خبر وتعليق تصريحات أوغلو حول القدس
الخبر:
قال وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو أمام الحضور في اجتماع للأمم المتحدة لدعم عملية السلام المنعقد في إسطنبول الثلاثاء 2010-05-25، ما نصه وكما أوردته الجزيرة:
“يجب أن تكون الدولة الفلسطينية كاملة ومعترفاً بها، ولها عضويتها في الأمم المتحدة، إن القدس لا يمكن أن تتبع لجهةٍ ما أو دينٍ ما، إن القدس هي عاصمة دولية تحترم كل الديانات وتتعايش فيها بسلام، هكذا ينبغي أن تكون وهذا ما تسعى إليه تركيا”
التعليق:
في الوقت الذي يحاول ساسة تركيا إشغال الرأي العام ببطولات زائفة، ويركز فيه الإعلام العالمي على البواخر التي تمخر عباب البحار لنقل المؤن والأدوية إلى غزة المحاصرة وكأنها جيوش جرارة لتحرير بيت المقدس، في هذا الوقت بالذات ينشط ساسة تركيا بتنفيذ الخطط والمشاريع الموكلة إليهم من قبل أمريكا لإنهاء قضية فلسطين.
يقول أوجلو إن تدويل القدس هو ما تسعى إليه تركيا، هل هذا القول حقيقياً؟ هل فعلاً أن تركيا هي التي تريد ذلك وتسعى إليه؟ أم أن أمريكا هي التي تريد ذلك؟ وما تركيا إلا منفذ لإرادة أمريكا تلك؟ تعالوا بنا نراجع التاريخ.
فالقرار رقم 181 الذي أصدرته هيئة الأمم المتحدة في 1947/11/29 والقاضي بتقسيم فلسطين إلى ثلاثة أجزاء، 54% منها ليهود و45% منها لأهل فلسطين و1% للقدس المدولة، حيث دعا المشروع لبقاء القدس كياناً منفصلاً ومدوّلاً.
ليس مهماً عند أمريكا أن يتنازل العرب والفلسطينيون عن جزءٍ من حصتهم، أو حتى عن كل حصتهم، لكن أمريكا بقيت منذ ذلك الوقت وحتى اليوم حريصة على تدويل القدس، وقد روّجت لمشروعها عبر السنين، ولذلك لم تعترف رسمياً بأي سيادة قانونية على القدس سواءً أيام الأردن أو بعد احتلال يهود لها، وإن تعاملت مع السيطرة الواقعية عليها.
إذن هذه هي الحقيقة، وهي أن تدويل القدس هو مطلب أمريكي، وما ساسة تركيا إلا سماسرة رخاص.
وسواءٌ أكان مشروع تدويل القدس مشروعاً تركياً ذاتياً، أم كان الساسة الأتراك فيه مجرد أدوات للسياسة الأمريكية، فإن هذا المشروع والسير فيه هو خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.
سيخيب حكام تركيا كما خاب من قبلهم كل الخونة الذين تآمروا على الأقصى وفلسطين، ورضوا أن يكونوا عملاء للكفار، وسيفشل مسعاهم بإذن الله، ولن تكون فلسطين يوماً والقدس في قلبها إلا حاضرة من حواضر المسلمين، وستُحرر من رجس يهود، وما ذلك على الله بعزيز.
أبو أنس