خبر وتعليق الإنتخابات الإختيارية – لبنان
على مدى أربعة أسابيع خلال هذا الشهر الجاري (أيار) تجري في لبنان انتخابات بلدية واختيارية، يفترض أن يختار فيها سكان المدن والقرى والبلدات مجالس بلدية ومختارين.
وتحت شعار تجنيب المدن والبلدات والقرى “معارك انتخابية” اتفق الأطراف الحاكمون للبنان والذين تمثلوا في مجالس النواب والوزراء وعلى طاولة الحوار الوطني، اتفقوا على تشكيل لوائح انتخابية توافقية تتضمن مرشحين عن كافة تلك الأطراف، ما يعني أن على الناس الذين توزّع ولاء معظمهم بين هؤلاء الزعماء أن يذهبوا إلى صندوق الاقتراع ليضعوا فيها لائحة المرشحين التي توافق عليها الزعماء. وبالفعل فإن معظم المدن والقرى والبلدات التي جرت فيها الانتخابات الأحد الماضي نجح فيها المرشحون الذين اتفق عليهم الزعماء وأدرجت أسماؤهم في اللوائح التوافقية، بل إن الكثير من المجالس البلدية والمقاعد الاختيارية ملئت ونجح أعضاؤها بالتزكية، أي دون انتخابات، لأنه لم يترشح لهذه الانتخابات إلا العدد المطابق لعدد المقاعد البلدية والاختيارية، وهم الذين توافق عليهم الزعماء. وفيما عدا ذلك جرت معارك انتخابية حقيقية في القليل من القرى والمدن، وبالطبع كانت هذه المعارك بين الأفرقاء السياسيين الذين يحكمون لبنان، وكانت هذه الحالات النادرة بمثابة اختبار للقوة الانتخابية والشعبية التي لا تزال يتمتع بها كل فريق من هؤلاء.
طبعاً هذا الخبر طويل مقارنة مع الأخبار التي نعلق عليها في العادة. إلا أن طول هذا الخبر، يجعله في غنى عن تعليق طويل. إذ لا يخفى على أحد أن هذه الانتخابات الشكلية تؤكد أن الانتخابات في لبنان – كما هي في معظم دول العالم الإسلامي- ما هي إلا “ديكور” حياة سياسية “ديمقراطية”، وأن تمثيل الناس والشعوب تمثيلاً حقيقياً هو آخر ما يفكر فيه حكام هذه الدول، هذا إن فكروا فيه، بل الأصل أن يُمنع الناس من التعبير عن إرادتهم الحقيقية. وما هذه الانتخابات في الحقيقة سوى تزوير لإرادة الناس وخداع لهم، حتى يكادون يصدقون أنهم هم الذين اختاروا مجالسهم البلدية!
أ.أحمد القصص