بالخلافة تحيى الأمة ج2
لقد رفع الإسلام من مكانة المرأة منذ أن أشرق فجر الإسلام فأكرمها حين أذلها أهل الكفر، وصان عرضها حين داسه أهل الكفر والجاهلية قديماً، فأعطاها حقوقها كاملةً حين لم تكن إلا سلعةً ومتعةً لأهل الكفر، وحافظ على تلك المكانة التي أعظم بها المرأة ورفع من شأنها من خلال الدولة الإسلامية التي كانت تصون أعراض المسلمين وتذود عنها، وكان خليفة المسلمين يجيِّشُ الجيوش من أجل شرف امرأة وعرضها. وفي ظل هذه الكرامة والمجد العظيم شاركت المرأة في الحياة، وكان لها دور كبير لا يمكن أن ينسى أو يهمل على مر العصور.
وبقيت المرأة شامخةً كريمةً عزيزةً مصونةً بعزِّ الإسلام وحامية بيضة الإسلام دولة الخلافة على مدار أربعة عشر قرناً من الزمان.
ولكن عندما أصيبت دولة الإسلام في المقتل، كانت الرصاصة مباشرة إلى قلب دولة الإسلام، فسقطت حامية بيضة الإسلام العظيم دولة الخلافة .
فماذا خسرت المرأة المسلمة من سقوط دولة الخلافة وانتهاء الحكم بما أنزل الله، وتنحية الشرع جانباً ووضعه في سجون الاتهام بالرجعية والتخلف؟؟
إن حالها يوافق حالَ امرأة كانت تعيش في بيتها تحيط بها جدرانه من كل ناحية قوية ثابتة لا يستطيع أحد أن يقتحمه عليها عنوة تعيش بهدوء وسلام وأمن وطمأنينة مع زوجها وأبنائها، وبينما هي كذلك يتسلل العدو الكاره الحاقد متخفياً في ثياب الصديق المحب الودود، فيشرَعُ في نقض عرى البيت عروةً عروةً، وهدمه حجراً حجراً، إلى أن هدم البيت بأكمله، وقتل الزوج الذي يصونها ويحميها، وصارت تلك المرأة في العراء لا تعرف كيف تستر نفسها، ولا كيف تحمي أولادها، ولا يوجد من يرعاها ويدافع عنها، وصار كل من حولها يريد الحصول عليها بأي ثمن، ويريد أن يرى تلك المرأة التي كانت كاللؤلؤة في المحارة لا ينظر إليها أحد، ولا يستطيع أن يبطش بها أحد، كل منهم يريدها لنفسه، يريدها سافرةً ظاهرةً للعيان، يتهافت إليها القاصي والداني من كلاب البشرية، فما أصعبها من حال آلت إليه تلك المرأة.
هذا ما حصل لك أيتها المسلمة عندما سقط البنيان العظيم، وهدم على يد أهل الكفر، وأبعدوا راعيَ البيت وربَّ الأسرة عن صون عرضك وكرامتك، من لو استصرَختِهِ واخليفتاه لقالها مدويةً مجلجلةً تهز عروش الطغاة: لبيك أمَةَ الله.
وهناك يم آخر (يوم الأم) أو (عيد الأم) و لنقف عليه قليلا أخواتي لنرى ما أصله وكيف وصلنا , هل تعلمن أخواتي الكريمات أن عيد الأم كان قد بدأ عند الإغريق في احتفالات عيد الربيع، وكانت هذه الاحتفالات مهداة إلى الإله الأم “ريا” زوجة “كرونس” الإله الأب، وفي روما القديمة كان هناك احتفال مشابه لهذه الاحتفالات كان لعبادة أو تبجيل “سيبل” -أم أخرى للآلهة , وبالمناسبة فإن يوم عيد الأم وهو 21 مارس آذار هو رأس السنة عند الأقباط النصارى .
لن أطيل عليكن في تاريخ هذا اليوم أو هذا العيد كما يسمونه ما يهمنى هنا أن نرى كيف استغل الكافر المستعمر ضعف المسلمين وغياب دولتهم وأغرقهم بوابل من الذكريات والأيام والأعياد ونلاحظ أن البلاد العربية تحتفل بهذا اليوم من خلال أجهزة الإعلام المختلفة.. ويتم تكريم الأمهات المثاليات اللواتي عشن قصص كفاح عظيمة من أجل أبنائهن في كل صعيد .وبالطبع يقوم الإعلام بكل هذه الأمور لتنطلي على المسلمين هذه الخدع ويستسيغها المسلم من باب بر الوالدين وبالأدق بر الأم .
ما الذي سيقوله الذين يتشدقون بحقوق المرأة وبـ (يوم المرأة العالمي) تجاه اعتقال أختٍ حاملٍ في تركيا وزجها في السجن ، وكيف سيردون على أولئك الذين يتجرؤون ويعتقلون أُما وأباً لطفل في الثالثة من عمره!! كيف سيدافعون عن أُم حامل في شهرها الرابع تم زجها في السجن ليس إلا لأنها كتبت مقالة ونشرتها!! أين المدافعون عن عيد الأم أليست هذه الأخت أما !!!!!
هل شِيْغْدَام ألباصان تشكل خطراً كبيراً؟
إن الأخت شِيْغْدَام ألباصان البالغة من العمر 26 سنة حامل في شهرها الرابع وأم لطفل في السنة الثالثة من عمره تواجه لأول مرة تهمة من هذا القبيل، حيث لا يوجد في حقها أي سجل جنائي أو دعوى قضائية، وكما هو حال باقي الإخوة الكتاب فإن مقالتها لا تتضمن أي تحريض أو ترويج لأي تنظيم إرهابي، وبالرغم من أنها لا تحمل جواز سفر ولا يمكنها مغادرة البلاد أو الفرار من وجه القضاء للتكتيم على أدلة تتعلق بالدعوى المرفوعة، فقد تم اعتقالها وزجها في السجن من قبل المحكمة المناوبة.
إن اعتقال امرأة مؤمنة حامل، لعمري هو العجز والضعف بعينه..
ما الذي فعلته هذه الأخت الكريمة حتى يعتدى عليها وعلى حقوقها وتزج في السجن… سوى قيامها بتقديم فقرة أسبوعية للأطفال لمدة ساعتين من خلال راديو التغيير الجذري، وكتابتها مقالات في المجلة تتمحور حول تقديم النصائح البناءة للشباب!!
أمام هذه الحقائق المؤسفة والواهنة لا يحق لأحد التشدق بحقوق المرأة، ولا يحق لأحد أن يدافع عن هذه المفاهيم البالية
إن خير أمة أخرجت للناس لا تحيي ذكرى الأمور التافهة التي يمليها الكفار عليها ولا أيا من صغائر الأمور , بل تحيي ذكرى الأمور العظيمة التي تؤثر في كيانها .
وذكرى هدم الخلافة هي ذكرٌ لأعظم كارثة وقعت في الأمة ,وإحياء هذه الذكرى لا يكون بالاحتفالات بل بالعمل الذي يبرئ الذمة ويرفع الإثم ويعيد العز ويبني المجد, وذلك بالعمل مع أبناء الأمة المخلصين الذين يعملون لإقامة الخلافة بالطريق الشرعي ,حتى نعيد للأمة عزها وللإسلام سلطانه ُرغم أنف الكافرين.
دولة الخلافة قائمة بإذن الله تعالى , أن الذي بشر المسلمين في المدينة بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم وقيام دولة الإسلام يهودي، الذي تسلق النخلة مناديا بأعلى صوته (جاء صاحبكم)، والمبشرون في عصرنا الحاضر كثير من رؤساء الكفر في العالم الغربي الذين أعلنوها جهارا نهارا أن دولة الخلافة الإسلامية الراشدة الثانية قادمة بإذن الله، فبوش وبوتين مرورا بتوني بلير وساركوزي بشروا أمة الإسلام بوعد ربكم ووعد رسوله صلى الله عليه وسلم.
ونستذكر هنا مقولة وزير خارجية انجلترا كرزون : (( لقد قضينا على تركيا، التي لن تقوم لها قائمة بعد اليوم .. لأننا قضينا على قوتها المتمثلة في أمرين: الإسلام والخلافة)).ونقول سيعود الإسلام إلى الحياة بعودة دولة الإسلام كما بشر رسول الإسلام العظيم رغم كيد الكفار جميعًا..
قال هنري كيسينجر في خطاب له ألقاه في الهند بتاريخ السادس من تشرين الثاني 2004م في مؤتمر هندوستان تايمز الثاني للقادة ما يلي: ” إن التهديدات ليست آتية من الإرهاب، كذلك الذي شهدناه في الحادي عشر من أيلول سبتمبر، ولكنّ التهديد آت من الإسلام الأصولي المتطرف الذي عمل على تقويض الإسلام المعتدل المناقض لما يراه الأصوليون في مسألة الخلافة الإسلامية”.
قائد قوات التحالف الصليبية المشتركة في العراق المحتل ريشارد مايرز صرّح في سبتمبر 2005 قائلاً: خروجنا من العراق الآن سيؤدي إلى ظهور الخلافة في الشرق الأوسط.
وصرّح بوش في السادس من تشرين الأول 2005م ، مشيراً إلى وجود استراتيجية لدى مسلمين تهدف إلى إنهاء النفوذ الأميركي والغربي في الشرق الأوسط،فقال: إنه ” عند سيطرتهم على دولة واحدة سيستقطب هذا جموع المسلمين، ما يمكنهم من الإطاحة بجميع الأنظمة في المنطقة، وإقامة إمبراطورية أصولية إسلامية من إسبانيا وحتى إندونيسيا”.
وتحدث رئيس وزراء بريطاينا توني بلير أمام المؤتمر العام لحزب العمال في السادس عشر من شهر تموز 2005م، فقال ” إننا نجابه حركة تسعى إلى إزالة دولة إسرائيل، وإلى إخراج الغرب من العالم الإسلامي، وإلى إقامة دولة إسلامية واحدة تحكّم الشريعة في العالم الإسلامي عن طريق إقامة الخلافة لكل الأمة الإسلامية”
وكذلك فلاديمير بوتين رئيس روسيا قال في مقابلة تلفزيونية : “إن الإرهاب الدولي أعلن حرباً على روسيا بهدف اقتطاع أجزاء منها وتأسيس خلافة إسلامية “. ( قال ذلك في حوار تلفزيوني مباشر أجاب خلاله عن خمسين سؤالاً اختيرت من بين مليوني اتصال هاتفي من سكان روسيا ).
وفي 5/12/2005 قال وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد في تعليق له حول مستقبل العراق وكان ذلك في جامعة جون هوبكنز : ( ستكون العراق بمثابة القاعدة للخلافة الإسلامية الجديدة التي ستمتد لتشمل الشرق الأوسط وتهدد الحكومات الشرعية في أوروبا وأفريقيا وآسيا وهذا هو مخططهم لقد صرحوا بذلك وسنقترف خطأ مروعاً إذا فشلنا في أن نستمع ونتعلم )
قال الرئيس الفرنسي ساركوزي 24/8/2007م : لا داعي لاستعمال لغة الخشب لأن هذه المواجهة يرغب فيها “المتطرفون” الذين يحلمون بإقامة الخلافة من إندونيسيا إلى نيجيريا، رافضين أي شكل من أشكال الانفتاح وأيّ شكل من أشكال الحداثة والتنوع” بحسب زعمه. وقال حينها: إنه لا يستهين بإمكانية المواجهة بين الإسلام والغرب. هذا غيض من فيض .
إنه وعد غير مكذوب لقوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} النور55.
وبشارة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: “تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبرية، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت.”
وأخيرا , لو نظرنا إلى حال المسلمين قبل ثمانية وثمانين عاما ونظرنا إلى حالنا في هذه الأيام لرأينا كم إن الأيام تتبدل ليميز الله الخبيث من الطيب , فبعدما إن ألغيت دولة الخلافة والتهى المسلمون في أمور كثيرة وركن الكافر وتنفس الصعداء وظن انه لا رجعة للإسلام نراه الآن يحار كيف أن المسلمين مع ضعفهم إلا أنهم ونظرا لثقتهم بأفكار الإسلام مستعدون إن يقيموا دولة الإسلام مهما كلفهم الأمر , فالله نسأل أن يجعل أمل أمة الإسلام حقا , وكيف لا والله هو خير مؤمل .