Take a fresh look at your lifestyle.

كلمة في ذكرى هدم الخلافة – 1431هـ

 

قال تعالى: “وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم…” و قال صلى الله عليه و سلم: “بدأ الإسلام غريباً و سيعود غريباً كما بدأ” كل الذكريات تبقى ذكريات إلا ما أخبرنا عنها الله و رسوله بأنها ستعود مرة أخرى و من هذه الذكريات الخلافة على منهاج النبوة التي كانت و ستعود. و من فضل الله و رحمته علينا أننا نشهد زمانها بإذن الله حينما أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم من الحديث. هذه الخلافة التي كانت شمس الدنيا و عز المسلمين و من تبعهم و التي لم يهنأ للكفار حال حتى استطاعوا بعد جهد جهيد استمر قرون بذلوا فيه كل ما يستطيعون من مكر فكري و مادي و على غفلة من المسلمين في أمر دينهم و دنياهم استطاعوا أن يطيحوا بهذه الدوحة العظيمة من قبل عميل الانجليز و من معه من الخونة من عجم و عرب و هو المجرم مصطفى كمال في عام 1342 هـ الموافق 1924 م و منذ ذلك التاريخ الأسود سيطرت على العالم الإسلامي و العالم قوى الشيطان الرأسمالية و الاشتراكية التي سادت قليلا ثم بادت بحول الله و بقيت الرأسمالية المتوغلة بالشر و الفساد و الطغيان تغرق البر و البحر و الجو بهذا الفساد خاصة في بلادنا نحن المسلمين و ها انتم أيها المسلمون تعيشون هذا الواقع الفاسد المرير بكل ما تعنيه هذه الكلمات صباحكم و مساءكم من قتل و دمار و انتهاك لأعراض النساء و الرجال و حتى الأطفال عداك عن سرقة الأموال و النفائس و نشر للسموم الكيماوية و النووية لتدمير الحرث و النسل في كل بقاع المسلمين في العراق و أفغانستان و فلسطين و الشيشان و وادي فرغانة و غيرها الكثير تارة بيد الغزاة المحتلين و تارة بين المسلمين أنفسهم تمزق أجساد المسلمين و تنتهك أعراضهم و تجزئ أراضيهم إلى كيانات عميلة بحجة الاستقلال و اقتسام الثروات كل هذا بدعم من الحكام العملاء مِن مَن يدّعون الإسلام أو لا يدعونه و هكذا استطاع الكافر المستعمر أن يسخر إمكانات المسلمين الجسدية و المالية و حتى المعنوية و الفكرية من أجل تنفيذ مخططاته التي تبقي ديار المسلمين تحت سيطرته لأطول مدة ممكنة و قد ساعد في تمكنهم من ذلك ثلة من العلماء المضلين الذين باعوا دينهم بعرض قليل من الدنيا و كذلك المضبوعون بثقافة الغرب الفاسدة من مثقفين و منتفعين.
هذا جانب أو الجوانب المادية من الغزو الاستعماري و لكن الجانب الأخر و هو الأخطر و هو الجانب الفكري و المتمثل في الدساتير و القوانين غير الإسلامية التي تصاغ وفقاً لطريقة الغرب المستعمر لتحول دون نهضة الأمة و تكرس استعماره لبلاد المسلمين تحت اسم الديمقراطية و تطبق ذلك عملياً في نواحي الحياة العلمية كالجامعات و المدارس و الجمعيات الخيرية والثقافية و منظمات حقوق الإنسان و غيرها من المؤسسات التي تشرف عليها الأمم المتحدة بالإضافة إلى زرع بؤر الفساد في كل ناحية من فنادق و نوادٍ ليلية و غير ليلية و ثالثة الأثافي و سائل الإعلام المختلفة من صحف و ندوات و إذاعات و أهمها شاشات التلفاز والانترنت التي كشفت كل مستور و محذور مما تقشعر له جلود المؤمنين و يدمي قلوبهم حتى أصبحت أو كادت مظاهر الفساد و الدعارة شيئاً مألوفاً يأخذ بقلوب الناشئة و غير الناشئة إلا مَن رحم ربي فلا حول ولا قوة إلا بالله و قد هوجمت الأسرة من جميع نواحيها و اخترقت مكامن العفة و الطهارة دون حسيب أو رقيب إلا قليلاً من جهاد أربابها المؤمنين, و من الجانب الأخر الاقتصادي الذي أغرق الناس بالربا المتمثل بالبنوك هذا الإخطبوط الذي سرى إلى جميع جوانب حياتنا حتى نُطفأ و كذلك القمار المتمثل أكثر ما يتمثل بالبورصات التي أحرقت الأخضر و اليابس و تحطمت أسر و أتت على بقية المدخرات و أثارت العداوات بين المسلمين ولا أريد الحديث عن النواحي السياسية فهي لا تخفى على أحد فسياسة التابع هي جزء من سياسة المتبوع. و الآن جاء دوركم أيها المسلمون فقد أصبحت الصورة واضحة أمامكم فأنتم الذين اختاركم ربكم لحمل رسالته للعالمين فإما أن تعودوا لحملها كما حملها رسولكم محمد صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام و المؤمنين من بعده من الحكام, فنشروا الخير و الطمأنينة في ربوع ديارهم و العالم فنالوا عز الدنيا والآخرة و إما أن تركنوا إلى الدنيا و لعبها و لهوها و تتحملوا وزر ما يصيب الأمة من ذل و هوان و سوء حال فتبوؤوا بغضب الله و عذابه و إما أن تنهضوا مسرعين مع العاملين المخلصين مع حزب التحرير فيحقق الله على أيديكم ظهور دينه على الدين كله و لو كره الكافرون فتنالوا عز الدنيا و ثواب الآخرة “يا أيها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه و أنه إليه تحشرون”.

 

أبو الوليد