سلسلة قل كلمتك وامش – تخاذل العرب
منذ أن أقام الإنجليز كيان يهود في فلسطين بمساعدة الدول العربية في ذلك الوقت، واليهود يقومون بأعمال إجرامية كل يوم تجعل العرب ينسون ما قام به يهود من أعمال في اليوم السابق.
قام كيان يهود واعترفت به معظم دول العالم، ولم يمض طويل وقت إلا وقد قام يهود بذبح وتقتيل المئات من أهل فلسطين كما حصل في قرية حوسان جنوب بيت لحم، وكما حصل في قلقيلية، فقد أنست هذه المذابح ما حصل عام 1948 من مذابح في دير ياسين وغيرها وتهجير لأهل فلسطين بمئات الآلاف الذين أصبحوا لاجئين في أصقاع الأرض، فأصبح هم الحكام العرب هو حث الهيئات الدولية بإيجاد الغذاء والماء والدواء لهؤلاء اللاجئين ونسي العرب احتلال فلسطين، معظم فلسطين.
ثم قام الأعداء من يهود وصليبيين ممثلين بالانجليز والفرنسيين بالعدوان الثلاثي على مصر حيث حصل فيه ما حصل وتم نسيان أية خطوة عملية لإنهاء الإحتلال لفلسطين وحل محلها كيفية إنهاء العدوان الثلاثي على مصر وإزالة آثاره، وعقدت معاهدة بين مصر وتل أبيب وضعت فيه القضية الفاسطينية في ثلاجة النسيان لمدة عشر سنين، واحتلت قوات الطوارئ الدولية سيناء بدل يهود، وصارت عازلا يمنع كل عمل قد يقوم به مخلص ضد كيان يهود.
بقي الأمر كذلك إلى أن حصلت حرب الساعات الثلاث، وليس الأيام الستة، واحتل يهود جميع سيناء وسلمت لهم هضبة الجولان ذات الموقع الإستراتيجي، كما سلمت لهم الضفة الغربية وفيها جوهرة الدنيا، القدس التي تحوي ثالث الحرمين واولى القبلتين ومسرى رسولنا -صلى الله عليه وسلم- وهنا هب الحكام الأشاوس متنادين أنه لابد من إزالة آثار العدوان واسترجاع ما احتله يهود عام 1967 وخرجوا بمقولة اسعفتهم بها اللغة العربية، هذه المقولة هي “ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”، ونسي الجميع ما احتله يهود عام 1948، وهنا برزت المنظمات الفدائية وبدأت تقوم بإعمال عسكرية وتفجيرات هنا وهناك داخل فلسطين لأخذ زمام قيادة الشعب الفلسطيني حتى يتمكن قادتهم من توقيع معاهدة الصلح مع كيان يهود.
وبعد ذلك حصلت حرب التحريك عام 1973 ودخل الجيش المصري سيناء ببسالة رائعة ودمر خط بارليف على الضفة الشرقية للقناة، لكن الساسة الخونة سمحوا لجيش يهود بقيادة شارون الدخول إلى الضفة الغربية وحصلت ثغرة الدفرسوار، فصار الكل ينادي بالقضاء على الثغرة، لكن الخونة اتخذوها حجة للجلوس مع يهود للتفاوض لإنهاء الوجود اليهودي في الثغرة علما أن القادة العسكريين أجمعوا على أن القضاء على جيش يهود في الثغرة ممكن وسهل، لكن السياسيين أبوا ذلك وأصروا على المفاوضات.
وبعدها حصلت أحداث واحداث يطول المقام بذكرها حتى جاءت اتفاقية أوسلو المخزية، والتي تنازل فيها صبية فلسطين الخونة عن الأراضي التي احتلت عام 1948، وأصبح الهم الأكبر الذي وجدت لأجله هذه المنظمات الفدائية هو توقيع صلح مع يهود يمنحهم دويلة منزوعة السلاح، لا سيطرة لها على الأرض أو الجو أو ما في جوف الأرض من مياه وخيرات.
وكعادة يهود صاروا يخرجون كل يوم بشيء جديد ينسي القديم، ومن أواخر ما خرج به يهود هو الإستيطان وبناء المستوطنات، فثارت ثائرة رجال سلطة أوسلو وأعلنوا أنهم لن يذهبوا إلى مفاوضات السلام إلا بعد إيقاف الإستيطان وقفا كاملا، ثم أعطى العرب السلام فرصة أربعة شهور، كل هذا ويهود يصرون على بناء المستوطنات خصوصا في القدس، ويقومون بتهجير أهل القدس وتدمير منازلهم بحجج مختلفة، فتنادى الأشاوس من العرب لحماية القدس وأهلها من التهجير والإبعاد.
وآخر ما طلعت به عقلية بني يهود الجهنمية هو ترحيل الفلسطينيين الذين لا يقيمون في ديارهم، وهنا ثارت ثائرة العرب واصفين هذا القرار بأوصاف شتى منهم من أعلن أن هذا الترحيل يعني إعلان الحرب على الأردن، ومنهم من أعلن أن هذا الترحيل إنما هو تطهير عرقي إلى غير ذلك من الأوصاف التي جادت عليهم بها اللغة العربية.
أما أغرب ما قيل في هذا الموضوع هو ما قاله طرزان الجامعة العربية للفلسطينيين طالبا منهم عدم الإنصياع إلى هذا القرار، ولكن طرزان هذا لم يقل لأهل فلسطين كيف يمكنهم عدم الإنصياع لهذا القرار، وعندما سئل مساعده أحمد بن حلي ماذا ستعمل الجامعة لمساعدة الفلسطينيين في عدم انصياعهم للقرار، أجاب أننا سنتضامن معهم. حقا تهانينا لكم أهل فلسطين فالجامعة الجيفة والتي تزكم رائحتها الأنوف ستتضامن معكم.
أيها الحكام العرب، يا صبية أوسلو،
إن قضية فلسطين ليست قضيتكم، فهي تأبى أن تكون قضيتكم لأنها قضية مقدسة طاهرة تخص المسلمين جميعا وتنتظر صلاح الدين الجديد الآتي من رحم الغيب بصورة خليفة راشد يطبق شرع الله ويرفع راية الجهاد لإسترجاع الأقصى وفلسطين، كل فلسطين.
وفي الختام نسأل الله تعالى أن يعجل بفرجه القريب وان ينصر حملة دعوته على من عاداهم فيبايعوا الخليفة الراشد الذي بشر به سيد المرسلين، عليه الصلاة والسلام، إنه سميع مجيب الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم أبو محمد الأمين