خبر وتعليق – تصريحات خالد مشعل في ميزان الإسلام
نقلت جريدة القدس العربي بتاريخ 25/5/2010 تصريحات لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس امام الصحفيين جاء فيها:
– أن الحركة لا تسعى إلى الحرب لكنها ستقاوم إذا فرضت الحرب عليها وقال: نحن لا نريد أن نرهق الناس في غزة إلا أننا سنقاتل لأن مبررات الحرب لدى إسرائيل موجودة ومتوفرة إلى حد بعيد.
– وقال إن حماس ضد أي دولة فلسطينية منقوصة السيادة وان أي مسئول فلسطيني لن يجرؤ على الموافقة على ما رفضه ياسر عرفات في كامب ديفيد.
– وأضاف إن حماس ترى أن أي مفاوضات ستكون محكومة بالفشل ونحن في حماس سنبقي أيدينا على الزناد لأن المقاومة هي الحل في ظل أفق مسدود للتسوية.
– أن حدود العام 1967 لن تأتي بسهولة حيث تحتاج إلى مقاومة وإن حماس مع حل الدولتين وحدود 67 دون الاعتراف بإسرائيل.
– وحذر مشعل من أن المفاوضات في ظل اختلال موازين القوى تعتبر استسلاما وأن من يذهب إلى المفاوضات بدون أوراق قوة هو انتحار، مؤكدا أن السلام كما الحرب يلزمه موازين قوى.
ان الله عزوجل أمر المؤمنين حملة رسالة الخير ان يميزوا أنفسهم وفكرهم عن غيرهم من اصحاب الافكار المنحرفة والدعوات الضالة.
قال تعالى {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }يوسف108
وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبيّ ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون}.
قال ابن القيم: “فإذا كان رفع أصواتهم فوق صوته سبباً لحبوط أعمالهم فكيف تقديم آرائهم وعقولهم وأذواقهم وسياستهم ومعارفهم على ما جاء به ورفعها عليه، أليس هذا أولى أن يكون مُحبطاً لأعمالهم ” اعلام الموقعين
إذا كانت فلسطين هي قضية الامة الاسلامية وليست قضية اهل فلسطين ومن باب أولى ليست قاصرة على أهل غزة، واذا كان حكم الله تعالى واضحا فيما يتطلبه الامر من وجوب خلع هذا الكيان المغتصب وتطهير بلاد المسلمين منه، فهل يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الأخر ان يقول انه لا يطلب القتال مع هذا الكيان؟ وهل يتـأتى تحرير بلاد المسلمين ومنها فلسطين الا بجيوش تزحف وتطهر وتزيل ادران الكفر واثار الاغتصاب؟
لعل لقائل ان يقول وهل يملك أهل غزة القدرة على تحرير فلسطين؟ وهو سؤال يحمل في طياته علامات المسخ لقضية ارض هي في صميم عقيدة المسلم، فقد كانت فلسطين قضيةاسلامية ثم مسخت الى عربية ثم الى فلسطينية ثم الى قضية بين فرقاء من يهود وفلسطينيين ،ثم الى قضية مستوطنات وجدار فاصل، ثم الى قضية غزةومعابرها ، وحبل المسخ على الجرار.
جاء في صحيفة المدينة المنورة:
” وأن سلم المؤمنين واحدة لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم”
ولما كان المسلم لا يضع السلاح عن عاتقه وأخوة يقاتل فبالتالي لا يتأتى جعل قضية تحرير فلسطين من براثن يهود قضية فلسطينية او عربية ومن باب اولى عدم جعلها قضية غزية.
ثم نأتي الى كلام خالد مشعل والحديث عن دويلة مسخ في ارض 67 ، والعجيب انه في الدنيا كلها لا يمكن ان تجد عاقلا يقول إن دول الغرب وأمريكا ستقبل بكيان مسخ فلسطيني بجانب كيان الاغتصاب دون اعتراف واقرار بحق ما يسمى بدولة اسرائيل في الوجود ، فكيف سينشأ كيان المسخ الفلسطيني دون اعتراف واقرار؟ بغض النظر عمن يتولى الامر حماس او فتح أو كلاهما. ولكن المهم ان كيان المسخ لا يقوم دون اعتراف. والأهم من ذلك كله ان فكرة الدولة الفلسطينية ولو كانت على كامل تراب فلسطين هي فكرة محرمة تخالف الاسلام وتضرب باحكامه عرض الحائط.
فالاسلام يحرم تعدد الدول في امة الاسلام ولو كانت دولا تحكم بالاسلام. ومما جاء في الفقه على المذاهب الاربعة للجزيرى رحمه الله تعالى:
“اتفق الأئمة رحمهم الله تعالى على أن الإمامة فرض و أنه لابد للمسلمين من إمام يقيم شعائر الدين وينصف المظلومين من الظالمين وعلى أنه لا يجوز أن يكون على المسلمين في وقت واحد في جميع الدنيا إمامان لا متفقان ولا مفترقان”
ثم بجانب كون تقسيم المسلمين الى دويلات حرام شرعا كذلك فإن ايجاد روابط بين الناس على غير أساس العقيدة الاسلامية كرابطة الوطنية أو القومية هي دعوات جاهلية وهي سير في مخططات المستعمرالكافر الذي استعمل معول الوطنية والقومية لتمزيق الأمة الاسلامية وجعلها امما.
ثم لماذا التعريض بجعل التفاوض مع يهود فكرة مقبولة ان صحت الظروف واعتدلت الموازين؟
وكيف نفهم النصوص” لأن المقاومة هي الحل في ظل أفق مسدود للتسوية”و ” أن المفاوضات في ظل اختلال موازين القوى تعتبر استسلاما ” و “وأن من يذهب إلى المفاوضات بدون أوراق قوة هو انتحار”و ” مؤكدا أن السلام كما الحرب يلزمه موازين قوى” ؟.
أليست كل هذه الجمل تؤكد ان الخيانة يعمل على تخريجها بثوب يجعلها إنجازا، وعودا على درب منظمة الخيانة الفلسطينية وفتح ؟
إنها دعوة لمن وثق بهذا الرجل ووثق بالغطاء الذي يجلس تحته في دمشق لمحاسبته ومحاسبة غيره من الحكام المجرمين على مسخهم لقضية هي في صميم عقيدة الامة،
وهي دعوة لكشف المخططات التي تعدت مرحلة السرية الى الدعوة العلنية حتى اصبح عرفات الخائن لله ولرسوله وللمؤمنين أسوة وقدوة يحتذى بها ويستشهد بها للدلالة على الصمود ورفع التنازل.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }