خبر وتعليق تركيا صوتت بـ(لا) على قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بفرض عقوبات على إيران
الخبر: بتاريخ 10 حزيران/يونيو 2010 نشرت صحيفة زمان التركية خبراً جاء فيه: “البارحة اتخذ مجلس الأمن الدولي قراراً لفرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي. وقد حاز مشروع القرار عند التصويت عليه بـ (12) نعم، حيث امتنعت لبنان عن التصويت عليه، في حين قامت تركيا والبرازيل اللتان وقعتا اتفاقية التبادل النووي مع إيران بالتصويت عليه بـ (لا). وكان الممثل الدائم لتركيا في الأمم المتحدة السفير إرطغرل أباكان قد أدلى بتصريح قبل عملية التصويت جاء فيه: ‘إن فرض عقوبات جديدة ستمس بالأجواء الدافئة التي تم إيجادها في 17 أيار/مايو من خلال إعلان طهران‘. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد صرحت قائلة: ‘ستلعب تركيا والبرازيل دوراً هاماً‘”.
التعليق: إن مشروع قرار مجلس الأمن الدولي هذا، كان قد تم الاتفاق عليه الشهر المنصرم بين الأعضاء الدائمين الخمسة في المجلس، وفي 18 من أيار/مايو تم عرضه على الأعضاء العشرة ذوي العضوية المؤقتة، وقبل يوم واحد من ذلك أي في 17 أيار/مايو تم توقيع اتفاقية مبادلة الوقود النووي بين تركيا والبرازيل وإيران، وكان الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا قد أعرب عن أنهم يقومون بأنفسهم بتنفيذ طلبات الولايات المتحدة الأميركية، وقام بنشر رسالة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي تحتوي على تأييد أوباما للشروط التي دفعوا إيران للموافقة عليها. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أغلوا قد صرح بأن أوباما قابل التحرك التركي بالامتنان من خلال الرسالة التي أرسلها لإردوغان في شهر نيسان المنصرم، وقد وصف داود أوغلوا الاتفاقية التي أبرمت بأنها انتصار لسياسة الحوار التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية. وهذا يظهر للعيان بأن أميركا هي التي أدخلت تركيا والبرازيل في القضية من خلال توقيع اتفاق التبادل النووي مع إيران وذلك لتخفيف شدة الضغوط الدولية التي تمارسها إنجلترا وفرنسا وألمانيا وكيان يهود من جانب ولتتمكن من تحريك الأمور وفقاً لسياساتها من الجانب الآخر. وما قيام تركيا والبرازيل بالتصويت على مشروع قرار مجلس الأمن بـ (لا) إلا انسجاماً مع الدور الذي أسندته أميركا لهم، وهو في الوقت ذاته يخدم المسعى الهادف إلى تقسيم التحالف الدولي المناهض لإيران. ولأن مشروع قانون فرض العقوبات جاء عقب الهجوم الذي نفذه كيان يهود تجاه سفن المساعدات الإنسانية فقد كان ذلك أيضاً منقذاً لحكومة حزب العدالة والتنمية التي اهتزت مكانتها أمام الرأي العام المحلي التركي. فإردوغان الذي ارتضى “العـار” بعدم اتخاذ أية إجراءات عملية تجاه هجوم كيان يهود على سفينة المساعدات الإنسانية حاز على فرصة سانحة لأن يقول: “إذا لم نقل (لا) فسنكون قد أنكرنا أنفسنا، نكون قد أنكرنا تواقيعنا، نكون قد جلبنا العار لأنفسنا، ونحن لا نقبل العار”.
وفي المحصلة؛ فسيتم استغلال تصويت تركيا بـ(لا) لدعم المكانة التي تسعى أميركا لمنحها إياها في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي من أنها “رعاية العالم الإسلامي”. وفي المرحلة المقبلة ستواصل حكومة حزب العدالة والتنمية المضي قدماً وفقاً لما ينسجم مع سياسات الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، ساعية لملء أجواء الرأي العام العالمي بـ”فالتفرض العقوبات الدولية على إيران إن لم تلتزم إيران بشروط اتفاقية التبادل المبرمة معها”.
خلوق أوزدوغان
مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير
في ولاية تركيـا