خبر وتعليق دعوة إلى الحوار!
بمناسبة مرور 20 عاماً على إعادة اللحمة بين شطري اليمن الشمالي والجنوبي،أعلن علي عبد الله صالح بتعز في 22 مايو/آيار 2010م دعوته أحزاب اللقاء المشترك (الاشتراكي، الإصلاح،الناصري،البعث،اتحاد القوى الشعبية) إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية.
تأتي هذه الدعوة واليمن يشهد حالة سياسية سيئة فالبلد يشهد مظاهرات واحتجاجات واعتصامات وإضرابات في المحافظات الجنوبية فيما يعرف بالحراك الجنوبي منذ نهاية عام 2008م،وحرب في صعده بشمال اليمن.وانهيار وشيك للاقتصاد اليمني ،بعد صعوبات عديدة يواجهها ،وبداية عهد توجيه ضربات جوية من قبل طائرات أمريكية بدون طيار كالذي في وزيرستان في الباكستان،أدى إلى سقوط عشرات القتلى في كل من أرحب بمحافظة صنعاء والمعجلة بالمحفد في محافظة أبين والصعيد بشبوة ومؤخراً بمآرب ذهب ضحيتها أمين محافظة مآرب جابر الشبواني،وقرب موعد الانتخابات النيابية في أبريل/ نيسان 2011م.
ان هذه الأزمة بين الحكومة والمعارضة تذكرنا بتاريخ اليمن الطويل بالأزمات كالتي حدثت في الأعوام 1967،1966،1965م بين حكومة عبد الله السلال والمصريين ومعارضيه الجمهوريين التي بدأت منذ 26 سبتمبر 1962م وبقيت تحت السطح طوال 1964،1963م،وتوجت برحيل السلال عن الحكم وعن اليمن .ومن بعدها أزمة عبد الرحمن الارياني بعد توليه الرئاسة في 1967م مع معارضيه وتقديمه استقالته لأكثر من مرة، آخرها توجت برحيله عن الحكم وعن اليمن أيضاً عام 1974م.وأزمة إبراهيم الحمدي في سنين حكمه الثلاث التي انتهت بمقتله 1977م ،ومن بعده أحمد الغشمي التي انتهت بمقتله عام 1978م. وقحطان الشعبي في جنوب اليمن في 1967م وتنحيه عن الحكم في 1969م وبقائه تحت الاقامة الجبرية،ومن بعده سالم ربيع علي التي انتهت بمقتله عام 1978م ثم أزمة الحزب الاشتراكي التي انتهت بحرب 13يناير1986م وخلاف ما بعد الوحدة 22 مايو 1990م التي انتهت بحرب صيف1994م،وحروب الحوثيين التي بدأت عام 2004م وتستعر في العام مرة إلى الآن2010م والحبل على الجرار.
لم تتقبل أحزاب اللقاء المشترك دعوة الحوار بالترحاب،وأشترطت شروط للحوار مع الحزب الحاكم حزب المؤتمر الشعبي العام هي تلك الشروط التي وضعت عشية الوحدة ولم تر النور،ويراها المؤتمر شروطاً صعبة.
تأتي كل هذه الأزمات والصراعات بأيدي محلية تسندها قوى إقليمية لمصلحة اللاعبين الحقيقيين الصراع البريطاني المتجذر في الجزيرة العربية والخليج والأمريكي الجديد الراغب في تصفية الوجود البريطاني واخراجه والحلول مكانه.ويشتد بينهما الصراع هذه الايام على اليمن بأيدي أبنائه منذ عهود التشطير وفي عهد الوحدة.
شفيق خميس