عودة الإسلام لقيادة العالم
مما لا شك فيه أن الإسلام قد تصدر السياسة الدولية لمدة ثلاثة عشر قرناً. فمنذ أن أقام النبـي محمد صلى الله عليه وسلم الدولة الإسلامية في المدينة وبعث الرسل إلى ملوك الدول ليقدموا الولاء والطاعة أصبح للدولة مكانة كبيرة بين الدول في ذلك العصر وبدأت الدولة تتوسع شيئا فشيئا في عصر الخلفاء الراشدين ومن ثمَّ في عهد الأمويين والعباسين والعثمانيين حتى أصبحت الدولة الإسلامية مترامية الأطراف من الصين شرقاً إلى بلاد الأندلس غرباً ومن أواسط أفريقيا جنوباً إلى حدود النمسا شمالاً وأصبحت الدولة الأولى في العالم التي يحسب لها ألف حساب.
لقد قام أعداء أمة الإسلام بالتأمر والكيد لها لإسقاطها عن الساحة الدولية منذ بعث النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد تمكنوا من ذلك بمساعدة الخونة في إسقاط دولة الإسلام في 23/3/1924 وإلغاء الخلافة الإسلامية وبذلك تمكنوا من إبعاد الإسلام عن الساحة السياسية الدولية.
إن امة الإسلام امة حية، مهما حاول أعداؤها ومهما كادوا لها لتدميرها أو القضاء عليها فلن يستطيعوا ذلك أبدا. فها قد ظهرت ثلة من الشباب المؤمن الصادق في القرن الماضي تدعوا وتعمل لإعادة بناء دولة الإسلام والعمل بما انزل الله حتى أصبح لها صدى في كل أصقاع الأرض وأصبح المسلمون يطالبون بإعادة الخلافة الإسلامية وإزالة الحكام الرويبضات الذين وضعهم الكافر ليمنع بذلك من إعادة الخلافة، مما حدا بالكافر أن يقوم وبشكل مباشر باحتلال ارض الإسلام، لأنه أصبح يرى علامات قيام دولة الإسلام واضحة لديه وأصبح يصرح بذلك علناً.
إن المسلمين يؤمنون بأن الله منجز وعده فقد وعدهم في كتابه الكريم وقال تعالى { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }. النور55، كما بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ((… ثمَّ تكون خلافة على منهاج النبوة)). رواه أحمد.