نفائس الثمرات- الخلافة الراشدة
إن دولة الخلافة الراشدة هي رئاسة عامة للمسلمين جميعاً في الدنيا لإقامة أحكام الشرع الإسلامي وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم. وهي الكيان السياسي الذي يجمع المسلمين ويوحد بلادهم. وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يكون للمسلمين خليفةٌ واحدٌ يحكمهم بالشرع الإسلامي. ففي صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «. . . وستكون خلفاء فتكثر . قالوا فبما تأمرنا؟ قال: فُوا ببيعة الأول فالأول . . .» وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما» . والخلافة هي الدولة التي بشرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعودتها حين قال: « . . . ثم تكون خلافةً على منهاج النبوة» .
والخلافة الراشدة هي الدولة التي تطبق ما فرضه الله على المسلمين، من أحكام الشرع الإسلامي، في القضاء، والحكم، والاقتصاد، والاجتماع، والتعليم، والسياسية الخارجية.
والخلافة الراشدة هي الدولة الإسلامية التي تطبق ما فرضه الله على المسلمين من جهاد لحمل الرسالة الإسلامية إلى العالم، ولحماية بلاد المسلمين، والحفاظ على دمائهم وأعراضهم وأموالهم ومن هم في ذمتهم. وهي التي تمنع المنكرات التي أُمِر المسلمون أن ينتهوا عنها، فتقضي على كل مظاهر الفساد في المجتمع، وتحافظ على العقيدة، فتمنع كل انحراف عنها أو تجريح بها أو اعتداء عليها.
والخلافة الراشدة تشيع أجواء الإيمان والطهارة والأخلاق الحميدة في جميع نواحي المجتمع، من إعلام، ومعاهد تعليم، ومؤسسات. فلا يخاف رعايا الدولة الإسلامية أن تجرف أبناءهم وبناتهم دعواتُ المنكر والفساد والتحلل الخلقي.
والخلافة الراشدة تقوم بما أمر الله المسلمين أن يقوموا به من إصلاح ذات البين، والبعد عن العصبية القومية والقبلية، فهي ليست دولة فئة أو مذهب أو قوم، بل نظرتها لرعاياها واحدة، وتطبق الإسلام حسب الدليل الأقوى من الكتاب والسنة. فهي ليست دولة عرق أو لون، فلا فضل لعربي على عجمي ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى.
والخلافة الراشدة ليست دولة ترعى المسلمين وحدهم بل كلَّ من يحمل تابعية الدولة الإسلامية، سواءٌ أكان مسلماً أم غير مسلم، له حق الرعاية الكاملة، ويتمتع بالحقوق والواجبات الشرعية . فلا يوجد أي تمييز في ناحية القضاء أو رعاية الشؤون؛ ودماء غير المسلمين وأموالهم وأعراضهم محفوظة ومصونة.
وبعد، فإننا ندعوكم أن تشُدّوا الهمم، وتجِدّوا في العمل، مع حزب التحرير لإعادة الخلافة الراشدة، كي تنالوا معه النصر الذي وعدنا الله
{ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }