كم وكم وكم
أخرجَ البخاريُ في التاريخِ عنْ مسعودٍ بنَ خَرَاشٍ رضيَ اللهُ عنه قال:
بينما نحن نَطوفُ بينَ الصَّفا والْمَروةِ إذْ أُناسٌ كثيرٌ يَتْبَعونَ فتىً شاباً موثوقاً بيدِه في عُنُقِه. قلت: ما شأنُه؟ قالوا: هذا طلحةُ بنِ عُبيد الله رضي الله عنه صَبَأ, وامرأةٌ وراءَهُ تُدمدمُ (مُغَاضِبةً) تَسُبُّه.
قلت: مَنْ هذه؟ قالوا: الصُّعْبةُ بِنْتَ الحَضْرَمِيِّ, أمُّه.
كذا في الاصابة ج3 ص410
اللهَ اللهَ في ثَباتِكُم يا صَحَابَة رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلمَ على الشدائدِ والْمِحَنِ
الله الله في صبرِكُم على ظُلْمِ أَهْليكُم وذَويكُم وتكذيبِهم لكُم جَهَاراً نَهَاراً وعلى المَلأ
الله الله في ثباتكم يا حملةَ دعوةِ الخلافةِ
فكَمْ مِنْ قريبٍ وأخٍ ووالدٍ ووالدةٍ كذَّبَكُم واستهزأَ بكم وبدَعْوَتِكُم,
دعوةِ الحقِّ, دعوةِ الرسلِ, دعوةِ الرِّفعَةِ والعِزَّةِ.
كم من صديقٍ عاداكُم, وكَمْ من حبيبٍ فارقكُم.
كم من عالِمٍ اسْتهانَ بقضيَّتِكُم وكمْ مِنْ داعيةٍ دعى الى مُعًاداتِكُم.
اللهَ اللهَ في دينِكم يا شبابَ الخِلافَة
كم من حاكمٍ سَجنَ وقتلَ وضربَ شبابَكُم
وكم من فاسقٍ أهانَ نساءَكُم
وكم من ظالمٍ قطَّع الأيادي وشوَّهَ الأجسادَ التي لَطَالَما عَمِلَت وتَعِبَت وبلَّهَا عرَقُها الطاهرُ ودمُها الشِّريفُ
لإعلاءِ كلمةِ الله.
كم من إمامِ مسجدٍ وقفَ خطيباً يُحرِّضُ الناسَ عليكم ويَكيلُ الاتِّهاماتِ والافتراءاتِ لَكُم.
وكمِ اشتاقَتِ الجِنانُ والحورُ العينُ لِلُقْياكُم
وَكَمْ وَكَمْ وكَمْ…
فالصَّبرَ الصبرَ أيها الغرباء فَوَاللهِ لا أجدُ لكمْ غيرَه سبيلاً, حتى يَقْضِيَ اللهُ أمراً كان مَفْعولا.
أخوكم: أبو عبد الله