سلسلة قل كلمتك وامش – لكم الله يا أهل العراق
منذ شهور قال مصدر مقرب من رئاسة الوزراء العميلة في بغداد لجريدة النهار أن الأمريكان ينوون تنظيم مؤتمر لحزب البعث لدرس إمكانية إشراكهم في العملية السياسية في العراق. وما أن انتشرت هذه الأنباء حتى جن جنون العملاء المقربين من إيران، فقامت لجنة تصفية البعث بإصدار قائمة بمئات الأسماء تتهمهم بالإنتماء للبعث وبالتالي إعلان قرار الحرمان البابوي ضدهم، ومنهم شخصيات مرموقة من أهل السنة الذين يتعاونون مع العملاء في العملية السياسية، أي إخضاع العراق وأهله للأمريكان الصليبيين الجدد وعملائهم في المراكز التنفيذية، وزارية كانت أم أمنية، أو في الجيش الذين صنعهم الأمريكان على أعينهم واصطنعوهم لأنفسهم لخدمتهم وخدمة مصالحهم.
ثار الكثيرون ضد قرار الحرمان وخصوصا من أهل السنة الذين انخرطوا في العملية السياسية، إما عن غباء سياسي أو عمالة دفعتهم لذلك، وصار الأخذ والرد والإستئناف لقرارات الحرمان، فرفع القرار عن بعضهم وبقي قرار الحرمان على الآخرين. كل هذا يجري ويحصل قبيل إجراء الانتخابات التي جرت في شهر كانون الثاني الماضي لتسهيل نجاح وإنجاح المتحالفين مع رئيس الوزراء العميل العريق نوري المالكي.
المهم جرت الإنتخابات بإشراف المالكي ورجاله، وأخذت نتائج الإنتخابات أياما وأسابيع لتظهر، وكانت اللجنة المشرفة على الإنتخابات تعلن النتائج على أجزاء لجس النبض ومعرفة الإتجاهات التي تسير فيها الأهواء السياسية والرغبة لدى المتنفذين والأمريكان فيمن سيعلن نجاحه نهائيا، وأخيرا أعلنت النتائج النهائية معلنة نجاح تكتل المالكي وترتيبه في المرتبة الثانية بعد تكتل علاوي وحلفائه من أهل السنة الذين انخرطوا في العملية السياسية لينالوا قطعة من الكعكة لأشخاصهم لا لأهل العراق، كل أهل العراق.
ما أن ظهرت النتائج حتى ثارت عقيرة المالكي وحلفائه معلنين أن تزويرا قد حصل في الإنتخابات، وإيران تقف من خلفهم تشجعهم على أخذ المواقف المتشددة من النتائج حتى وصل الأمر إلى التهديد بالإقتتال لحسم الأمر. وإننا نسأل المالكي وأعوانه كيف تم التزوير وأنتم الذين أشرفتم على الإنتخايات من إعداد القوائم وإلى ظهور النتائج؟
إن هذه النتائج إن دلت على شيء فإنما تدل على أن أهل العراق قد كرهوا وجود المالكي وحلفاءه في السلطة للفساد الذي استشرى فيهم كبيرا وصغيرا، وللخيانة والتفريط في مصالح وثروات أهل العراق، وبيع العراق رخيصا للأمريكان الكفرة من توقيع الاتفاقية الأمنية وإلى توقيع عقود الثروات المعدنية وخصوصا البترول، هذه العقود التي وضعها الأعداء حسب مصالحهم، لا حسب مصالح أهل العراق.
المهم أنه ما أن أعلنت لجنة الإنتخابات النتائج النهائية حتى بدأت التفجيرات تتوالى من مكان إلى مكان مما أودى بحياة وجرح المئات من الأبرياء. وأغلب الظن أن الذين قاموا بهذه التفجيرات هم الخاسرون في الإنتخابات أو على الأقل لم تعجبهم النتائج ولم تعجب من يقف خلفهم.
إن هؤلاء المجرمين الذين قاموا بهذه التفجيرات لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، ولا يهمهم إلا الوصول إلى الكرسي لخدمة أسيادهم الأمريكان الصليبيين وعملائهم من الإيرانيين، وما أسهل من رمي تهم القيام بهذه التفجيرات على جهات أخرى. إن العملية مكشوفة ولا تحتاج لطول تفكير أو كبير عناء لمعرفة من قام بالتفجيرات. فمن مكان التفجيرات وإلى زرع المتفجرات في الأبنية يظهر بوضوح الفاعل الحقيقي الذي قام بهذه التفجيرات، فلكم الله يا أهل العراق فقد هنتم على العملاء ورخصت دماؤكم عليهم.
فإلى متى سيبقى هؤلاء الخونة يتحكمون في مقدرات العراق ويريقون دماء أهله رخيصة إرضاء لأسيادهم وتحقيقيا لمصالح هؤلاء الأسياد. إلى متى سيبقى العراق وأهله يعاني من هذا البلاء العظيم. وإلى متى سيبقى أدعياء الإخلاص من أهل السنة يتعاونون مع عملاء الإحتلال الصليبي للعراق. لقد آن الأوان أن ينتفض أهل العراق على هؤلاء العملاء ويرموهم على مزابل التاريخ ويبايعوا خليفة راشدا يطهر البلاد من الإحتلال الصليبي ويطبق أحكام الإسلام عليهم فيعود العراق حاضرة للخلافة كما كان في الماضي لقرون وقرون.
وفي الختام أسأل الله تعالى أن يوفق العاملين لإيجاد الخلافة الراشدة وان يأخذ بيدهم، وأن يهيئ لهم على الحق أعوانا وأنصارا، إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
أبو محمد الأمين