Take a fresh look at your lifestyle.

أيها أحق بالمناصرة – ذكرى هدم الخلافة أم مونديال كرة القدم

انطلقت أولى مباريات ما يُسمى بطولة كأس العالم لكرة القدم في جنوب أفريقيا, لتتعالى الصيحات, وتشرأب الأعناق أمام شاشات التلفاز, فتراهم فاغري الأفواه, مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء.
فتكثر السهرات في المقاهي والساحات والنوادي, وتُغدق الأموال والطاقات والجهود والأوقات في سبيل قوم وضعوا عقولهم في أقدامهم, يتقاذفون كرة مطاطية.
فهذه قطر, خصصت خمس قنوات رياضية لهذا ” الحدث العالمي الكبير” كما ادعوا، واحتفظت بحقوق بث المباريات فدفعت الملايين, وعقدت الصفقات مع المحللين الرياضيين لقناة الجزيرة, وتم استخدام أحدث التقنيات التكنولوجية لتسهيل البث ونقل المباريات, حتى وصل بهم الحال إلى أن سخرّوا قاعات السينما لتغطية المباريات, ونُشرت شاشات التلفاز الضخمة في الأماكن العامة والمخصصة, وافتتحت استوديوهات التحليل.
وانتشرت أعلام الدول الغربية المشاركة في هذا الحدث على أسطح البيوت وفي المحال والأسواق والسيارات, ورُفعت أعلام الدول الكافرة الحربية التي ما زالت تلغ في دماء المسلمين, ورفرفت الصلبان في الأعلام من على أسطح بيوت المسلمين!
وأُعلن النفير العام في الدول العربية!!
فالأخ يتشاجر مع أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه, فلكل امرء فريق يناديه, وهبّ التجار في المحال والأسواق ببيع كل ما يمت للمونديال بصلة من قريب أو بعيد, فهذا يبيع الأعلام وذاك يبيع الملابس بالأرقام!!
وسيقت الأمة الإسلامية إلى الذبح سوقا, ماذا جرى أيها الناسُ؟ أيةُ حالةٍ مُزريةٍ تلك التي نَعيشُها؟ وكيف الخلاصُ من هوانٍ يتبعه إهاناتٌ وعجزٌ مُطبق وخمولٌ سافر, ولهو وألهيات!
بِئس الحكام والقادة حكامنا!!
يتم ذلك كله على وقع الانفجارات في العراق وأفغانستان وباكستان، وأمام مشاهد القتل والسحق وهدم البيوت في فلسطين والحصار الخانق على غزة.
أين عقولنا أيها المسلمون ونحن نجلس بالساعات أمام شاشات التلفاز لا لنهتم بأمر من أمور المسلمين إنما لأمر دنيا زائل خُطط له لإلهائنا عن قضايانا وتمييع شبابنا؟! والله سبحانه وتعالى ينهانا أن تلهينا أموالنا وأولادنا عن ذكر الله وقال لنا وهو أصدق القائلين: {أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}، فكيف بالذي ألهته كرة القدم وما شاكلها من أنواع الرياضة واللهو عن ذكر الله وعن الصلاة، وعن أمور من الشرع بين ذلك كثيرة؟!

وبالمقابل:
يهلّ علينا شهر رجب الخير والأمة ليست بخير, كما وتُصادف في نفس الفترة والشهر ذكرى الإسراء والمعراج على صاحبها وآله أفضل الصلاة والسلام, وذكرى هدم دولة الخلافة الإسلامية.
تهلّ علينا هذه الذكريات العظيمة, وجمع من المسلمين لم تلههم أموالهم ولا أولادهم ولا مخططات حكامهم عن ذكر الله وتبني مصالح الأمة والذود عن حياضها.
فهذا الحدث الجسيم، وهو هدم الخلافة، لا شك بأنه يعتبر منعطفاً خطيراً في حياة الأمة الإسلامية، فقبل هذا الحدث كان المسلمون يعيشون في ظل دار الإسلام، يتمتعون بعدل الإسلام وتطبيق أحكامه, فللمسلم قيمة ووزن عند الخليفة , وللوقت أيضاً قيمة وأهمية عندهم, وكيف لا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ). ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:” إني أكره الرجل أن أراه يمشي سبهللا”. لا في أمر الدنيا ، ولا في أمر آخرة.
فهي إذاً فعلاً ذكرى، ولكنها ليست كسائر الذكريات، إنها ذكرى حزينة وأليمة لأنها تتعلق بسقوط أعظم دولة عرفتها البشرية. وبسقوطها سقطت المفاهيم الدولية المبنية على المبادئ والقيم الرفيعة والأخلاق، وحلَّت محلها المفاهيم الدولية المبنية على المصالح والأهواء والماديات.
إذن أيها الناس:
من أحق بالمتابعة والمناصرة والمؤازرة؟!!!
أهي مباريات وخطط دسيسة عميلة ساقها لنا الغرب الكافر بواسطة حكامنا العملاء لإلهائنا عن ديننا, أم الوقوف على الذكريات العظيمة والقضايا المصيرية التي تخص كل مسلم ويترتب عليها جنة ونار!؟
ما لكم كيف تحكمون؟!
يُريدون أن نُصفقَ للكُرةِ المستديرة, وأن نَضربَ صَفحاً عن فهمٍ صحيحٍ للإسلامِ بأفكارِه المستنيرة.
يريدون أن ندخل جحر الضب الذي دخله من قبل حكامنا, ونحذو حذوهم حذو القذة بالقذة شبرا بشبر وذراعا بذراع, قال الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه: ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قيل له: اليهود والنصارى، قال: فمن). ويقول عليه الصلاة والسلام: ((لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي مآخذ القرون شبراً بشبر، وذراعاً بذراع…)).
أيـهــا الـنـاسُ:
الخلافةُ ولا شيء غيرُ الخلافةِ هي التي ستُغيّرُ الموازينَ وستَقلبُ السحرَ على الساحرِ, إي وربي هي التي ستُلهي أعداءَنا بأنِفسهم بعد أن تَدُكَّ حصونَهم وتُدخلَ الرعبَ في قلوبِهم.
الجيوشُ المجحفلةُ التي يَرأسها خليفةُ المسلمين هي التي ستُعيدُ مجداً ضائعاً وعزاً مفقوداً, فإلى العملِ مع العاملين المُخلصين لاستئنافِ حياةٍ إسلاميةٍ في ظلِّ دولةِ الخلافة ندعوكم فهل أنتم مستجيبون؟
{يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } الأحقاف31

أخوكم: عبد السلام مؤمن