خبر و تعليق اجهزة الطرد المركزي في ايران
نقلت الانباء ان ايران دشنت جيلا ثالثا من اجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم، وسط تصريحا وتصريحات مضادة من قبل القوى الغربية بفرض عقوبات على ايران واعلان ايران عزمها على المضي بمشروعها النووي وان اية عقوبات لن تحول دون سيرها فيه.
المتابع للملف النووي الايراني يلاحظ عدة امور:
- ان لعبة شد الحبل بين القوى الغربية والنظام الايراني قائمة منذ سنوات عديدة، مع تشدد اوروبي واضح لجهة المطالبة بايقاع عقوبات صارمة ضد ايران ، وتراخي امريك بارز في هذا الشان مع تحفظ لروسيا والصين ضد فكرة فرض عقوبات
- ان تحول ايران الى قوة نووية فعلية يستغرق زمنا مديدا، اذ يتطلب صنع السلاح النووي تخصيب اليورانيوم الى مستوى يفوق 95% وهذا ما يتطلب قدرات فنية تقنية غير متوفرة حاليا لدى ايران.
- في خضم السجال بين ايران والقوى الغربية نسمع ونقرا عن تصريحات “عنترية” لايران بانها اصبحت الرقم الصعب في الشرق الاوسط ، بل وفي العالم. بينما نسمع ونقرا تصريحات متشددة لقادة اوروبيين تدعو الى مزيد من الضغط الفعال ضد ايران ، يواكبها تصريحات مراوغة وخداعة للادارات الامريكية، السابقة واللاحقة منها، يفهم منها عمليا التطنيش عن المشروع النووي الايراني
- ايضا لا بد من ملاحظة وجود تناغم واضح بين مواقف النظام الايراني والسياسات الامريكية في العالم الاسلامي والذي يغلب عليه تسمية الشرق الاوسط؛ وهذا واضح وجلي في المساهمة الايرانية في الاحتلال الامريكي لكل من العراق وافغانستان وتطبيع الاوضاع فيهما واضفاء شيء من الشرعية على الترتيب الذي اوجدته امريكا في البلدين ، وفي ايجاد القلاقل في اليمن، وفي الحلف المتين مع النظام السوري العميل لامريكا…
- اذن واقع الامر ان مسالة الملف النووي الايراني هو بمثابة راس جبل الجليد الذي يخفي ورائه عدة ملفات تتناول السياسة الامريكية و التنافس الاوروبي الامريكي للهيمنة على ثروات المنطقة وبسط النفوذ
بعد هذه الملاحظات نقول وباختصار: ان الامر لا يتوقف على “حق” ايران بتخصيب اليورانيوم ، سواء لاستعماله لصنع المشتقات السلمية كالنظائر الاشعاعية المستخدمة في علاج مرضى السرطان ، او توصلا لصنع السلاح النووي
وانما جوهر الامر يدور حول ما هو حقيقة السياسة الايرانية والى اين تريد ان تصل؟؟؟ بمعنى هل تسعى ايران لاقامة دولة الاسلام التي توحد شمل الامة الاسلامية لتحرر العالم كافة من نير الاستعمار المادي الكافر، وتحطيم الالهة الزائفة التي تستعبد الناس بغير وجه حق ، واخراج الناس من عبودية العباد الى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا الى سعة الاخرة ومن جور الدين الراسمالي الى رحمة وعادلة وسماحة الاسلام الرباني؟؟؟؟
هذا هو السؤال الاساس ومربط الفرس، ونحن وان كنا نرغب في توسم الخير الا ان سجل النظام الايراني عبر ثلاثة عقود لا يشير الى ان هذا هو واقع السياسة الايرانية
واذا ما عدنا الى نشاة الدولة الاسلامية الاولى في المدينة التي نورها الله بنور الاسلام فاصبحت شمسا تشع على العالم برسالة الاسلام فقام جند الاسلام بتحطيم كل من امبراطورية الفرس وامبراطورية الروم وهما من هما في موازين العاليم يومذاك
لادركنا حينئذ ان النظام الحق يقوم على اساس النظام الاسلامي الحق جملة وتفصيلا وليس بحاجة للدخول في لعبة الامم تحت ذريعة حفظ الرؤوس وان تطلب ذلك هدم الاسلام ومقدساته وحرماته والدخول في سياسات تخدم الاستعمار الغربي
اننا نتوجه بصدق الى قادة ايران ان يعودوا الى رشدهم فيعملوا فعلا وعملا على توحيد شمل المسلمين لتنطلق جحافل الجيوش المباركة لا لتخلع الجرثومة المسماة باسرائيل فحسب، بل ولطرد علوج الروم الكفرة من كل شبر في بلاد المسلمين، ثم لترفع راية تحرير البشرية من كابوس الاستعمار الجاثم على صدرها
فيتحقق وعد الله الحق
” هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون”
فهل هم فاعلون؟؟
عثمان بخاش