Take a fresh look at your lifestyle.

مع التفسير- واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون

 

اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك فقال بعضهم معناه يحول بين الكافر والإيمان وبين المؤمن والكفر ذكر من قال ذلك

حدثنا محمد بن بشار قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا عبد الرحمن قال ثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن سعيد بن جبير يحول بين المرء وقلبه قال بين الكافر أن يؤمن وبين المؤمن أن يكفر

حدثنا ابن بشار قال ثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال ثنا أبو أحمد قالا ثنا سفيان وحدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال ثنا الثوري عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن سعيد بن جبير بنحوه حدثني أبو زائدة زكريا بن أبي زائدة قال ثنا أبو عاصم عن سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير مثله حدثني أبو السائب وابن وكيع قالا ثنا أبو معاوية عن المنهال عن سعيد بن جبير يحول بين المرء وقلبه قال يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان

حدثنا ابن وكيع قال ثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس يحول بين المرء وقلبه يحول بين الكافر والإيمان وطاعة الله قال ثنا حفص عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس يحول بين المرء وقلبه قال يحول بين المؤمن والكفر وبين الكافر والإيمان

حدثنا ابن حميد قال ثنا يحيى بن واضح قال ثنا عبيد بن سليمان وعبد العزيز بن أبي رواد عن الضحاك في قوله يحول بين المرء وقلبه قال يحول بين الكافر وطاعته وبين المؤمن ومعصيته

حدثنا ابن وكيع قال ثنا أبو أسامة عن أبي روق عن الضحاك بن مزاحم بنحوه قال ثنا المحاربي عن جويبر عن الضحاك قال يحول بين المرء وبين أن يكفر وبين الكافر وبين أن يؤمن

حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن الضحاك بن مزاحم يحول بين المرء وقلبه قال يحول بين الكافر وبين طاعة الله وبين المؤمن ومعصية الله

حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا أبو أحمد الزبيري قال ثنا بن أبي رواد عن الضحاك نحوه وحدثت عن الحسين بن الفرج قال سمعت أبا معاذ يقول ثنا عبيد بن سليمان قال سمعت الضحاك بن مزاحم يقول فذكر نحوه حدثني المثنى قال ثنا الحجاج بن منهال قال بن سليمان قال سمعت عبد العزيز بن أبي رواد يحدث عن الضحاك بن مزاحم في قوله يحول بين المرء وقلبه قال يحول بين المؤمن ومعصيته حدثني المثنى قال ثنا أبو صالح قال ثني معاوية عن علي عن ابن عباس واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه يقول يحول بين المؤمن وبين الكفر ويحول بين الكافر وبين الإيمان حدثني محمد بن سعد قال ثني أبي قال ثني عمي قال ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه يقول يحول بين الكافر وبين طاعته ويحول بين المؤمن وبين معصيته

حدثنا ابن وكيع قال ثنا المحاربي عن ليث عن مجاهد يحول بين المرء وقلبه قال يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان قال ثنا أبي عن ابن أبي رواد عن الضحاك يحول بين المرء وقلبه يقول يحول بين الكافر وبين طاعته وبين المؤمن وبين معصيته قال ثنا إسحاق بن إسماعيل عن يعقوب القمي عن جعفر عن سعيد بن جبير يحول بين المرء وقلبه يحول بين المؤمن والمعاصي وبين الكافر والإيمان قال ثنا عبيدة عن إسماعيل عن أبي صالح يحول بين المرء وقلبه قال يحول بينه وبين المعاصي

وقال آخرون بل معنى ذلك يحول بين المرء وعقله فلا يدري ما يعمل ذكر من قال ذلك

حدثنا عبيد الله بن محمد الفريابي قال ثنا عبد المجيد عن ابن جريج عن مجاهد قوله يحول بين المرء وقلبه قال يحول بين المرء وعقله

حدثنا محمد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم قال ثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يحول بين المرء وقلبه حتى يتركه لا يعقل

حدثنا المثنى قال ثنا أبو حذيفة قال ثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله حدثني المثنى قال ثنا إسحاق قال ثنا عبد الله عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يحول بين المرء وقلبه قال هي يحول بين المرء وقلبه حتى يتركه لا يعقل

حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا أبو أحمد قال ثنا معقل بن عبيد الله عن حميد عن مجاهد يحول بين المرء وقلبه قال إذا حال بينك وبين قلبك كيف تعمل قال ثنا أبو أحمد قال ثنا شريك عن خصيف عن مجاهد يحول بين المرء وقلبه قال يحول بين قلب الكافر وأن يعمل خيرا

وقال آخرون معناه يحول بين المرء وقلبه أن يقدر على إيمان أو كفر إلا بإذنه ذكر من قال ذلك

حدثني محمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن مفضل قال ثنا أسباط عن السدي واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه قال يحول بين الإنسان وقلبه فلا يستطيع أن يؤمن ولا يكفر إلا بإذنه

وقال آخرون معنى ذلك أنه قريب من قلبه لا يخفى عليه شيء أظهره أو أسره ذكر من قال ذلك

حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ثنا محمد بن ثور قال ثنا معمر عن قتادة في قوله يحول بين المرء وقلبه قال هي كقوله أقرب إليه من حبل الوريد

وأولى الأقوال بالصواب عندي في ذلك أن يقال إن ذلك خبر من الله عز وجل أنه أملك لقلوب عباده منهم وإنه يحول بينهم وبينها إذا شاء حتى لا يقدر ذو قلب أن يدرك به شيئا من إيمان أو كفر أو أن يعي به شيئا أو أن يفهم إلا بإذنه ومشيئته وذلك أن الحول بين الشيء والشيء إنما هو الحجز بينهما وإذا حجز جل ثناؤه بين عبد وقلبه في شيء أن يدركه أو يفهمه لم يكن للعبد إلى إدراك ما قد منع الله قلبه إدراكه سبيل وإذا كان ذلك معناه دخل في ذلك قول من قال يحول بين المؤمن والكفر وبين الكافر والإيمان وقول من قال يحول بينه وبين عقله وقول من قال يحول بينه وبين قلبه حتى لا يستطيع أن يؤمن ولا يكفر إلا بإذنه لأن الله عز وجل إذا حال بين عبد وقلبه لم يفهم العبد بقلبه الذي قد حيل بينه وبينه ما منع إدراكه به على ما بينت أنه ينبغي أن يقال إن الله عم بقوله واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه الخبر عن أنه يحول بين العبد وقلبه ولم يخصص من المعاني التي ذكرنا شيئا دون شيء والكلام محتمل كل هذه المعاني فالخبر على العموم حتى يخصه ما يجب التسليم له وأما قوله وأنه إليه تحشرون فإن معناه واعلموا أيها المؤمنون أيضا مع العلم بأن الله يحول بين المرء وقلبه أن الله الذي يقدر على قلوبكم وهو أملك بها منكم إليه مصيركم ومرجعكم في القيامة فيوفيكم جزاء أعمالكم المحسن منكم بإحسانه والمسيء بإساءته فاتقوه وراقبوه فيما أمركم ونهاكم هو ورسوله أن تضيعوه وأن لا تستجيبوا لرسوله إذا دعاكم لما يحييكم فيوجب ذلك سخطه وتستحقوا به أليم عذابه حين تحشرون إليه.