الشيوخ أو النواب أو الرئاسية .
ومن قضايا الطاقة المثيرة للجدل في أمريكا مبادرة الرئيس بوش ، و أسعار الوقود ، والمحافظة على البيئة ، والطاقة المتجددة والطاقة البديلة ، والتنقيب عن النفط .
فقبل أربعة عقود تقريبا أطلق الرئيس الأمريكي الراحل نيكسون مبادرة من أجل مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية على تخفيف اعتمادها على النفط من العالم العربي بعد حظر تصدير النفط بسبب حرب الـ73 .
وبعد أربعين عاما ، يطلق رئيس أمريكي آخر مبادرة أخرى تحمل الشيء نفسه إلا أنها أخذت شهرة أبعد بسبب استخدام عبارة “الإدمان على النفط” .
والمبادرة بحد ذاتها مستحيلة وغير مستحيلة في نفس الوقت . فأمريكا لا تستورد من نفط الشرق الأوسط إلا ما نسبته 17 في المائة من إجمالي استيرادها لهذه السلعة الحيوية وهذا يجعل تقليل الاعتماد على نفط هذه المنطقة ممكنا . لكن في المدى البعيد ، فإن هذه المنطقة تمتلك أعظم نسبة احتياطيات للنفط في العالم . بكلمات أخرى : هي المرجع في النهاية للمستوردين إذا ما نضبت احتياطيات الدول الأخرى .
ولذلك فإن الاستغناء عن نفط الخليج أو الشرق الأوسط هو عبارة عن “وهم” .
وفي شأن الأسباب من وراء هذه المبادرة وتوقيتها ، تتردد في وسائل الإعلام في الولايات المتحدة وعلى ألسنة العديد من الساسة والاقتصاديين قضايا ارتفاع أسعار النفط وتأثيرها في المواطن الأمريكي .
كما تتردد في هذا المجال اتهامات لمنظمة أوبك بأنها خلف ارتفاع الأسعار أو توجيه التهم لشركات النفط بأنها تتلاعب في الأسعار .
من جانبهم ، يشير حماة البيئة والمحافظة عليها إلى أن أعمال التنقيب عن النفط لها سلبياتها على البيئة سواء الشاطئية أو غيرها .
وعلى العكس من رؤية بوش والناشطين في مجال البيئة ، فإن بعض شركات النفط تسعى إلى التنقيب في الداخل و ترى مستقبلها في منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد في الخليج .
وتضيف هاربيرت “إن خطاب الرئيس جورج بوش عن المبادرة الجديدة ينظر إلى التقنيات القريبة من أجل أن تكون متاحة تجاريا وكذلك ضخ المزيد من الأموال في هذه التقنيات لأن تكون متاحة في الأسواق سريعا مثل الطاقة الشمسية والرياح والسيارات التي تعمل على البطاريات” .
وتتابع هاربيرت “ننظر إلى تنويع مصادر طاقتنا ونعمل ذلك من خلال تحسين جهودنا في مجال البحوث التقنية المتقدمة مثل الرياح والطاقة
الشمسية وهايبرد كار و الطاقة النووية وكل هذه تنوع مصادر طاقتنا تحسين البنية التحتية في مجالات الطاقة ، كفاءة الطاقة” .
ويقول جون فليمي “وأعلن أيضا ( الرئيس بوش ) عن أجندة للطاقة المتجددة وبشكل خاص الإيثانول والذي تتم صناعته من الذرة ، وهناك في قانون الطاقة صلاحية باستخدام 4 بليونات جالون وهذا أكثر من استخدامات البنزين في أمريكا 140 مليون جالون بنزين وفي الخطة إنتاج 40 بليون جالون من الإيثانول و 20 في المائة من هذا تعني استخدام 100 في المائة لهذا المحصول وهذا لن يحصل” .
جون فليمي “وأيضا استخراج الإيثانول من الفضلات لكن التقنية غير موجودة وتكلفتها عالية سبع مرات عن البنزين وهذه أوهام” .
ويوجد أكثر من سبب يدفع إلى البحث عن هذه البدائل .
وفي هذا الخصوص ، يوضح ريتشارد سوان ، نائب الرئيس للبيئة والصحة والسلامة في شركة أوكسي بالقول “دائما هناك نقاش عما إذا كان يجب أن نفتح الباب عن التنقيب عن النفط والغاز على السواحل ولكن حتى الآن فإن قانون الولايات المتحدة والولاية يقول لا” .
فهل تشكل هذه البدائل أي مصدر قلق لشركات النفط ؟
يؤكد ميراج في هذا المجال بالقول “نحن لسنا قلقين من بدائل النفط التي تطرح” .
ويضيف لورانس ميراج “يوجد الكثير من الحديث في أمريكا حاليا عن بدائل لمصادر الطاقة ولا نرى لذلك أي تأثير مهم في الإمدادات في المستقبل” .
ويقول ميراج “ومثال البعض غير سعيد من استخدام الطاقة من الرياح لأن المراوح الكبيرة تقتل الطيور” .
ويتابع ميراج “معظم هذه المجموعات والمنظمات سواء كانت بيئية أو المدافعة عن حقوق الإنسان أو المجموعات ذات المصالح المحددة ، هذه المجموعات لديها أجندة واسعة جدا أو عريضة” .
ويضيف ميراج “ليس كل من لبس معطف حماية البيئة أو حقوق الإنسان بان أفعاله ستكون مقبولة وغير عرضت للمساءلة أو التساؤل أو التحقيق” . ويشرح ميراج ذلك بالقول “معظم هذه المجموعات متورطة في تكتيكات يدخل فيها الكذب و تشويه الحقائق وهذا أمر مقبول من طرفهم طالما أنه يحقق هدفهم . نحن نتعامل مع هذه المنظمات ونعتقد بإخلاص في الحوار البناء إذا ما كانت هذه المجموعات راغبة في الاستماع إلى وجهات نظرنا ونحن بدورنا سنستمع إلى وجهات نظرهم ونحترمها” .
ويضيف ميراج “لدي تجارب عديدة مع هذه المنظمات في السنوات العشر الأخيرة وأستطيع القول إن أكبر مشكلة تعرضت لها من وجهت نظر العلاقات العامة هو التعامل مع تشويه الحقائق الذي يقدمونه أو يعرضونه لنشاطات الشركة . والمشكلة في الإعلام الأمريكي هي أنه لا يطرح أسئلة صعبة لهذه المجموعات أو المنظمات كما يطرحون أسئلة صعبة للأشخاص في القطاع الخاص” .
ويقول ميراج “يوجد انحياز عندما يكون الحديث عن البيئة وشركة خاصة حيث يتم إجراء حوار معي لمدة 45 دقيقة عن موضوع معين ويأخذون اقتباسا مني لا يزيد على جملتين أو ثلاث بينما الشخص الذي يمثل البيئة يتم اقتباس ثلاث فقرات أو أكثر من كلامه” .
ويؤكد ميراج أنه “من خلال التقنيات التي تمتلكها صناعة النفط في الوقت الراهن ، فإن لدينا القدرة على العمل بكل كفاءة وتأثير ضئيل جدا في البيئة”