الجولة الإخبارية 11/7/2010م
العناوين:
- أوباما ينحاز لاشتراطات دولة يهود انحيازاً أعمى
- بلطجة أمريكا تتجسد في تعيين الجنرال جيمس ماتيس للقيادة المركزية للقوات الأمريكية
- أوباما يُدافع عن حكومة إردوغان
التفاصيل:
تخلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما نهائياً عمّا كانت تروجه بعض الأوساط السياسية العربية والفلسطينية الرسمية البائسة من أن أوباما قد يضغط على دولة يهود ويعترف ببعض الحقوق العربية في منطقة الشرق الأوسط.
فبعد اجتماعه برئيس وزراء دولة يهود خرج أوباما بتصريحات ممالئة تماماً لكل الطلبات اليهودية سواء على مستوى القضية الفلسطينية أم على مستوى الملف النووي.
فبالنسبة للمفاوضات اليهودية مع الفلسطينيين فقد طالب أوباما السلطة الفلسطينية بالعودة إلى طاولة المفاوضات المباشرة من دون إلزام حكومة نتنياهو حتى بتمديد ما يُسمى بالتجميد الجزئي لبناء المستوطنات وأقرت إدارة أوباما بما أدلى به نتنياهو وبكل وقاحة في مجلس العلاقات الخارجية في جوابه عما إذا كان سيمدد التجميد الجزئي حيث قال: “أعتقد أننا فعلنا ما يكفي، فلنمض قدماً بالمحادثات”.
وأما بالنسبة لمطالب دول المنطقة لأمريكا بإدراج الأسلحة النووية (الإسرائيلية) ضمن بحث جعل المنطقة خالية من السلاح النووي فقد أقرَّ أوباما بحق (إسرائيل) بحيازة أسلحة نووية لما أسماه بضرورات الردع وأكد على قبول فكرة أن “أمن إسرائيل له وضعية خاصة وأن إسرائيل وحدها هي من يُحدد احتياجاتها الأمنية”.
إن هذا الانحياز الأعمى والسافر لأوباما تجاه دولة يهود لهو دليل أكيد على أن هذا الكيان هو جزء لا يتجزأ من المنظومة الأمريكية الغربية، وأن أي رئيس أمريكي لا يستطيع أن يمارس أي ضغط جدي عليها، وأن اتكال حكام العرب وزعماء الفلسطينيين على أمريكا أو غيرها من الدول الكبرى لن يجلب لهم سوى المذلة والمهانة والخيبة.
——-
بتوجيه من الرئيس الأمريكي باراك أوباما تم تعيين الجنرال جيمس ماتيس قائداً جديداً للقيادة الأمريكية الوسطى والتي تشمل قيادة القوات الأمريكية في منطقة مهمة تشمل عشرين بلداً وتبدأ من مصر وسائر دول الشرق الأوسط وتنتهي بدول جنوب ووسط آسيا.
وتظهر بلطجة أمريكا من خلال تعيين الجنرال ماتيس من خلال بلطجة الرجل نفسه الذي سُجِّلت له أقوال غاية في الإجرام والعنصرية في مؤتمر عقد في سان دييغو بكاليفورنيا عام 2005م جاء فيها: “من الممتع قتل بعض الناس” ويقصد الأفغانيين وأوضح ذلك بقوله: “تذهب إلى أفغانستان فتجد رجالاً يحكمون على النساء بالسجن لخمس سنوات بسبب عدم ارتدائهن النقاب، رجال مثل هؤلاء فقدوا أي إحساس بالإنسانية، لذلك فإن إطلاق النار عليهم يُعتبر من المرح”.
ويُعلق وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس على تعيين ماتيس في منصبه الجديد بقوله: “إن المنصب الذي سيتولاه الجنرال ماتيس هو منصب حساس في وقت حساس”، ويتوقع غيتس من ماتيس أن لا يُظهر حقده ضد الأفغان في وسائل الإعلام وهو في منصبه الجديد فيقول: “الخمس سنوات اللاحقة أظهرت أنه تم تعلم الدرس وأنا واثق بأن ماتيس بات قادراً على التكلم علانية بطريقة مناسبة تماماً عن أمور هو مسؤول عنها” فهو لا يعترض على كلام ماتيس ولكنه يعترض على إظهار هذا الكلام في وسائل الإعلام.
هذه هي حقيقة العقلية العسكرية والسياسية الأمريكية، إنها عقلية شيطانية تعكس حقيقة السياسة الأمريكية الإجرامية والمتعجرفة.
——–
بالرغم من بروز بعض التناقضات بين أهم حليفين لواشنطن في الشرق الأوسط وهما الدولة التركية ودولة يهود على خلفية جريمة الأخيرة في قتلها للأتراك التسعة في عرض البحر إلا أن إدارة أوباما ما زالت تُعامل تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية معاملة خاصة، فقد تحدث أوباما عن أهمية إقامة علاقات قوية مع تركيا التي وصفها بالدولة الاستراتيجية الواقعة بين الشرق والغرب وقال: “إن تركيا دولة حليفة بحلف شمال الأطلسي، واقتصادها يتوسع بشكل رائع، وعلاوة على ذلك فمسألة أنها ديمقراطية ودولة يغلب على سكانها المسلمون تجعلها نموذجاً له أهمية كبيرة للدول المسلمة الأخرى بالمنطقة”.
وطالب أوباما أوروبا بإدخالها في الاتحاد الأوروبي وحمّلها مسؤولية اقترابها من العالم الإسلامي وابتعادها عن العالم الغربي.
هذه هي نظرة أمريكا لحكومة إردوغان فهو يعتبرها نموذجاً يُقتدى من قبل الدول القائمة في العالم الإسلامي، وأن اعتبار حزب العدالة لنفسه على أنه حزب ديمقراطي محافظ يُشبه الأحزاب المسيحية الديمقراطية المحافظة في أوروبا يُمثل النسخة الإسلامية المقلدة للنسخة النصرانية في أوروبا وهو بذلك يستحق أن يدخل الاتحاد الأوروبي بجدارة على حد وصف قادة الحزب التركي.
إن هذا التهافت لحزب العدالة التركي على أوروبا أدّى إلى تشويه ومسخ الهوية الإسلامية للأحزاب الإسلامية التي تقلد حزب العدالة في خطاه وهو أمر سيؤدي إلى وضع الأحزاب العلمانية والأحزاب الإسلامية في نفس البوتقة وهو من شأنه أن يميع دور الحركات الإسلامية في العمل السياسي وسيؤدي فيما بعد إلى تفتيتها