من أمن العقوبة أساء الأدب
معذرة إلى ربي , فما كان بودي أن يكون ردي كتابة أو قولاً, فالظرف ليس ظرف كتابات ولا مقالات , وإنما هو ظرف قتال وجهاد, وكنت أود أن أكون على رأس جحافل جيش المسلمين في دولة الخلافة , تتلوها جحافل لتنقض على اليهود في ربوع فلسطين , لاستئصال شأفتهم , وتطهير الأرض المقدسة من رجسهم , ولتحطيم صلفهم وعنجهيتهم , وتنسيهم وساوس الشيطان تحقيقا لوعد الله سبحانه وتعالى على لسان رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم حيث قال كما ورد في البخاري ومسلم: (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فانه من شجر اليهود).
لكن ما حيلتي وقد تأخرت إقامة الخلافة لأمر لا يعلمه إلا الله , ولكن أملي به كبير وثقتي به عظيمة أن لا يؤخر عنا قيامها طويلا, حتى يعود حكم الله إلى الأرض فتتغير المعادلات , وتتعدل الموازين , ويصبح الإسلام هو الحاكم والموجه والمحرك , وبذلك تنعدم هذه الوقفة الخيانية التي وقفها حكام البلاد العربية والإسلامية إزاء هذه المذبحة الوحشية على سفن الإغاثة المتجهة لغزة، فقتلت وجرحت العشرات من الذين وقفوا بعنفوان أمام اقتحام جنود يهود لتلك السفن، حيث تحركت نحو غزة في عمل ذي طابع إنساني إعلامي، تحمل مدنيين.
أيها الناس:
إن وقوف الحكام الخونة وقفة المشاهد المتابع للأحداث, هذا إن تابعوا أصلا, تجعلهم شركاء في الجريمة مع يهود .
فموقفهم هذا موقف مزرٍ ومشينٌ ألحق الخزي والعار بالمسلمين , أذلهم وداس على كرامتهم , وإن وقوفهم هذا الموقف جعلهم شركاءَ في الجريمة , هم وعلماء فضائياتهم ودعاتهم , فقد خانوا الأمة وخانوا الله ورسوله , وحقت عليهم اللعنة , ووجب عزلهم وطردهم شر طرده , فإنهم بوقوفهم هذا الموقف المخزي سيمكنون لإسرائيل من الزيادة في إذلالهم , وفرض إرادتها عليهم , وان تملي عليهم ما تريد , وستستفرد بهم واحدا بعد الأخر , فاليوم فلسطين والبارحة لبنان , وغدا الأردن وبعد الأردن سيأتي دور سوريا لتضرب كما جرى ولتوقع على الصلح راهبة وراغبة. وهي تقدم على خطواتها هذه خطوة بعد خطوة , وهي مطمئنة , لأنها تعلم أن أشباه الحكام هؤلاء لن يقفوا أمامها , وهي على يقين من أن هؤلاء الحكام لو كانوا مخلصين لما استطاعت أن تقوم بأية خطوة , ولما استطاعت أن تقوم بما قامت به , ولما استطاعت أن تصل إلى هذا المستوى, بل ولما استطاعت أن تبقى على قيد الحياة . لأنها تدرك أنها اضعف من أن تصمد , واضعف من أن تخسر معركة واحدة , فخسارة معركة واحدة معناه ضياعها نهائيا , وان وقفه البطولة التي وقفها الفلسطينيون أمام جيشها الجرار وآلتها الحربية الأمريكية المدمرة , إن هذه الوقفة البطولية أثبتت أن إسرائيل وهم كبير , وأنها أسطورة وخرافة , وانه إذا ما وجدت إرادة القتال فإنها ستتحطم كما تتحطم الزجاجة الفارغة عندما تضرب بالأرض , وان آلتها الجهنمية لن تنفعها ولن تغني عنها من الله شيئا , وسيكون مصيرها كمصير يهود بني النضير حيث قال الله فيهم {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَار} الحشر2
ولو كان أردوغان وحكومته مخلصين لما تركوا رعاياهم ومن معهم، يذهبون لملاقاة عدو غادر ذي تاريخ ملطخ بالدماء وسجل حافل بالمذابح، دون مرافقتهم بسفن حربية وجيش جرار.
وإن الأمة ما زالت تنتظر رد تلك الحكومات الكاذبة الخاطئة التي تدعي حب الله ورسوله والله ورسوله منهم براء, فلو أرادوا الخروج والجهاد وتحرير فلسطين لأعدوا له عدة, قال تعالى: { وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ} التوبة46
أيها المسلمون :
إن غياب دولة الخلافة , وغياب حكم الإسلام , هو الذي مكن لإسرائيل من القيام بما قامت به , والوصول إلى ما وصلت إليه , وان غياب حكم الإسلام هو الذي جعل هؤلاء الحكام الخونة العملاء يقفون هذا الموقف المتخاذل الذي مكن إسرائيل من الاستفراد بالقوافل وتدميرها.
إن الإسلام أيها المسلمون يحرم عليكم أن تظلوا متفرجين , ويوجب عليكم أن تهبوا لقتال إسرائيل وتدميرها واستئصالها من جذورها وإنقاذ أهلها .
أيها الضباط , أيها الجنود , أبناء الأمة الأشاوس :
إننا ندعو إليكم بالهداية بالليل والنهار سائلين المولى أن ينجيكم من أيدي الرويبضات الذين يستخدمونكم ويستعملونكم في قضاء مصالحهم من أجل البقاء على عروشهم. فإنكم منا ونحن منكم فلا توجهوا بنادقكم إلى صدورنا ولا تعينوا المجرمين على إذلالنا.
فإننا والله ما خرجنا عليكم بدعوة تعاديكم وإنما خرجنا لغيرتنا عليكم فأنتم جزءٌ لا يتجزأ من أمتنا وعضوٌ ثابتٌ في جسدنا.
فوجهوا بنادقكم إلى حيث يجب أن توجه وقوموا لنصرة دين الله فتفوزوا بشرف النصرة كما شرّف الله بها الأنصار الذين نصروا دينه ونبيه.
قَدَركم ـ يا أهل القوة والمنعة ـ بأن تكونوا الحماة لهذا الدين .. والمادة التي يُنصر بها الدين وتُعلي كلمته .. والجند الذي يحفظ الله بهم الملة والأمة.. وأن تكونوا المأوى والمنجاة من الفتن .. فهبوا للعزة بنفس راضية مؤمنة طائعة .. وأجركم على الله .
إني على يقين من إنكم تتحرقون شوقا لمقاتلة يهود وصدها والقضاء عليها , وتتمزقون غيظا لان حكامكم لا يمكنونكم من القيام بفرض الجهاد. إلا أن هذا لا يعفيكم من المسؤولية , ولا يسقط عنكم الإثم , فانتم القوة المادية القادرة على الضغط على الحكام لإرغامهم على القيام بمحاربة يهود , وغيركم من أبناء الأمة لا يقدرون على ذلك كقدرتكم , لان الأمة تحكم بالحديد والنار من قبل هؤلاء الحكام , لأنهم يعتبرون أن الأمة عدوة لهم, أما انتم , خاصة كبار الضباط منكم , فإنكم تملكون القوة المادية القادرة التي تستطيعون بها إرغام هؤلاء الحكام على ما تريدون , وعلى ما يوجبه الإسلام ,لذلك فان الإسلام يوجب عليكم أن تقوموا بإرغام هؤلاء الحكام , وان تسوقوهم للجهاد , كما أن الإسلام يوجب عليكم وأنتم القوة القادرة أن تزيحوا هؤلاء الحكام عن مراكز الحكم لأنهم يحكمون بأنظمة الكفر , ويحولون دون تطبيق أحكام الإسلام , وان تمكنوا دعاة الخلافة من الحكم ليقيموا الخلافة وتنصيب خليفة تبايعه الأمة على العمل بكتاب الله وسنة رسوله , ليضع الإسلام مباشرة موضع التطبيق والتنفيذ , وليقوم بإعداد الجيوش لمحاربة يهود والقضاء عليها واستئصالها من جذورها , فأجيبوا داعي الله وانهضوا لقتال اليهود أعداء الله وأعداء الأمة , وشر البشر وأخبثهم وأنجسهم وانصروا دين الله ينصركم الله ويثبت أقدامكم .
{يا أيها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم}.
أخوكم أبو عبد الله