الجولة الإخبارية -12-7-2010
العناوين:
• السودان على شفير الانفصال، ومسيرات واعتصامات لحزب التحرير تدعو لوِحدته
• بترايوس يتعثر في لملمة أوراق أفغانستان
• السلطة تتجه بأوامر أمريكية نحو المفاوضات المباشرة
التفاصيل:
يبدو أن عملية التهيئة لفصل السودان بدأت مبكراً قبل الاستفتاء المعروفة نتيجته مسبقاً، فقد بدأت اليوم في الخرطوم اجتماعات بين شريكي الحكم في السودان، حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان، لمناقشة ترتيبات ما بعد الاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان في يناير/كانون الثاني القادم.
وتزامن ذلك مع تنظيم مظاهرات واعتصامات متبادلة في شمال وجنوب السودان تطالب بالوحدة والانفصال على التوالي.
وتتناول مناقشات هذه الاجتماعات، التي تتم حسب نصوص اتفاقية السلام المشئومة المبرمة بين الطرفين عام 2005، القضايا السيادية المتعلقة بالعملة والجنسية والخدمة العامة والقوات المسلحة والأمن والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، في ترتيب واضح لأوراق الانفصال.
وستتطرق أيضا هذه المباحثات إلى الثروة النفطية وأصول الدولة الحالية وديونها بالإضافة إلى المسائل المتعلقة بمياه النيل والملكية الفردية في الشمال والجنوب.
وأثناء ذلك نظم حزب التحرير في السودان عدة اعتصامات للتعبير عن رفض مبدأ الاستفتاء، وللدعوة إلى الوحدة.
ونظم الحزب هذه الاعتصامات في العاصمة السودانية الخرطوم، عبّر من خلالها عن رفضه المطلق لكل محاولات انفصال جنوب السودان عن شماله ودعا إلى وحدة البلد.
وانتقد المعتصمون اتفاق نيفاشا الموقّع بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية والذي أقر مبدأ الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب، واصفاً الاتفاق بأنه جريمة نكراء.
وجاءت تلك الاعتصامات بعد يوم من مظاهرات في عدد من ولايات الجنوب شاركت فيها تنظيمات سياسية مختلفة للمطالبة بانفصال الجنوب عن السودان وإقامة دولة مستقلة حتى قبل الاستفتاء المقبل لتقرير المصير.
وشاركت عدة تنظيمات سياسية في هذه المظاهرات التي نظمت بمدن الجنوب وخاصة العاصمة جوبا ومدينتي واو وملكال، وأكد المشاركون رفضهم البقاء في إطار دولة واحدة مع شمال السودان في إعلان واضح عن النوايا المبيتة التي تقف خلف اتفاقية نيفاشا.
وبتحريض من القوى السياسية المشاركة في مؤامرة التقسيم، طلب المتظاهرون من حكومة جنوب السودان بألا تنتظر حتى الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير/كانون الثاني المقبل، وأن تعلن فورا دولة في الجنوب.
يذكر أن اتفاق السلام نص على إجراء استفتاء على استقلال الجنوب في بداية 2011، كما أسس حكومة شبه مستقلة في الجنوب.
وسبق للحزب أن حذر من هذه الاتفاقية منذ إبرامها متهماً الفريقين بالسير في المشروع الأمريكي الرامي إلى تفتيت السودان إلى دول عدة.
——-
في تعثر واضح لمهمته، لاقى القائد الأعلى للقوات الأمريكية والناتو في أفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس مقاومة حادة من الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في ما يتعلق بخطة أمريكية لمساعدة القرويين الأفغان على محاربة حركة طالبان بأنفسهم.
ونقلت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية عن مسئولين أمريكيين قولهم إن التوتر شاب أول لقاء بين بترايوس وكرزاي في الأسبوع الماضي بعد تجديد الرئيس الأفغاني معارضته للخطة التي تقضي باستخدام قرويين في برامج الدفاع المحلية.
ويشار إلى أن مشاركة القرويين في برامج الدفاع الأفغانية تعتبر جزءاً رئيسياً من الإستراتيجية الأميركية في أفغانستان، وموقف كرزاي يشكل تحدياً لبترايوس الذي يسعى لرسم علاقة تعاون معه مثل تلك العلاقة الوطيدة التي ربطت بين ماكريستال وكرازاي.
وقال مسؤلون أمريكيون رفيعو المستوى إن الولايات المتحدة ترغب في توسيع البرنامج ليشمل عشرات المواقع في مختلف أنحاء أفغانستان، أي حوالي ضعف العدد الحالي، وتأمل بتخطي مخاوف كرزاي.
لكنهم أشاروا إلى أن المسألة حساسة جداً بالنسبة للكثيرين الذين يخشون من أن تؤدي هذه التجربة إلى نقل أفغانستان أكثر فأكثر إلى عالم أمراء الحروب والميليشيات الخارجة عن السيطرة.
ويشار إلى أن سلف بترايوس الجنرال ستانلي ماكريستل هو الذي طور الخطة الأمريكية، ولكن القائد الحالي كان من أبرز داعمي مثل هذه البرامج.
ويذكر أنه بالرغم من التوترات مع عدد من المسؤولين الأمريكيين، فقد أقام ماكريستل علاقة عمل مقربة بكرزاي، والسؤال هو إن كان بترايوس قادراً على استعادة هذا الرابط، لكن هذا الأمر ما زال موضع شك كبير يخيم فوق جهود الحرب.
وقال مسؤول أفغاني رفيع المستوى كان حاضراً لقاء بترايوس ـ كرزاي، نحن نجري دائماً لقاءات طويلة وتكثر فيها النقاشات، ولكننا نحاول دائماً تعليم شركائنا الأجانب كيفية التعاطي مع حالات كهذه ونحن الأفغان نعرف أكثر منكم.
وأشار المسؤول الأفغاني إلى أن كرزاي متخوف من إنشاء قوة ينظر إليها على أنها ميليشيا خاصة، ولا بد من تمكين المجتمع بطريقة لا تهدد استقرار المستقبل.
وتابع: نحن لا نبحث فقط عن حل يصب في مصلحتنا بل نحاول إيجاد حلول لمصلحة أمريكا وأفغانستان.
ووصف مسؤول أمريكي رفيع المستوى اللقاء بين كرزاي وبترايوس بأنه نقاش صريح للمخاوف والحاجات عند كلا الطرفين، مشيراً إلى أن بترايوس وفريقه خرجوا ويساورهم شعور بأن اللقاء كان قيماً ومفيداً للاطلاع على مواقف الرئيس الأفغاني.
هذا وتستمر أعمال القتل الوحشي للمدنيين على يد قوات الناتو حيث أودت مؤخراً بحياة 11 أفغانياً.
——-
في تطور سريع، وبدون مقدمات ظاهرة أعلن البيت الأبيض مؤخراً عن تقدم حاصل في المفاوضات غير المباشرة، وعقب لقاء الرئيس الأمريكي برئيس الوزراء “الإسرائيلي” دعا نتنياهو الطرف الفلسطيني إلى طاولة المفاوضات المباشرة، فيما أبرق عباس إلى واشنطن بطلب توضيحات من الإدارة الأمريكية.
وتمهيداً لعودة الطرف الفلسطيني المذلة للمفاوضات المباشرة، اتصل الرئيس الأمريكي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الجمعة لحثه على الذهاب للمفاوضات المباشرة.
وجاء اتصال اوباما الهاتفي بعباس بعد ثلاثة أيام من لقاء الرئيس الأمريكي مع رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض والاتفاق على التعجيل بجهود الانتقال من المحادثات غير المباشرة بوساطة أمريكية إلى مفاوضات مباشرة .
وفي محاولة لطمأنة عباس وحفزه نحو المحادثات المباشرة المعلقة منذ 2008 قال البيت الأبيض إن اوباما أشاد بالزعيم الفلسطيني “لالتزامه بالسلام”.!!
وقال البيت الأبيض أن أوباما “راجع هو والرئيس عباس سبل التقدم إلى المحادثات المباشرة في المستقبل القريب من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي الصراع ويقيم دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للنمو تعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل.”
وأشار اوباما إلى “زخم إيجابي” مما وصفه البيت الأبيض بتحسن على الأرض في الضفة الغربية وقطاع غزة والتقدم في المحادثات غير المباشرة وضبط النفس الذي أبداه كلا الجانبين في الآونة الأخيرة.
وذكر البيت الأبيض أن اوباما أبلغ عباس أنه سيرسل من جديد مبعوثه للشرق الأوسط جورج ميتشل إلى المنطقة قريبا للتوسط في إجراء جولة جديدة من المحادثات” للبناء على قوة الدفع تلك.”
وفي طرحه لأول مرة اقتراحا بجدول زمني لإجراء المفاوضات قال اوباما يوم الثلاثاء إنه يأمل بإجراء مفاوضات مباشرة قبل انتهاء فترة توقف “إسرائيلية ” لمدة عشرة أشهر لبناء مساكن جديدة في مستوطنات الضفة الغربية في سبتمبر أيلول.
وأشار نتنياهو الذي كان يتحدث في نيويورك يوم الخميس إلى أنه غير مستعد للتنازل بشأن قضية القدس. ولكنه تعهد باتخاذ “خطوات ملموسة” للمساعدة في حفز عملية السلام ولكنه لم يقدم أي شيء محدد.
هذا وقد أعلن الأمين العام للجامعة العربية عن عقد اجتماع للجنة المبادرة العربية في التاسع والعشرين من الشهر الجاري لإعطاء الموافقة العربية للسلطة للذهاب إلى المفاوضات المباشرة .