نفائس ثمرات – أفلم يأْنِ لكم، أيها المسلمون
أيها المسلمون:ها أنتم تسمعون وتبصرون، كل عدوان يقع عليكم ينتهي بفوز المعتدين. تُهانون وتُذلون وتُهزمون من الدول الكبرى والصغرى، من أميركا وبريطانيا وروسيا وحتى من الهند ويهود أرذلِ أهلِ الأرضِ وغيرهم، في أفغانستان،وفي فلسطين وكشمير والشيشان والعراق وغيرها ، تتداعى عليكم الأمم كتداعي الأَكَلةُ على قصعتها، وأنتم صاغرون.
كل نظام وضعي جربتموه: الملكي والجمهوري وأشباه الملكي والجمهوري. وكل فكر مستورد تطلعتم إليه، تلتمسون معه النصر والعزة، فأصابكم، من كل ما جربتم والتمستم الذلُّ والهوان، رُغْمَ مصادر القوة التي تزخر بها البلاد في المال والرجال.
وكلُّ حاكم فاسد مفسد، خائن مكشوف، وعميل مفضوح، صفّقتم له أحياناً أو كل حين. وعلى الرغم من أنّ أفعال الحكام وأقوالهم صريحة واضحة بأنهم لا يحكمون بما أنزل الله، ولا يقاتلون في سبيل الله، يُحكِّمون أخلاطاً علمانيةً من رأسمالية واشتراكية، مبلَغُ همهم حفاظهم على الكرسي الذي يجلسون عليه ولو كان ثمنه بيع البلاد والعباد للكفار المستعمرين، ومع ذلك طرتم فرحاً بضجيج هؤلاء الحكام، وظننتم عندهم نصراً، فأوقعوكم في هزيمة بعد هزيمة، وأطمعوا الدول الكافرة فيكم، وعطّلوا الجهاد وأسلموكم إليهم ثمناً لبقائهم أحياءً وهم أموات.
أفلم يأْنِ لكم، أيها المسلمون، بعد هذا وذاك، أن تتدبروا أمركم، فتعلموا أنَّ مخرجكم من هذه الظلمات المتراكمة بعضها فوق بعض هو نظام الخــلافـة؟
ألا تُصَدِّقون الله سبحانه إذ يبين لكم كيف تعزون وتُنصرون؟ {فإن العزة لله جميعاً}، {إن تنصروا الله ينصركم} فانصروا الله، وطبقوا شرعه، بإقامة الخــلافـة الراشدة، تنتصروا وتعزوا.
ألا تُصَدِّقون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «… ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتةً جاهليةً» فاعملوا لبيعة خليفة، تنقذون به أنفسكم من ميتة جاهلية، وتقاتلون من ورائه، وتتقون به «إنما الإمام جُـنَّـة يُقاتَل من ورائه ويُـتَّـقى به».
إن حـزب التحـرير الذي يصل ليله بنهار لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة يناديكم لتقوموا معه وتنصروه، فقد حق القول والفعل، فهل أنتم مجيبون؟
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ