خبر و تعليق- هل يمكن اخفاء أثر الجريمة تحت أقدام الناخبين
الخبر:
تدخل الانتخابات السودانية اليوم الاثنين 12/04/2010م يومها الثاني بعد أن بدأت عملية الاقتراع أمس الأحد 11/04/2010م تحت حضور واهتمام أمريكي لافت للنظر.
التعليق:
إن هذا الاهتمام الأمريكي الكبير لهذه الانتخابات السودانية يبرهن أن أمريكا تريد أن تخفي أثر جريمتها الشنعاء التي ارتكبتها بحق السودان. ألا وهي: فصل جنوب السودان عن شماله وإقامة دولة ذات صبغة نصرانية فيه، ومن ثم تمزيق ما تبقى من السودان إلى دويلات هزيلة ضعيفة لا حول لها ولا قوة. ذلك عبر اتفاقية نيفاشا 2005م. وقد نصت الاتفاقية على أن الإشراف على حق تقرير المصير للجنوب يجب أن يكون تحت حكومة منتخبة تمثل إرادة الشعب. وبذلك يكون شعب السودان هو الذي مزق بلده، ويختفي أثر المجرم الحقيقي الذي هو أمريكا وعملائها تحت أقدام الناخبين. إن هذه الخطة الخبيثة الماكرة من قبل أمريكا هي مثل تلك الخطة التي شارك في وضعها إبليس مع كفار مكة للقضاء على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين اتفقوا على أن يأخذوا من كل قبيلة فتىً جليداً حسيباً نسيباً ويعطوا كل واحد سيفاً صارماً فيضرب محمداً ضربة رجل واحد حتى يتفرق دمه في القبائل، فلا تستطيع عشيرته أن تأخذ بثأره. إلا أن الله جلت قدرته عطل مكرهم ونجى نبيهم منهم (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) وذلك بعد أن أحسن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التخطيط، أي ربط الأسباب بالمسببات، وتوكل على الله حق توكله. وإن أهل السودان المعروفين بشدة حبهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على نهجه سيسيرون بإذن الله تعالى. فليس هناك أي إقبال منهم على صناديق الاقتراع بل إنهم استقبلوا نشرات حزب التحرير التي كشف فيها حقيقة ما يراد تحقيقه من هذه الانتخابات ودعى فيها أهل السودان إلى مقاطعة الانتخابات وإظهار الحزن في أيام الاقتراع، استقبلوها بالتهليل والتكبير.
ولذلك يمكننا القول إن هذه الجريمة التي يراد إخفائها عبر هذه الانتخابات لا يمكن أن تخفى وستصل ذاكرة أهل السودان محتفظة بحقيقة المجرمين من الأمريكان وأدواتهم العملاء من الحكام والسياسيين الذن هم من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا وسيأتي اليوم الذي يحاسب فيه أهل السودان هؤلاء المجرمين بعد أن يعود السودان جزء من دولة الخلافة العائدة قريباً بإذن الله تعالى.
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
عوض خليل – أبو الفاتح / السودان